في سانبيدروسولا، الموت أهون ما يكون، فالعصابات تتقاتل، والشرطة تعدم بلا محاكمات، الفقر يقود الناس إلى موت أرحم من اليأس، ما يجعل من هذه المدينة عاصمة فعلية للجريمة في العالم.

بيروت: قلة تعرف سانبيدروسولا. إنها مدينة في هندوراس بأميركا الوسطى، لها سمعة سوداء كليلها، إذ هي أخطر مدينة في العالم، حتى إنها أخطر من ميشيغان، المدينة الأكثر عنفًا في الولايات المتحدة من حيث عدد حوادث القتل التي ترتكب يوميًا، وانتشار العصابات المسلحة، بحسب تقرير نشره موقع بيزنس إنسايدر.

أول مصنع كوكايين

يورد هذا التقرير حقائق لا لبس فيها، بحسبه طبعًا، عن سانبيدروسولا. يقول إن الشرطة تعثر على أكثر من نصف مضبوطات مخدر كوكايين في أميركا الوسطى في سلفادور وهندوراس، وقد عثرت شرطة سانبيدروسولا في 2011 على مصنع لإنتاج الكوكايين يديره مكسيكي، ليكون أول مصنع لإنتاج الكوكايين يتم اكتشافه في أميركا الوسطى.

كما يقول إن عمليات تهريب المخدرات التي تنفذها العصابات العنيفة تسبب صراعات عديدة وجرائم قتل. وفي العام 2008، وصل أمر السلطات في المدينة إلى تخزين الجثث في شاحنات تبريد، قبل دفنها في مدافن جماعية.

خمسة أسلحة لكل مواطن

وفي العام 2014، وعد خوان أورلاندو هيرنانديز، مع توليه الرئاسة في هندوراس، باتخاذ اجراءات صارمة ضد تفشي الجريمة في المدينة. إلا أن القانون في الهندوراس يسمح لأي مواطن امتلاك خمسة أسلحة نارية، وهذه الأسلحة هي السبب المباشر في حدوث 83,4 بالمئة من جرائم القتل بالبلاد، مقارنةً بنحو 60 بالمئة في الولايات المتحدة.

وبحسب بزنس إنسايدر، السجن أعجز من أن يتيح للسلطات السيطرة على العصابات، إذ قُتل نحو 14 سجينًا في أعمال شغب في 2012، حين تصارعت عصابات متنافسة. وبعد عام من الواقعة، أحكم السجناء سيطرتهم على السجون بعدما توقفت الدولة عن محاولات تأهيلهم.

شرطة فاسدة

يقول التقرير إن المواطنين مضطرون لتحمل العصابات من جهة والشرطة الفاسدة من جهة أخرى، لأنها تطبق عمليات إعدام وقتل خارج نطاق القضاء. وواجه خوان كارلوس، قائد الشرطة الوطنية السابق، في 2002& اتهامات بالاشتراك في فرقة إعدام خارجة على القانون، وغرّم بمبلغ 5000 دولار، وفصل من الخدمة في 2013.

وفي 2013، أرسلت الحكومة نحو ألف ضابط من الشرطة العسكرية إلى مدينتي تيغوسيغالبا وسانبيدروسولا لتهدئة الأوضاع. لكن ماذا يفعلون في مدينة عنيفة يعيش سكانها تحت ضغط الخوف والفقر. هندوراس بشكل عام ثاني أفقر دولة في أميركا اللاتينية، يعيش أكثر من 65 بالمئة من سكانها تحت خط الفقر، و15 بالمئة فقط من سكان المناطق الريفية بالبلاد يحصلون على ماء صالح للشرب.
&