رحّب حزب النور السلفي بتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة التي وصف خلالها حزب النور بأن له خلفية دينية لكنه حزب سياسي، معتبراً ذلك خير رد على حملات التشوية ضد الحزب.


القاهرة: أشاد حزب النور، والدعوة السلفية في الإسكندرية، بتصريحات الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي الأخيرة التي وصف خلالها الحزب بأنه يحمل خلفية دينية لكنه حزب سياسي، ولم يتم استبعاده من الحوار الرئاسي، وشدد على أن التجربة السياسية والدستور المصري هما المخول لهما الحكم على الواقع في الشارع المصري، وعلى عمل تيار الإسلام السياسي والأحزاب ذات الخلفية الدينية.

خير رد

واعتبرت قيادات الحزب تصريحات السيسي خير رد على حملات التشويش التي يتعرض لها الحزب منذ ثورة 30 يونيو، لا سيما بعد أن عانى من نبذ الأحزاب المدنية له، والدعوات المتكرّرة الى حلّه.

وفي الوقت نفسه يرى خبراء سياسيون أن تصريحات السيسي جاءت طوق نجاة لحزب النور لإخراجه من العزلة السياسية والشعبية التي تلاحقه خلال الفترة الماضية، وقد تعيده تلك التصريحات مرة أخرى للمشهد السياسي قبل الانتخابات البرلمانية.

وحسب تأكيدات شعبان عبد العليم، عضو المجلس الرئاسي لحزب النور، فان حزب النور أنشئ وفقاً للقانون والدستور ويمارس العمل السياسي بما لا يتعارض مع الشريعة الإسلامية.

وقال لـ"إيلاف" إن حزب النور له خلفية إسلامية، إلا أنه في الوقت نفسه لا يسعى إلى تكوين دولة دينية كما يدعي البعض، مشيراً إلى أن تصريحات الرئيس خير تأكيد لتوجّهات الحزب، ولفت إلى أن حزب النور منذ إنشائه يرفع راية المصلحة العامة للشعب والدولة، والحزب له دور هام في مشهد 30 يونيو وما قبله برفض أخونة الدولة في عهد حكم الرئيس السابق محمد مرسي.

ولفت إلى أن حزب النور يثق في تفهّم الرئيس السيسي دوره جيدا، بدليل حرص الرئاسة على دعوة قياداته في جميع اللقاءات السياسية السابقة، كما حرصت القوات المسلحة على مشاركة حزب النور في مشهد ثورة 30 يونيو، معتبرا أن الهجمة الشرسة التي يتعرض لها الحزب تهدف لتشويه الصورة قبل الانتخابات البرلمانية.

ونبّه إلى أن الشعب المصري على درجة وعي كبيرة وكاشف للمخطط الذي يتعرض له حزب النور، كما يدرك جيدًا أن الحزب بعيد كل البعد عن أعمال العنف التي يقوم بها الإخوان.

وتوقع عبد العليم تغيّر مواقف القوى السياسية والإعلاميين&تجاه الحزب بعد تصريحات الرئيس في إطار سعيهم لركوب الموجة، بدليل خروج تصريحات من بعض القوى المدنية تشيد بدور حزب النور الوطني.

مواقف وطنية

وفي المقابل، قال محمد أنور السادات، رئيس حزب الإصلاح والتنمية لـ "إيلاف" إن القوى المدنية والسياسية تقدر وتحترم حزب النور وتعتبره شريكا في ثورة 30 يونيو وفي مشهد 3 يوليو، مشيراً إلى أن الحزب السلفي لديه مواقف وطنية أثناء حكم الإخوان.

وذكر أن القوى المدنية تؤيد تصريحات الرئيس بشأن حزب النور، منوّهًا بأن المزاج العام للشعب المصري هو&ضد اختلاط الدين بالسياسة، لا سيما في ظل مساندة قطاع من السلفيين جماعة الإخوان المسلمين.

وأفاد بأن عدم دعوة حزب النور في لقاء الأحزاب لتشكيل قائمة موحدة، يرجع إلى أن القائمة التي تسعى الأحزاب لتشكيلها هي قائمة مدنية، والنور حزب ذو خلفية دينية، وبالتالي فلن يكون هناك توافق متوقع، وأن عدم دعوة حزب النور لاجتماع الأحزاب ليس له علاقة بالتقدير أو عدم التقدير. على حد قوله.

المرجعية الدينية

وتثير المرجعية الدينية لحزب النور مخاوف السياسيين والمصريين عامة، برغم تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي، وقال صلاح حسب الله، أستاذ العلوم السياسية لـ"إيلاف" إن حزب النور حزب سياسي فعال منذ إنشائه، وله مواقف وطنية أبرزها المشاركة في خريطة الطريق منذ ثورة 30 يونيو، مشيرًا إلى أن المرجعية الدينية التي يتمسك بها الحزب تثير القلق في الشارع السياسي، الذي يعتبره بديلاً للإخوان المسلمين، وهناك فئات كبيرة في المجتمع المصري ترفض عودة الدولة الدينية مرة أخرى.

وأرجع عدم دعوة حزب النور لحضور اجتماع الأحزاب لتشكيل قائمة موحدة إلى أن الشريحة التي يسعى حزب النور إلى مخاطبتها تختلف عن الشريحة التي تسعى الأحزاب المدنية إلى مخاطبتها، وبعض الأحزاب ترى أن التحالف مع حزب النور قد يضر بها في الانتخابات البرلمانية المقبلة. لن تفيد تصريحات السيسي في تحسين صورة حزب النور، لا سيما أنه يرتبط بالدعوة السلفية في الإسكندرية، التي تتسم بالتشدد.

وقال محمد الرفاعي، الباحث في شؤون تيار الإسلام السياسي، إن هناك رفضا شعبيا وسياسيا لوجود حزب النور في البرلمان المقبل، لا سيما في ظل عدم وضوح مواقف الحزب في العديد من القضايا المصيرية، ومنها الأقباط والمرأة والديمقراطية.

وأضاف لـ"إيلاف" أن الانتخابات البرلمانية القادمة سوف تكون عاملا مهماً في قياس تواجد حزب النور في المشهد من عدمه، معتبراً أن تصريحات الرئيس الأخيرة لن تفيد الحزب في شيء سوى رفع الروح المعنوية لقيادات الحزب وأعضائه فقط وسط حملات الهجوم التي يتعرض لها الحزب.

مصادر التمويل

ومن جانبه، هاجم المهندس محمد صلاح زايد رئيس حزب النصر الصوفي، حزب النور التيار السلفي في مصر، داعياً إلى كشف مصادر تمويله، واستيضاح مواقفه بشأن القضايا الشائكة، داعياً وزير الأوقاف، محمد مختار جمعة، لفتح ملف حزب النور والدعوة السلفية، وكشف حقيقة عملهما ومصادر التمويل الضخمة الذي يتلقونه من الخارج.

وقال زايد في تصريح أرسله لـ"إيلاف" إن شيوخ الدعوة السلفية وكبارها تركوا الطب وعملوا في مجال الدعوة وسرعان ما تضخمت ثرواتهم من منازل ومساكن وسيارات فارهة، وامتلكوا الفضائيات الكثيرة التي لا نعلم مصادر تمويلها، متسائلا: "ما هي مصادر تمويلكم خاصة أنكم لا تمتلكون أي مصادر دخل تجارية وتركتم أعمالكم في الطب والهندسة واتجهتم لمجال الدعوة، وتعقدون الكثير من الندوات والمؤتمرات في كل أنحاء الجمهورية على حساب الأحزاب الأخرى.

ماذا عن الأقباط؟

وطالب زايد حزب النور والدعوة السلفية بإعلان موقفهم من الأقباط، وتهنئتهم في أعيادهم، خاصة وأننا مقبلون على الانتخابات البرلمانية، مشددا على أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي للأقباط في عيدهم موقف تاريخي يحسب له، ويؤكد أنهم شركاء للمسلمين في الوطن، اقتداء بالحديث الشريف "استوصوا بأهل مصر خيرا فان لنا فيهم نسبًا وصهرا".

وكرر زايد ما أكده تقرير لجنة تقصي الحقائق الذي أعدته وزارة العدل بإشراف مستشار الوزير الدكتور عمر الشريف بعد ثورة يناير، عن موضوع الدعم الخارجي للجمعيات والمؤسسات الأهلية، وأوضح التقرير أن جمعية أنصار السنة المحمدية التابعة للدعوة السلفية تلقت مبلغ 296 مليون جنيه في شهر واحد لم يصرف منها على الفقراء سوى 30 مليون فقط، وهو ما يتطلب التحقيق فيه من الجهات المعنية.

وأشار زايد إلى أن الشيخ محمد إسماعيل المقدم، وهو أحد قيادات السلفية له فيديو منشور في مؤتمر في المدينة الجامعية من قبل مع هيئة التدريس وبحضور الكثير من الطلاب كان عنوانه "النبض السلفي.. نحو مستقبل افضل"، انتقد فيه نسبة العمال والفلاحين التي اقرها الرئيس الراحل جمال عبدالناصر، ووصف السادات بالفرعون، وكفّر الليبراليين والعلمانيين، مشيراً إلى أن الدعوة السلفية لها العديد من الفتاوى الغريبة التي تثير البلبلة والتي لا أصل لها في الإسلام وهو ما يتطلب الرد والتحقيق فيه.