أعلن باحثون سويديون أن طوال القامة معرّضون للإصابة بمرض السرطان أكثر من غيرهم، ولا سيما لدى النساء. جاء ذلك خلال مؤتمر طبي عقد في برشلونة الخميس، وأكد خلاله الباحثون أنهم اعتمدوا في دراستهم على معطيات شملت حوالى خمسة ملايين شخص في السويد.


إعداد ميسون أبوالحب: لاحظ العلماء أن كل 10 سنتمترات زائدة في طول الإنسان تزيد من احتمالية إصابته بالسرطان، خصوصًا لدى النساء بثمانية عشرة بالمائة. فمثلًا احتمال إصابة امرأة سويدية طولها 172 سنتمترًا يمثل ثلاثة أضعاف احتمال إصابة امرأة أخرى طولها 152 سنتمترًا فقط.

الأطول في الشمال
من المعروف أن سكان الدول الاسكندنافية هم أكثر الناس طولًا في العالم. ويبلغ معدل طول النساء في السويد 167.7، والرجال 181.5 وفقًا لنتائج مسح أجري في عام 2013.

مع ذلك هناك أخبار جيدة، إذ أشارت دراسة أخرى نشرت في الأسبوع الماضي إلى أن المصابين بالسرطان يعيشون فترة أطول بكثير في السويد من أقرانهم في الدول الأوروبية الأخرى، وتبلغ النسبة 64.7 بالمائة مقارنة بالمعدل الأوروبي، وهو 59.6 بالمائة.
&
خلايا الطوال أكثر
نشرت نتائج الدراسة التي أعلن عنها في مؤتمر برشلونة في مجلة علمية، وهي تأتي لتؤكد نتائج دراسات سابقة، ربطت بين احتمالية الإصابة بالسرطان وطول الإنسان، غير أن هذه الدراسة الأخيرة تتميز بأنها شملت معطيات أكبر عدد من الناس حتى الآن ومن الجنسين.&

الدكتورة إيميلي بيني من معهدة كارولينسكا قرب ستوكهولم، والتي قادت البحث، قالت للمشاركين في مؤتمر برشلونة إن السبب هو أن "عدد الخلايا في أجسام طوال القامة أكبر من الآخرين، وبالتالي ترتفع احتمالية تطورها إلى حالة سرطان. وربما أيضًا لأن طوال القامة يستهلكون الطاقة بشكل أكبر من غيرهم".

الجينات والبدانة
هذا وليس من الواضح مدى احتمال تغيّر النتائج مع تغير البيئة والأغذية والموروث الجيني بالنسبة إلى آخرين من طوال القامة أيضًا، والذين يقيمون في أماكن أخرى من الكرة الأرضية، حسب صحيفة ذا لوكال.

على صعيد آخر، لم تقنع هذه النتائج السويدية كل الخبراء، الذين يعتقدون أن هناك عوامل أخرى عدا الطول تؤثر في احتمالية الإصابة بالسرطان، ومنها الموروث الجيني والبدانة.
&