تصدر نبأ وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز العناوين الرئيسية في وسائل الاعلام المختلفة بلا منازع، حيث لقي الملك الراحل عبد الله والملك سلمان إشادات واسعة.&

قالت مجلة فورين بولسي إن الولايات المتحدة فقدت برحيل الملك عبد الله حليفًا قويًا في وقت يزداد اعتماد واشنطن على الرياض في جملة قضايا، من المعركة ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش" الى محاولات انهاء الحرب في سوريا برحيل رئيس النظام السوري بشار الأسد.&
&
ونوهت المجلة بأن عهد الملك عبد الله بدأ رسميًا في صيف 2005 ولكنه عمليًا كان يدير شؤون المملكة ويرسم سياستها الخارجية ويشرف على الأمن الوطني منذ اصابة الملك فهد بجلطة في عام 1996.&
ولاحظت صحيفة وول ستريت جورنال ان الملك عبد الله كان صاحب رؤية اصلاحية بدأ عهده صديقاً للولايات المتحدة ولكنه اتخذ موقفاً نقديًا من السياسة الاميركية لاحقاً بسبب تراجع الرئيس باراك اوباما عن تنفيذ تهديداته في عام 2013 بتوجيه ضربة عسكرية الى النظام السوري لاستخدامه السلاح الكيميائي ضد شعبه. وابرزت الصحيفة تعزية اوباما بوفاة الملك عبد الله واشادته بصراحة خادم الحرمين وشجاعته.&
&
تحرك أميركي سريع اتجاه القيادة الجديدة
ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مسؤولين اميركيين أن الادارة الاميركية ستتحرك للعمل بسرعة مع القيادة السعودية الجديدة لمعالجة جملة ازمات تهز المنطقة، بينها الحرب الأهلية في اليمن وخطر داعش في العراق وسوريا.&
صحيفة نيويورك تايمز سلطت الضوء على موقف الملك عبد الله المناصر للمرأة قائلة إنه منحها حق التصويت منذ عام 2011 ودعم مشاركتها في مجلس الشورى.&
واشادت الصحيفة ببساطة الملك عبد الله قائلة "انه كان يتكلم بصراحة البدو الذين أُرسل للعيش بينهم في شبابه وكان يرفض ان يُسمى "صاحب الجلالة" ويثني المواطنين من عامة الشعب عن تقبيل يده". كما اعادت الصحيفة التذكير بقرار الملك الراحل خفض مخصصات 7000 أمير وأميرة.&
وخلصت صحيفة نيويورك تايمز الى أن عهد الملك عبد الله كان "مجهودًا متواصلاً للتوفيق بين التقاليد ومتطلبات العالم الحديث".&
&
أسلوب أبوي وفهم للإعلام
صحيفة واشنطن بوست من جهتها كتبت أن الملك عبد الله "إذ جمع بين الاسلوب الأبوي والفهم الحاذق للاعلام كان يتمتع بشعبية واسعة بين رعاياه". وتابعت الصحيفة أن الملك الراحل "ضخ مليارات في تحديث نظام التعليم السعودي وبادر الى فتح الاقتصاد والتمهيد لعضوية المملكة في منظمة التجارة العالمية والحد من سطوة الشرطة الدينية، واصدر قرارات عفو عن اشخاص ادانهم القضاء، والتقى بالبابا فرنسيس، وكان من دعاة التسامح والحوار بين الأديان ومحاربة التطرف، ودعم حقوق المرأة وطرح مشروعًا للسلام بين العرب واسرائيل".&
&
صرامة الملك سلمان
وفي مقال آخر عن مبايعة الملك الجديد، استعرضت صحيفة واشنطن بوست عمل الأمير سلمان بن عبد العزيز حاكمًا للرياض بين عامي 1963 و2011. وقالت واشنطن بوست انه كان صارمًا في محاسبة الأمراء الذين يخالفون القانون. ونقلت الصحيفة عن الكاتب البريطاني روبرت لايسي وصفه الملك سلمان بأنه "صاحب سلطة كبيرة في العائلة وهو محبوب ومهيوب. انه ابن الصحراء منتصب القامة، طويلها".&
&
توجهات إصلاحية
من الصحف البريطانية ركزت صحيفة التايمز على توجهات الملك عبد الله الاصلاحية قائلة "ان الملك الراحل دأب على تحدي المعارضة الشديدة التي لاقاها من رجال دين اقوياء لتمرير برنامج متمهل لكنه مطَّرد من اجل التغيير الاجتماعي". واعتبرت التايمز ان من ابرز انجازات الملك الراحل "برنامج البعثات الذي أرسل آلاف السعوديين الشباب للدراسة في جامعات في الخارج... وفي عام 2013 قرر تعيين 30 امرأة في مجلس الشورة لأول مرة". واشارت الصحيفة ايضا الى ازالة الملك الراحل الموانع التي كانت تعترض دخول المرأة سوق العمل.
&
انتصار لحقوق المرأة
وتناولت بي بي سي ايضًا انتصار الملك الراحل لحقوق المرأة ناقلة عنه ايمانه القوي بحقوق المرأة وقوله "أمي امرأة وأختي امرأة وابنتي امرأة وزوجتي امرأة". وتابعت بي بي سي قائلة إن الملك عبد الله "أقدم في عام 2011 على منح المرأة حق التصويت والترشيح في الانتخابات المحلية في خطوة اعتبرت أهم تقدم في حقوق المرأة منذ عقود".&
&
شاطئ الأمان
صحيفة فايننشيال تايمز كتبت أن الملك الراحل عبد الله "قاد المملكة الى شاطئ الأمان في اوقات عصيبة" مشيرة هي ايضاً الى تعبير الرئيس اوباما "باحترام عميق عن تعازي الشخصية ومواساة الشعب الاميركي لعائلة الملك عبد الله بن عبد العزيز وشعب العربية السعودية".&
وقالت الصحيفة إن العربية السعودية انضمت بقرار من الملك الراحل الى التحالف الدولي ضد داعش رغم التوتر الذي اعترى العلاقة مع واشنطن بشأن قضايا بينها سوريا وايران.&
ونقلت صحيفة فايننشيال تايمز عن محللين استبعادهم حدوث تغيير جذري في نهج المملكة قائلين إن الملك سلمان يحرص على تأكيد الاستمرارية.&
&
مشاريع ضخمة
صحيفة الديلي تلغراف نوهت بالمشاريع الضخمة التي ارتبط تنفيذها باسم الملك سلمان بن عبد العزيز، مشيرة الى التطور الهائل الذي شهدته العاصمة السعودية خلال نصف قرن من توليه منصب حاكم الرياض. وقالت الصحيفة إن الملك سلمان "معتدل مثله مثل الملك الراحل، ومعروف بتقشفه ومثابرته في العمل وانضباطه، لا سيما في دور الاشراف على مئات الأمراء".&
وتابعت صحيفة الديلي تلغراف واصفة الملك سلمان بأنه "عامل مجتهد يصل الى المكتب كل يوم في الساعة السابعة تمامًا من صباح كل يوم، وهو معروف ايضا بسهولة الوصول اليه حيث تكون ابوابه مفتوحة للمواطنين ثلاث مرات في الاسبوع".&
ونقلت الصحيفة عن انور عشقي، مدير معهد الشرق الأوسط للدراسات الاستراتيجية في مكة، قوله إن الملك سلمان "رجل حوار يفضل حل المشاكل بالتي هي أحسن". &