يتطلع العراق الى مساعدة البنك الدولي لإعادة اعمار مدنه المحررة من سيطرة تنظيم "داعش"، والتي تضررت من العمليات المسلحة، وذلك من خلال بناء مجمعات سكنية جديدة ومستشفيات متنقلة للنازحين العراقيين الذين تجاوز عددهم المليوني نسمة.


لندن: بحث وزير التخطيط العراقي سلمان الجميلي في بغداد الاحد مع الممثل الخاص لبعثة البنك الدولي في العراق روبير بوجودة واقع المشاريع الممولة من قبل البنك الدولي، في اطار الاستراتيجية الوطنية العراقية للتخفيف من الفقر في العراق، فضلاً عن امكانية قيام البنك بتقديم القروض المناسبة لمساعدة الحكومة العراقية في إعادة بناء المدن التي تضررت بفعل العمليات العسكرية ضد الجماعات الارهابية وخاصة "داعش"، وكذلك بناء مستشفيات متنقلة لتقديم الخدمات الطبية للعوائل النازحة والمهجرة من مناطقها، حيث يوجد الان اكثر من مليوني نازح عراقي الى مناطق متفرقة من البلاد.

واكد الوزير العراقي أن الوضع الاقتصادي في العراق يواجه صعوبات بسبب تراجع اسعار النفط في السوق العالمية، الامر الذي ادى الى تخفيض ميزانيته العامة للعام الحالي، ما يتطلب ايجاد موارد مناسبة لتعويض مشكلة انخفاض الاسعار.

وقال "ان المشكلة المهمة التي نواجهها اليوم تتمثل بالنازحين الذين تركوا مدنهم بسبب العمليات الارهابية اذ تضررت تلك المدن بنحو كبير واصبحت المشكلة ثنائية، اذ مطلوب من الحكومة القيام باعادة اعمار تلك المدن لاسيما في الجانب السكني، حيث تعرضت احياء بكاملها الى الدمار، وكذلك لابد من توفير متطلبات الحياة المناسبة للنازحين الذين انتشروا في كل محافظات العراق".

ودعا الوزير البنك الدولي الى ضرورة الاسهام في عملية اعادة بناء المدن ومساعدة النازحين من خلال توفير القروض لبناء مجمعات سكنية سريعة بديلة للاحياء المدمرة، الى جانب بناء مستشفيات متنقلة لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للنازحين حيثما وجدوا.. كاشفًا عن تضمين الميزانية العامة للدولة للعام الحالي 2015 بندًا خاصًا لتأسيس صندوق خاص باعادة اعمار المناطق المتضررة برأس مال مقداره 500 مليار دينار (حوالي نصف مليار دولار). وطالب البنك الدولي بدعم هذا الصندوق من خلال اعداد الهيكلية المناسبة له وتوفير المنح والقروض التي تساعده في اداء المهمة التي جاء من اجلها الى العراق.

ومن جهته، ابدى ممثل البنك الدولي روبير بوجودة استعداد البنك لمساعدة العراق في اعداد هيكلية صندوق اعمار المدن المضررة والاسهام الجاد في عملية البحث عن مصادر لتمويل توجهات الحكومة العراقية في عملية اعادة الاعمار وبناء المستشفيات المتنقلة.. مشيرًا الى امكانية ان يلعب القطاع الخاص العراقي دورًا هامًا في هذا المجال.

واضاف بوجودة الى أن البنك الدولي استطاع خلال السنوات الماضية مساعدة الجانب العراقي في تنفيذ الكثير من المشاريع المهمة في قطاعات الكهرباء والزراعة والنقل.. مبينًا أن من بين المشاريع التي ساهم البنك في تنفيذها مشروعاً لانتاج الكهرباء بكلفة 750 مليون دولار ومشروعاً آخر لمياه الشرب بطاقة 150 الف متر مكعب يوفر الماء للعاصمة بغداد لمدة 5 ساعات متواصلة.

واوضح وجود مشاريع أخرى منها مشروع ري البصرة بكلفة 80 مليون دولار، وسيتم انجازه في شهر اب (اغسطس) المقبل، ومشروع آخر لوضع علامات الامان على شبكة السكك الحديدية العراقية الممتدة من بغداد الى ام قصر في اقصى الجنوب العراقي بكلفة مليون دولار.. فضلاً عن الاشتراك في تأهيل الطريق الدولي من جنوب العراق حتى الحدود الاردنية غربًا بطول 1000 كم لحساب وزارة البلديات والاشغال العراقية. واكد بوجودة استعداد البنك الدولي لمساعدة العراق في الكثير من المجالات التي من شأنها دفع وتيرة التنمية في العراق الى الامام.

وكانت منظمة الهجرة العالمية قد اعلنت قبل ايام أن عدد النازحين في العراق قد بلغ حتى الآن&مليونين و4 آلاف و66 شخصًا. وقال جويل ميلمان) المتحدث باسم المنظمة خلال مؤتمر صحفي، عقد في مكتب الأمم المتحدة في جنيف، أن عدد النازحين في العراق ارتفع خلال السنوات الثلاث الأخيرة بنسبة 11% بسبب الاشتباكات المستمرة بين قوات الأمن العراقية والمجموعات المسلحة في البلاد.

وأضاف ميلمان أن 220 ألف شخص اضطروا لترك أماكنهم في العراق عقب أيلول (سبتمبر) الماضي، لافتًا الى أن 943 ألف شخص نزحوا من محافظة نينوى وعاصمتها الموصل اثر استيلاء تنظيم الدولة الاسلامية عليها فيما نزح 540 ألفًا و732 شخصًا من محافظة الأنبار.

وكانت المفوضية العليا لحقوق الإنسان قد أعربت في تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي عن "قلقها البالغ" من الأوضاع الصعبة التي تواجه أكثر من مليوني نازح عراقي، وما نجم عنها من موت 1500 طفل وإجهاض 138 سيدة حتى الآن، فيما طالبت بضرورة الإسراع بإقامة مخيمات كرفانية لهم، وتحويل المبالغ المرصودة لإغاثتهم للمحافظات التي تستضيفهم.

يذكر أن تنظيم "داعش" قد فرض سيطرته على مدينة الموصل مركز محافظة نينوى (405 كم شمال العاصمة بغداد) في العاشر من حزيران (يونيو) الماضي ثم استطاع السيطرة لاحقًا على مساحات شاسعة من محافظات صلاح الدين وكركوك وديالى والانبار، ما أدى إلى موجة نزوح كبيرة في العراق.&