تنذر الحشود التي يدفع بها تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الى مناطق قريبة من الحدود اللبنانية بهجمات جديدة داخل لبنان. &


يقوم داعش بتدريب مجندين جدد ومنشقين عن فصائل صغيرة في منطقة القلمون الاستراتيجية المتاخمة للحدود اللبنانية في جنوب غرب سوريا حيث استسلمت مجموعات صغيرة بعضها كان متحالفًا مع الجيش السوري الحر وانضم العديد من مقاتليها الى داعش في الأشهر الأخيرة. &&
&
وقال نائب عمدة بلدة عرسال اللبنانية الحدودية احمد فليتي لصحيفة الديلي تلغراف "إن فصائل المعارضة المعتدلة على الحدود انهارت ورجالها انضموا إلى داعش".&
&
وأشارت الصحيفة إلى أن علم داعش كان يُشاهد بوضوح على بعد مئات الأمتار من الموقع الوحيد للجيش اللبناني على الحدود حين زار مراسلها المنطقة مؤخرا. &
&
وكان مقاتلو الجماعات الجهادية يتحركون بحرية في الجرود المطلة على المدينة. &وفي هذه المنطقة كان داعش يشتري السلاح ويزوّد مركباته بالوقود من نفط السوق السوداء الذي يبيعه مهربون. &
&
ويقدر اللواء عباس ابراهيم مدير الأمن العام اللبناني ان نحو 700 مقاتل من جماعات مسلحة معتدلة "بايعوا" داعش الذي رفد صفوفه بأكثر من 1000 رجل مؤخرا. &
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصدر قالت انه قريب من داعش ان التنظيم يخطط لاستهداف سلسلة من البلدات والقرى اللبنانية الحدودية. &ولكنه لكي يصل الى اهدافه عليه ان يهاجم مواقع الجيش اللبناني ، بما في ذلك سلسلة من ابراج المراقبة التي أُنشئت بتمويل من الحكومة البريطانية. &
&
وترفض جبهة النصرة المرتبطة بتنظيم القاعدة استهداف قوات الجيش اللبناني مفضلة تركيز معركتها على حزب الله. &وتسبب هذا الموقف بنشوب نزاع مع داعش. &
&
وقال مصدر في جبهة النصرة لصحيفة الديلي تلغراف مشترطا عدم كشف اسمه "ان هناك الآن خطتين لمهاجمة حزب الله ، الأولى شن هجوم شامل في القلمون داخل سوريا والخطة الثانية مهاجمة حزب الله في معلقة في الهرمل والبقاع داخل لبنان. &واميرنا الشيخ ابو مالك لا يتفق مع الخطة الثانية".&
&
واضاف المصدر "ان ابو مالك يخشى الانتقام من أهلنا هنا في عرسال إذا هاجم داعش مواقع الجيش اللبناني".
&
وأكد مصدر في الجيش اللبناني لصحيفة الديلي تلغراف هذا الاتفاق غير المكتوب. &وأوضح المصدر ان الجيش اللبناني بالمقابل لا يقوم بعمليات توغل داخل عرسال خشية ان تفجر الاعتقالات التي تستهدف عناصر النصرة في المنطقة هجمات انتقامية، كما حدث العام الماضي.&
&
وقال نائب عمدة المدينة احمد فليتي "ان النصرة لا يريدون مهاجمة لبنان وهم يقولون لا تهاجمونا ونحن لن نهاجمكم".&
&
وبعد هجمات العام الماضي عززت جبهة النصرة وقف اطلاق النار مع الجيش اللبناني من خلال مفاوضات مكثفة.
&
وقال مقاتلون في النصرة ان الجبهة نجحت ايضا في تأخير هجمات داعش داخل لبنان. &ولكن تفوق جبهة النصرة على داعش في هذه المنطقة يتضاءل يوما بعد آخر. &وفيما تزداد اعداد المنخرطين في صفوف داعش تعاني جبهة النصرة نقص التمويل.
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن مصادر في جبهة النصرة قرب الحدود اللبنانية ان قطر كانت تمولها ولكنها أوقفت عملية التمويل بضغط من دول الخليج الأخرى.
&
ويقدر مواطن من سكان عرسال يتعامل مع داعش والنصرة ان اتباع الأول يزيدون خمسة اضعاف على اتباع الثانية. ويتسبب اختلال التوازن باحتكاك متزايد بين الجماعتين. &
&
وكان ابو وليد المقدسي أحد شيوخ داعش زار القلمون في اوائل كانون الأول/ديسمبر الماضي لاقناع ابو مالك التيلي زعيم جبهة النصرة بمبايعة داعش.
&
ونقلت صحيفة الديلي تلغراف عن المصدر "ان ابو مالك رجل قليل الكلام وهو لم يرد على طلب الشيخ بل غادر الاجتماع". &
&
ولكن رغم تحدي النصرة لداعش فانها تفقد بصورة متزايدة قدرتها على الدفاع عن معقلها. &واجتمع مقاتلون من النصرة مع تجار سلاح في عرسال مؤخرا لبيع اسلحتهم الى التجار. &وقال عضو في الجبهة لصحيفة الديلي تلغراف "نحن نفعل ذلك لأننا بحاجة الى المال لإطعام عائلاتنا".