&
&
دعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، الأزهر الشريف برئاسة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيّب، إلى ضرورة تجديد الخطاب الديني على اعتباره أحد محاور الحرب على الإرهاب .

&
القاهرة : بدأت المؤسسات الدينية في مصر وعلى رأسها الأزهر الشريف في تنفيذ تعليمات الرئيس عبد الفتاح السيسي والقاضية، بتجديد الخطاب الديني لمواجهة الأفكار المتشددة التي تصدر عن الجماعات التكفيرية وعلى رأسها تنظيم داعش.
&
ودعا السيسي لتجديد الخطاب الديني كون ذلك أحد المحاور الرئيسية في الحرب على الإرهاب ، وهو ما يؤكده رجال الدين في مصر، مطالبين بضرورة عودة الأزهر لدوره الدعوي التاريخي في مواجهة الفكر المتشدّد.

خطاب ديني شامل&
ويقول الدكتور سعد الدين الهلالي، رئيس قسم الفقه& في جامعة الأزهر : "لابد أن يكون الخطاب الديني موافقا للغة القوم والعصر اللذين يتوجه إليهما، على ألا يتعدى على الأصول الشرعية المعتبرة عند العلماء، وعلى أن يتم طرح هذه الأصول بشكل يصل لعامة الناس ويتسلّل إلى قلوبهم، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم "إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدّد لها أمر دينها"".&
&
وأضاف الهلالي ﻟ"إيلاف": " إن البعد عن الرأي الأوحد في الدين هو أساس تطوير الخطاب الديني ، فالقائمون على أمور الدين يجب &عليهم توخي حقائق مهمة سواء كان خطابهم من خلال خطبة الجمعة أو المحاضرات أو الحديث في وسائل الإعلام المختلفة وهي أن دورهم نقل الآراء الفقهية المتعددة في القضايا الإسلامية بعيدًا عن فتاوى الحسم وترك حرية الاختيار للناس&في ما يناسبهم من آراء العلماء ،كما يجب أن يدرك القائمون على الخطاب الديني أن دورهم دعوي ، بحيث يتم النهوض بمضمون القضايا بأسلوب يفهمه العامة والخاصة، وفي نفس الوقت يتواءم مع لغة العصر".
&
خطورة السلفيين
ويرى الدكتور سعد الدين الهلالي أن الفكر السلفي في مصر هو العائق الكبير نحو تجديد الخطاب الديني ، نظرا لتشدّده ورفضه الفكر الآخر، فالدين عندهم حرام وحلال فقط، وهذا الفكر منتشر بقوة داخل جامعة الأزهر ومسيطرعلى المساجد ، وبالتالي فإن أولى خطوات الخطاب الديني الحقيقي تتمثل في إبعاد الفكر السلفي عن الأزهر والمساجد والتواصل مع الناس .
&
الدور الدعوي للأزهر
في السياق ذاته يرى الدكتور حسين عويضة ، رئيس نادي أعضاء هيئة التدريس&في&جامعة الأزهر ، أن الإخوان والسلفيين هما الأخطر على تطوير الخطاب الديني في مصر ، كونهم سببا في انتشار آلاف الكتب المتشددة بين الناس وسط غياب كامل لدور الأزهر وأئمة المساجد خلال الثلاثين عاما الماضية بسبب انشغالهم بأمور السياسة وإرضاء الحاكم بعيدًا عن تنفيذ رسالته السامية القائمة على نشر الدعوة الوسطية في مصر والعالم أجمع .
&
وقال ﻟ"إيلاف": " إن أولى خطوات تجديد الخطاب الديني إحياء دور كليات الشريعة في جامعة الأزهر، بتخريج طلاب علم ودعوة قادرين على توصيل صحيح الدين للناس ، وهذا لن يتحقق إلا بالتحاق طلاب أوائل الثانوية الأزهرية بهذه الكليات كما كان يحدث في الماضي ،وأن تجرى للطلاب قبل التحاقهم اختبارات شديدة على طريقة شروط الالتحاق بالكليات العسكرية والشرطة ،هذا الأمر سوف يعيد الدور الدعوي للأزهر كما كان في الماضي ".
&
وأشار إلى أن سيطرة الأوقاف المصرية على المساجد كاملة سيكون عاملًا مساعدًا في تطوير الخطاب الديني ، بحيث يتركز دور إمام المسجد في مناقشة قضايا معاصرة تتمثل في العلاقات بين الناس وكيفية نشر المحبة والمواطنة بين الجميع،بعيدًا عن خطاب الكفر والتنفير من الإسلام .
&
الإسلام جاء للتجديد
&من جانبه قال الدكتورأحمد كريمة ، أستاذ الفقة المقارن&في&جامعة الأزهر، ﻟ "إيلاف": "إن الشريعة الإسلامية جاءت من أجل التجديد للناس ، والنصوص القرآنية والنبوية تؤكد ذلك المعنى،والنبي محمد – صلي الله عليه وسلم- حدثناعن التجديد باعتباره أمرا واجب التنفيذ، فالإيمان نفسه يحتاج إلى أن يجدد في قلوب الموحدين، وذلك في قول النبي لأصحابه : "جددوا إيمانكم، قيل يا رسول الله: وكيف نجدد إيماننا؟ قال: أكثروا من قول لا إله إلا الله" .
&
وأوضح أن المشكلات المزمنة التي تواجه الخطاب الديني تصدر عن أناس غيرمتخصصين في علوم الشريعة للحديث في أمور الدين وتوجيه المسلمين ، ونتيجة لعدم فهمهم الجيد والحقيقي والمتكامل للدين انتشرت الفتاوى الشاذة &القائمة على التكفير والتي نالت- ولا تزال- من المجتمعات الإسلامية.
&
بيان سماحة الدين
مشيرا إلى ضرورة قيام الأزهر برصد أوجه الخلل في المجتمع المصري خاصة والإسلامي عامة ،ومواجهته بالشكل الذي عالجه النبي محمد في بداية تكوين الدولة الإسلامية ومراحل تكوينها ، في نفس الأمر لا بد أن تتم إعادة الثقة لرجال الدعوة الذين يتبنون المنهج الوسطي القويم المتمثل في الدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة، بحيث تقوم أجهزة الدولة المختلفة المعنية والإعلام بإبعاد أصحاب الفكر المتشدد وغير المتخصصين في أمور الدين عن الظهور للناس .
&
وقال كريمة: " إن القائمين على &الخطاب الديني ينبغي أن يؤمنوا بأن مواجهة الفكر المتطرف بالقوة الفكرية أنسب من المواجهة &بالقوة الجبرية التي لا تؤدي إلى شيء سوى العنف والتطرف، كذلك ينبغي أن يركز الخطاب الديني على الجوانب المضيئة للدين كعامل استقرار بين الشعوب ،وبيان جوهر الدين المبني على الرحمة والعدل والحرية واحترام الإنسانية والإنسان، وأن الإسلام في طبيعته تفاؤل ورحمة، وهو بعيدٌ عن التكفير والتشدّد من خلال منهج وسطي قويم.
&