يرى خبراء ومحللون في اسرائيل ان مقتل اربعة يهود في عملية احتجاز رهائن في متجر لبيع الاطعمة اليهودية في باريس، قد يزيد من هجرة يهود فرنسا الى اسرائيل.


القدس: عززت العملية التي وقعت الجمعة الشعور بان فرنسا في طريقها لتصبح ارضا معادية وغير قادرة على حماية اليهود، في نظر بعض الاسرائيليين ذوي الاصول الفرنسية.

واستهدفت عدة هجمات اليهود في فرنسا في السنوات الاخيرة من بينها مقتل ثلاثة اطفال ومعلم في مدرسة يهودية في تولوز في 2012& بيد الاسلامي محمد مراح.

ويؤكد افي زانا وهو مدير منظمة "عامي" (شعبي بالعبرية) التي تساعد على دمج& يهود فرنسا في اسرائيل ان "الفرنسيين الاسرائيليين يشعرون بالصدمة (...) انها القشة التي قصمت ظهر البعير".

واضاف "سيقومون بالضغط على عائلاتهم لينضموا اليهم. ويمكننا ان نتوقع ان يزداد عدد اليهود الذين يريدون مغادرة فرنسا".

وباتت فرنسا في 2014، وللمرة الاولى منذ اعلان قيام دولة اسرائيل في 1948، المصدر الاول للهجرة اليهودية من العالم الى اسرائيل، اذ غادرها اكثر من 6600 يهودي للاستقرار في الدولة العبرية مقابل 3400 عام 2013.

ومنذ الجمعة، كرر رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو دعواته ليهود فرنسا للهجرة الى اسرائيل، ما اثار غضب باريس.

وقال نتانياهو في كلمة بثها التلفزيون الاسرائيلي مساء السبت بعد الهجوم "الى كل يهود فرنسا ويهود اوروبا اقول: اسرائيل ليست فقط المكان الذي تتوجهون اليها للصلاة بل دولة اسرائيل هي وطنكم".

وكرر نتانياهو الاحد دعوته قبل دقائق من صعوده الطائرة متوجها الى باريس للمشاركة في "المسيرة الجمهورية" برفقة وزير خارجيته افيغدور ليبرمان.

وفي باريس رد رئيس الوزراء الفرنسي مانويل فالس على نظيره الاسرائيلي عند وصوله الى تجمع في ذكرى ضحايا عملية احتجاز الرهائن في محل لبيع الاطعمة اليهودية، مؤكدا ان "فرنسا بدون يهود لا تكون فرنسا".

ومع نصف مليون شخص تعتبر الطائفة اليهودية في فرنسا الثالثة في العالم بعد اسرائيل والولايات المتحدة.

واعتبر معلقون اسرائيليون ان التعبئة في فرنسا التي اعقبت احتجاز الرهائن في متجر الاطعمة اليهودية لم تكن كبيرة، وهذا يدل بنظرهم على نوع من اللامبالاة من المجتمع الفرنسي فيما يتعلق بالجالية اليهودية الفرنسية.

وقال سيفي هيندلير في صحيفة هآرتس "مساء الاربعاء، كل فرنسا اعلنت +انا شارلي+(...)مساء الجمعة، لم يكن هناك موجة مماثلة من التصريحات قائلة& +انا يهودي+(...)من الصعب تفسير هذا الاختلاف".

واستهدفت عدة هجمات اليهود في فرنسا في السنوات الاخيرة من بينها مقتل ثلاثة اطفال ومعلم في مدرسة يهودية في تولوز في 2012 بيد الاسلامي محمد مراح. وقبل ذلك توفي ايلان حليمي في 2006 بعد تعرضه للتعذيب ثلاثة اسابيع.

ويقول جهاز حماية الجالية اليهودية ان الاشهر السبعة الاولى من 2014 شهدت تصاعدا في الاعمال المعادية لليهود في فرنسا التي تضاعف عددها تقريبا (91 بالمئة) بالمقارنة مع الفترة نفسها من 2013.

وفي تموز/يوليو وخلال تظاهرة لادانة الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة تردد هتاف "الموت لليهود".

وقال معلقون اسرائيليون ان امن فرنسا بشكل عام واليهود بشكل خاص مهدد، منددين "بالفشل الذريع للاستخبارات الفرنسية".

وقال اليكس فيشمان المراسل العسكري لصحيفة يديعوت احرونوت الاكثر توزيعا "على الرغم من هذا الفشل والضحايا ال17 فان هذا لن يغير عقلية الاستخبارات الفرنسية" موضحا "وحتى يتغير ذلك فان دولة اسرائيل تواجه مشكلة لان الاسرائيليين واليهود هم الهدف المعلن للارهاب الاسلامي المتطرف".

ومن جهته، قال مانويل الال وهو فرنسي هاجر الى اسرائيل يبلغ من العمر 26 عاما ويدير مقهى للانترنت في القدس "انا غاضب من يهود فرنسا. لماذا ما زالوا مترددين بالقدوم الى هنا؟ لقد اصبحت فرنسا دولة خطرة لليهود".

اما اشير زاغوري (51 عاما) فقال "الفرنسيون ليسوا معتادين على الارهاب مثلنا هنا في اسرائيل (...) ولكن بعد الذي حدث، فاني امل ان يبدأوا باخذ الخطر الاسلامي على محمل الجد".

القتلى سيدفنون في اسرائيل الثلاثاء

اعلن مسؤول في الطائفة اليهودية الفرنسية الاحد ان اليهود الاربعة الذين قتلوا الجمعة في متجر يهودي بباريس اثناء عملية احتجاز رهائن، سيتم دفنهم صباح الثلاثاء في اسرائيل.

واوضح المصدر لوكالة فرانس برس ان "الاسر الاربع قررت دفن موتاها في اسرائيل. وسيتم ذلك الثلاثاء عند الساعة العاشرة (09,00 بتوقيت باريس) في مقبرة جبل الزيتون" بالقدس.

وسيتم نقل جثث القتلى الاربعة وهم يوهان كوهين ويوهاف حطاب وفيليب ابراهام وفرنسوا ميشال سعادة الاثنين من معهد الطب الشرعي قبل نقلهم بطائرة الى اسرائيل، كما اضاف المصدر ذاته الذي لم يشأ اعطاء المزيد من التوضيحات لاسباب امنية.

ويوهان كوهين المتحدر من مدينة سارسيل شمال باريس التي كانت في تموز/يوليو مسرحا لتظاهرات عنيفة لمعاداة السامية في اطار حرب اسرائيل على حماس، كان يعمل منذ سنة في شركة فرنسية تقع عند بورت فنسان في باريس حيث جاء الضحايا اليهود الثلاثة الاخرون يتبضعون الجمعة قبل بداية عطلة السبت.

وفي اتصال مع وكالة فرانس برس، اعلن النائب رئيس بلدية سارسيل فرنسوا بوبوني الذي سار الى جانب عائلة كوهين، انه سيتوجه "على الارجح" الى اسرائيل لمرافقة العائلة.

وبين القتلى اليهودي التونسي الاصل يوهاف حطاب (21 عاما) نجل حاخام كنيس حلق الوادي بالعاصمة التونسية الذي ارسله والده الى باريس لمواصلة دراسته بسبب تردي الاوضاع الامنية في تونس.

وسبق لعائلة يوهاف ان عاشت الحداد على اثر هجوم في 1985 عندما اطلق جندي تونسي النار على حرم كنيس في جربة ما ادى الى مقتل الشابة شقيقة والدة يوهاف، التي كان عمرها انذاك 17 عاما.

وفرنسوا ميشال سعادة، وهو ضحية اخرى عمره 64 عاما، من مواليد تونس ايضا.