لم تعلن إسرائيل رسميًا مسؤوليتها عن الغارة في القنيطرة التي أدت إلى مقتل عدد من قادة حزب الله ومسؤول إيراني، لكن الجمهور الإسرائيلي واثق أن تل أبيب تقف وراء العملية، فيما يرسم المحللون العسكريون السيناريوهات المختلفة التي حدثت، ويتحدثون عن إنجازات عسكرية لإسرائيل من وراء الغارة، وأخرى سياسية.

&
لا تتوقف تحليلات الصحف الإسرائيلية بعد الغارة الأخيرة في القنيطرة السورية، والتي قتل فيها عدد من قادة حزب الله، &ومن بينهم جهاد عماد مغنية بالإضافة الى مسؤول في الحرس الثوري الإيراني، والحديث الشائع في إسرائيل أن تل أبيب تمكنت من اصطياد ثلاثة عصافير بحجر واحد، فهي وجهت ضربة لما تسميه دائما "دول محور الشر"، فاغتالت قادة من حزب الله، وانتهكت السيادة السورية، أما العصفور الثالث من وجه نظر محللين إسرائيليين فتمثل باغتيال مسؤول عسكري إيراني، ربما لم تكن أجهزة الأمن الإسرائيلية متأكدة من وجوده لحظة تنفيذ الغارة.
&
ضربة لحزب الله وإيران وسوريا
وقال المحلل العسكري في صحيفة يديعوت أحرونوت، ألكس فيشمان، إن إسرائيل تمكنت بالفعل من توجيه ضربة قوية لما أسماه "دول محور الشر" وأضاف المحلل قائلاً "تم انتهاك السيادة السورية، وتم قتل أحد رموز حزب الله وتصفية جنرال إيراني، وهكذا تعرض محور الشر لإهانة معلنة وكبيرة".
&
ويعتقد أن الأمن الإسرائيلي لم يعرف تمامًا هوية المتواجدين في القافلة المستهدفة، فكان الهدف هو مغنية الابن، ولا يوجد أي تأكيد أنهم كانو يعرفون أن ضابطًا إيرانيًا كبيرًا من حرس الثورة كان موجودًا في القافلة التي تم استهدافها.
وبحسب فيشمان، فإن إعلان إيران عن مقتل الضابط يعني أنها سترد على هذا الهجوم.
&
أما المحلل عاموس هارئيل فيؤكد أن إسرائيل هي من تقف خلف الغارة في القنيطرة، وقال: "العنوان الذي صدرت فيه صحيفة يسرائيل هيوم شبه الرسمية، لا يترك مجالاً للشك بأن إسرائيل نفذت الهجوم وكان العنوان "قواتنا هاجمت خلية مخربين كبار في الجولان السوري".&
&
وأكد هارئيل أن ضباطًا في الأمن الإسرائيلي عارضوا تنفيذ الغارة وحذروا من عواقف الهجوم، لكن بنيامين نتانياهو أصر على تنفيذها، ويسانده في هذا التوجه وزير الأمن الإسرائيلي، موشيه يعلون.
ورغم التحذيرات والدعوة لعدم تنفيذ الغارة، إلا أن &تقديرات الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية تشير إلى أن حزب الله ليس معنيًا بالتصعيد وهو ما شجع أكثر على تنفيذ العملية.
&
تصعيد عشية الانتخابات
وترى صحيفة هآرتس في عددها الصادر اليوم أن إسرائيل تعمدت التصعيد العسكري عشية الانتخابات. وخصصت الصحيفة افتتاحية عددها الصادر اليوم الثلاثاء، للهجوم في منطقة القنيطرة، وبحسب الصحيفة فإن "عمليات مباهاة عسكرية تميز المعارك الانتخابية في إسرائيل، خاصة عندما تواجه الأحزاب الحاكمة ضائقة. والاعتبار الخفي لقادة الدولة هو أن الجمهور اليهودي يحب الانتصارات العسكرية السهلة، وإظهار القوة بهذا الشكل من شأنه أن يعزز صورة رئيس الحكومة ووزير الأمن، وإقناع الناخبين بأنه يجب أن يبقيا بمنصبيهما".
&
وأعطت الصحيفة أمثلة سابقة تؤكد سياسة العمليات العسكرية قبل الانتخابات، مشيرة إلى &تصعيد العمليات الانتقامية قبل انتخابات العام 1955 وقصف المفاعل النووي العراقي في العام 1981 وعملية عناقيد الغضب في لبنان في العام 1996؛ وعملية الرصاص المصبوب في غزة في العام 2008، وعملية عمود السحاب في غزة في العام 2012.
&
وتضيف: "السياسيون في إسرائيل يميلون إلى تحمل مخاطر والمصادقة على عمليات عسكرية بسهولة أكبر، عندما تصدر من الاستطلاعات صورة سيئة حيال مكانتهم بنظر الناخبين".
&
وتابعت الصحيفة: "بدلاً من المخاطرة، يُفضل الامتناع عن عمليات تهدف إلى إظهار القوة التي فائدتها الإستراتيجية محل شك، على نتنياهو ويعلون ضبط النفس لأن الانتخابات على الأبواب وخصومهما في المعسكر الصهيوني يتفوقون عليهما في الاستطلاعات".
&
&