كييف: دان الامين العام للامم المتحدة الاربعاء الهجوم الذي استهدف الثلاثاء حافلة مدنية في شرق اوكرانيا، واسفر عن 12 قتيلا، مبديا "صدمته العميقة جراء تصعيد المعارك" في هذه المنطقة. وطالب بان كي مون بحسب المتحدث باسمه باجراء تحقيق وباحالة المسؤولين عن الهجوم "امام القضاء".

واضاف بان كي مون ان "هذا الحادث يذكرنا بطريقة ماساوية بالضرورة الماسة لوضع حد للعنف الذي اوقع اكثر من 4700& قتيل ونزوح اكثر من مليون شخص ولا يزال يسبب آلاما غير مجدية لعدد لا يحصى من المدنيين".

وتقول السلطات الاوكرانية ان المتمردين الانفصاليين الموالين لروسيا هم الذين اطلقوا النار بوساطة قاذفات الصواريخ على مركز تفتيش على بعد 35 كلم جنوب دونيتسك فاصابوا الحافلة المكتظة بمدنيين. من جهتها اتهمت روسيا قوات كييف بانها وراء اطلاق النيران.

هذا وارتفعت الاربعاء حصيلة سقوط صاروخ على حافلة ركاب اوكرانية الى 12 شخصا، جمعيهم مدنيون، فيما تبادلت موسكو وكييف الاتهامات في الهجوم الاكثر دموية منذ هدنة ايلول/سبتمبر.

وانفجر صاروخ غراد طويل المدى الثلاثاء قرب حافلة الركاب التي كانت متوجهة من الساحل الجنوبي الشرقي لاوكرانيا نحو منطقة دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون الموالون لروسيا.

وعرضت صور للحافلة الصفراء، وقد تحطمت وسط حقل من الثلج تلوث بالدماء، لتؤكد هشاشة الهدنة في النزاع المستمر منذ تسعة اشهر، واودى بحياة 4700 شخص، وادى الى تدمير القاعدة الصناعية لاوكرانيا.

وقال الرئيس الاوكراني بترو بوروشينكو في كلمة للشعب ان الصاروخ اطلقه الانفصاليون، مؤكدا ان مسؤولية الحادث تقع "على من يقفون وراءهم، والذين يطعمونهم ويسلحونهم ويدربونهم ويلهمونهم لارتكاب جرائم دامية". وكان الرئيس يشير بذلك الى موسكو في اتهامات يرفضها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.& وتقول كييف ان الانفصاليين يستخدمون قاذفات شديدة القوة يستخدمها الجيش الروسي وليس الجيش الاوكراني.

وكان الجيش السوفياتي نشر قاذفات توس-1 عيار 220 ملم في افغانستان، واستخدمها الجيش الروسي خلال حملته الثانية في الشيشان. وقالت كييف ان الانفصاليين استخدموها للمرة الاولى لمهاجمة قرية فيسيل خلال الليل. وصرحت فكتوريا كوشنير المتحدثة باسم وزارة الدفاع الاوكرانية لوكالة فرانس برس ان هذا النظام "لا يوجد سوى في الجيش الروسي، ونحن لا نستخدمه". ولم يصدر اي تعليق فوري من روسيا.

وقال كونستانتين دولغوف موفد وزارة الخارجية الروسية المكلف حقوق الانسان "لقد صدمنا اثر قصف حافلة، انها جريمة جديدة لقوات الامن التابعة لكييف". واضاف كما نقلت عنه وكالة تاس الروسية "هذا ينسف عملية التسوية السلمية".

وعادة ما يتبادل الانفصاليون وكييف الاتهامات في سقوط صواريخ وقذائف مدفعية بالخطأ ما يؤدي الى قتل واصابة مدنيين بشكل يومي. واعلنت ادارة منطقة دونيتسك مقتل مدني واصابة اخر في قصف خلال الليل حول المدينة. واكدت كييف ان طفلة في الثانية من عمرها توفيت بعد اصابتها بجروح في الراس في قصف في جنوب دونيتسك. وقتل جندي اوكراني واصيب 17 اخرين في القتال الثلاثاء. وتبنى مجلس الامن الدولي بيانا بالاجماع ايدته روسيا لاجراء تحقيق، الا انه لم يوجه اللوم الى جهة محددة.

واعرب نائب الرئيس الاميركي جو بايدن عن "اسفه لزيادة عدد انتهاكات وقف اطلاق النار من قبل الجهات العاملة لحساب روسيا" وذلك في اتصال الثلاثاء مع رئيس الوزراء الاوكراني ارسيني ياتسينيوك، بحسب البيت الابيض.

ويعد هذا الهجوم الاكثر دموية الذي يستهدف مدنيين منذ توقيع اتفاقات السلام في مينسك في ايلول/سبتمبر الماضي بين كييف والمتمردين الموالين لروسيا بمشاركة موسكو ومنظمة الامن والتعاون في اوروبا.

ووقع الحادث عند حاجز للجيش الاوكراني قرب فولنوفاخا على الطريق الاستراتيجي الذي يربط دونيتسك معقل المتمردين وماريوبول الميناء المطل على بحر آزوف، هي اخر مدينة كبيرة في الشرق خاضعة لسيطرة السلطات الاوكرانية. ويعرقل الحادث جهود بوروشينكو لعقد قمة سلام يوقع فيها بوتين شخصيا هدنة ويتعهد بموجبها الكرملين بتحمل المسؤولية عن نزع اسلحة المليشيات ووقف مطالب الانفصاليين بالاستقلال.

وتقول المستشارة الالمانية انغيلا ميركل - الوسيطة الغربية الرئيسية في نزاع اوكرانيا - انه من المبكر عقد مثل هذه القمة مع استمرار العنف. من ناحية اخرى وصل وفد من الحلف الاطلسي الى اوكرانيا الاربعاء في زيارة تستمر اسبوعا وتتركز على "التعاون العسكري والتكنولوجي"، وهي عبارة دبلوماسية تشير في العادة الى تسليم شحنات اسلحة.
وقال مسؤولو دفاع اوكرانيون ان وفد الحلف سيزور اكبر مصنع للاسلحة في اوكرانيا ومصنع "انطونوف" للطيران.
&