كييف: أعلن الجيش الاوكراني والانفصاليون اليوم السبت بدء انسحاب الدبابات من الشرق الانفصالي لتعزيز الهدنة لكن السلام الذي تم التفاوض حوله بالوساطة الالمانية الفرنسية ما زال يبدو بعيدا.

وجاء الاعلان عن بدء الانسحاب غداة قمة في باريس بين قادة اوكرانيا وروسيا وفرنسا والمانيا الذين اعترفوا بان انجاز عملية السلام حتى نهاية العام مستحيل مع ان هذا مدرج في الاتفاقات التي وقعت في مينسك في نهاية شباط/فبراير بوساطة منهم.

واكد الانفصاليون الموالون لروسيا السبت انهم بدأوا سحب الدبابات من خط الجبهة في مبادرة تهدف الى تعزيز وقف اطلاق النار في الشرق الاوكراني الذي ادى النزاع فيه الى سقوط اكثر من ثمانية آلاف قتيل خلال 17 شهرا.

وقالت وكالة الانباء الرسمية لجمهورية لوغانسك الانفصالية ان "قافلة دبابات توجهت الى مكان جديد لنشرها على بعد 15 كلم عن خط الجبهة".

واكد المتمردون في جمهورية دونيتسك الانفصالية انهم يعدون الارضية العسكرية لسحب الاسلحة الخفيفة.

ولا يمكن تأكيد هذه المعلومات من مصدر مستقل.

واكد ناطق باسم الجيش الاوكراني فلاديسلاف سيليزنيف لوكالة فرانس برس ان "العملية بدأت". واضاف ان "المرحلة الاولى هي "تحديد لوائح الاسلحة التي ستخضع للمراقبين الدوليين".

ويندرج هذا الانسحاب في اطار سحب الدبابات وقطع المدفعية من عيار اقل من 100 ملم الى منطقة تبعد 15 كلم على جانبي الحدود في اطار مبادرة حسن نية في هذا النزاع الذي اودى بحياة ثمانية آلاف شخص معظمهم من المدنيين منذ نيسان/ابريل 2014.

وصرح المسؤول في جمهورية دونيتسك الانفصالية ادوراد باسورين ان المتمردين في هذه المنطقة سيبدأون سحب اسلحتهم "بعد 18 تشرين الاول/اكتوبر" اذا "احترمت" الهدنة المعلنة منذ فترة قصيرة.

&وقال "وزير الدفاع" في هذه الجمهورية فلاديمير كونونوف على الموقع الالكتروني للجمهورية الانفصالية ان الانسحاب سيبدأ بعد انتهاء العملية في لوغانسك.

ولم تكن اتفاقات السلام الاساسية التي تسمى اتفاقات مينسك-2 تنص سوى على سحب الاسلحة من العيار الذي يزيد على مئة ملم، لكن هذا البند انتهك باستمرار مما ادى الى مقتل اكثر من الف شخص، حسب المراقبين الدوليين.

وفي اجتماع الجمعة في باريس لاستعراض التقدم في تسوية الازمة في شرق اوكرانيا، اعترف فرنسوا هولاند وبترو بوروشنكو وفلاديمير بوتين وانغيلا ميركل بان التسوية في شرق اوكرانيا ستتأخر.

وبعد مفاوضات استمرت اربع ساعات ونصف الساعة في قصر الاليزيه اعلن الرئيس الفرنسي في مؤتمر صحافي مشترك مع انغيلا ميركل ارجاء الانتخابات المقررة في شرق اوكرانيا بموجب اتفاقات مينسك-2 "الى ما بعد 2015".

وقال هولاند انه يجب تبني قانون انتخابي جديد ليكون هذا الاقتراع "غير قابل للطعن فيه" ويجري باشراف منظمة الامن والتعاون في اوروبا.

والنقطة الاساسية الثانية في اتفاقات مينسك هي استعادة كييف للسيطرة على 400 كلم من الحدود مع روسيا المتهمة بارسال قوات الى دونباس. وهذه النقطة ستتأخر ايضا.

وقال هولاند ان "الوصول الى المرحلة الاخيرة يحتاج الى مزيد من الوقت (...) المرحلة الاساسية في عودة وحدة اوكرانيا اي السيطرة على كامل الحدود وانسحاب القوات الاجنبية (....) الامر سيستغرق وقتا اطول مما كان متوقعا". واضاف "قمنا بتفعيل المبدأ وفي نهاية الامر الطرق اليوم".

وتعليقا على نتائج القمة، قال المحلل السياسي الاوكراني المستقل اولكسندر سوشكو ان الامر لا يتعلق بانتصار ولا بهزيمة بل "بتعادل حول اوكرانيا" سيؤدي "حتما الى قرارات تتناقض مع المصالح القومية لكن لا يمكن تجنبها".