يطلب مجلس اللاجئين النروجي من المجتمع الدولي زيادة مساعداتهم لغوث اللاجئين السوريين في مخيماتهم الرثة في لبنان، والنازحين العراقيين في شمال العراق، في ضوء تدني الحرارة إلى ما تحت الصفر.
إيلاف - متابعة: تضرب عاصفة هوجاء سوريا وجوارها، مهددةً حياة الآلاف من اللاجئين السوريين المنهكين، الذين لا يجدون لأنفسهم مأوى إلا خيمًا تذهب بها الرياح لتعود بها الثلوج.
نتائج كارثية
وقد أعرب مجلس اللاجئين النروجي عن مخاوفه من أن يؤدي غياب المساعدات الكافية إلى نتائج كارثية في مخيمات اللاجئين بلبنان وبشمال العراق. ويقول يان إيغيلاند، أمين عام المجلس: "مرت عاصفة مماثلة قبل عامين، أدت إلى حصول وفيات عدة، أما اليوم، ومع تدفق أكثر من مليون لاجئ سوريا وعراقي، فالخوف مضاعف. ونرى أن البرامج الاغاثية الشتوية التي اعتمدناها ليست كافية، ونخشى وقوع المزيد من الوفيات، إن لم يتم تدارك الأمر فورًا".
مساع حثيثة
تعيق العاصفة التي تضرب العراق والأردن ولبنان عمل الفرق الاغاثية. فبالأمس، كان عاملو الاغاثة في سهل البقاع اللبناني يعملون في مخيم غير شرعي للاجئين السوريين، من أجل تسريب الفياضانات التي ترافق الأمطار والعواصف.
وقد وزعت الفرق الميدانية 1205 ألواح خشبية و885 حجرًا لاستخدامها ارضيات للخيم في مخيمين ببلدة سرعين البقاعية،& إلى جانب 250 عامودًا خشبيًا، تستخدم لتوجيه السيول التي تجتاح المخيم.
ويقول نيام نورناغان، مدير مجلس اللاجئين النروجي في لبنان: "هذا الصباح، استيقظ سكان هذه المخيمات غير الشرعية ليجدوا أنفسهم تحت طبقة من الثلج، كما عجزت فرقنا في البقاع عن الوصول إلى هذه المخيمات، بعدما أقفل تراكم الثلوج الطرقات". وفي الجنوب اللبناني، دمرت الأمطار الغزيرة الخيم والملاذات الموقتة الأخرى، التي شيدها اللاجئون. وقد ساهمت فرق الاغاثة في إسكان عائلات فقدت خيمها.
وفاة رجل وطفل سوريين في لبنان
ميدانيا توفي رجل وطفل سوريان في جنوب شرق لبنان في العاصفة الثلجية التي تضرب هذا البلد ودولا اخرى في المنطقة والتي تسببت الاربعاء بمحاصرة خيم للاجئين السوريين في عدة مناطق لبنانية. وقال مصدر في الصليب الاحمر اللبناني لوكالة فرانس برس اليوم ان "رجلا وطفلا يبلغ من العمر ست سنوات توفيا في منطقة شبعا" في جنوب شرق البلاد بعدما حاصرتهما العاصفة.
من جهتها، اعلنت الوكالة الوطنية للاعلام عن "وفاة الراعي السوري عمار كمال (35 عاما) في منطقة الرشاحة في شبعا جراء العاصفة، كما توفي طفل سوري (...) كان بطريقه مع والده وشقيقه عبر الطريق الجردية الى شبعا". وذكر مصدر امني لفرانس برس ان الرجل والطفل لاجئان يعيشان في لبنان، وغالبا ما يجتازان مع اخرين الحدود الى سوريا في منطقة جبل الشيخ، حيث تدنت الحرارة الى سبع درجات مئوية تحت الصفر، ويعودون الى لبنان عبرها، الامر الذي لم تؤكده مصادر اخرى.
المدارس مقفلة
وتضرب لبنان والشرق الاوسط حاليا عاصفة قوية دفعت السلطات في العديد من دول المنطقة الى اتخاذ اجراءات وقائية، بينها اغلاق المدارس وتعطيل مؤسسات حكومية والطلب من المواطنين البقاء في منازلهم او تجنب الطرقات الجبلية، كما هي الحال في لبنان حيث سميت العاصفة باسم "زينة". وتسببت هذه العاصفة بقطع العديد من الطرقات الجبلية في لبنان، الذي اغلق مدارسه الاربعاء، ما صعب عملية الوصول الى مخيمات اللاجئين السوريين في مناطق عدة.
وغطت الثلوج نحو اربعين خيمة في مجدليون قرب مدينة بعلبك في مخيم يقع ضمن منطقة تسببت العاصفة بقطع المواصلات عنها، بحسب ما افاد مصورو فرانس برس. وقال احد اللاجئين السوريين لفرانس برس "هناك نقص في المواد الغذائية وفي وسائل التدفئة. نطالب المنظمات غير الحكومية بالتدخل"، مضيفا "نخشى ان تنهار الخيم تحت الثلوج".
وعمل لاجئون في حوش الامراء قرب مدينة زحلة، حيث تدنت درجات الحرارة الى ثلاث درجات مئوية على ازالة الثلوج عن خيمهم خوفا من انهيارها. وقال محمد الحسين الذي يعيش مع زوجته واولاده الخمسة في احدى خيم المخيم وعددها 80 خيمة "بالكاد نستطيع المشي في الثلج"، مضيفا وقد عاد الى المخيم بعدما نجح في الحصول على مازوت "اعيش هنا منذ عامين لكن هذا الشتاء هو الاقوى".
الخيام تسبح
واعلنت وكالة الانباء الرسمية من جهتها ان مياه الامطار والسيول دخلت خيام النازحين السوريين في بلدتي الشيخ عباس والسماقية في عكار شمال لبنان، و"اتت المياه على محتويات الخيم، وقد عانى النازحون طوال الليل من البرد القارس". ويستقبل لبنان اكثر من 1,1 مليون سوري هربوا من النزاع الدامي الذي تشهده سوريا المجاورة منذ منتصف اذار/مارس 2011 وفتل فيه اكثر من 200 الف شخص بحسب ارقام المرصد السوري لحقوق الانسان.
وفي عمان، قررت الحكومة الاردنية الاربعاء استمرار تعطيل المدارس والجامعات والدوائر الرسمية الخميس ولليوم الثاني على التوالي بسبب أشتداد العاصفة الثلجية، بحسب ما اعلنت وكالة الانباء الاردنية الرسمية.
من جهته، قرر محافظ البنك المركزي زياد فريز "تعطيل أعمال البنك المركزي والبنوك العاملة في المملكة ليوم غد الخميس، وذلك نظرا الى الظروف الجوية السائدة في المملكة". وادى تساقط الثلوج الكثيف في وسط وشمال وجنوب الاردن الى اغلاق العديد من الطرق.
وبدات يونيسيف بالتعاون مع برنامج الاغذية العالمي في الاردن تقديم مساعدات لحوالى 41 الف طفل سوري لاجئ في مخيمي الزعتري والازرق. والمساعدات عبارة عن مبلغ 14 دينار اردني (16,6 يورو) لكل طفل لشراء ثياب للشتاء. وفي العراق، وجه الصليب الاحمر نداء عاجلا لمساعدة نصف مليون عراقي نزحوا داخل بلادهم يفتقدون الى كل شيء وذلك بهدف تقديم الطعام والمأوى.& وفي سوريا ايضا اغلقت المدارس ابوابها الاربعاء ولم يتمكن العديد من الموظفين الحكوميين من بلوغ مراكز عملهم في دمشق.
اليد قصيرة
في دهوك بشمال العراق، الحرارة متدنية جدًا إلى حدود الجليد. وتقول كايت نورتون، مسؤولة عمليات مجلس اللاجئين النروجي هناك: "البرد قارس، وخصوصًا في ساعات الليل، والآلاف من العراقيين الذين تركوا منازلهم ولجأوا إلى هنا يعيشون في أبنية غير منجزة أو مهجورة، وهم معرضون للصقيع، فلا باب يقفل عليهم ولا شباك، والسقوف ترشح ماءً فتمطر في داخل الغرف".
إلأ أن الغوث الذي يقدمه المجلس ليس كافيًا لتلبية المتطلبات المترتبة على رداءة الطقس وتدني الحرارة. ثمة 54 بالمئة فقط من الاستجابة الاغاثية للاجئين السوريين أنجزت في 2014، ويقول إيغيلاند: "مجلس اللاجئين النروجي يبذل كل ما في وسعه لمساعدة النازحين، لكن المهمات كبيرة، والتحدي موجود على مدار الساعة، مع انخفاض الحرارة إلى ما تحت الصفر، فثمة حاجة ماسة لتدخل إنساني من جانب المجتمع الدولي، لرفع وتيرة الاغاثة".
التعليقات