أعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية اليوم عن انطلاق معارك تحرير محافظة صلاح الدين الشمالية الغربية بالكامل.. فيما بحث زعيم الاغلبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي في بغداد تطور سير العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من البلاد.

لندن: أعلنت قيادة العمليات المشتركة للقوات العراقية الاربعاء انطلاق عملية "لبيك يا رسول الله" الثانية لتطهير جميع مناطق شمال محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) وقضاء بيجي ومصفاته النفطية المهمة.

وقالت إن القطعات العسكرية بدأت رسميًا بالتحرك لتحرير مناطق واسعة شمال صلاح الدين.. موضحة أن العملية تشارك فيها اغلب تشكيلات الحشد الشعبي وقوات الجيش والشرطة والطيران العراقي.

واضافت قيادة العمليات أن قواتها تمكنت من فرض سيطرتها على الطريق الرابط بين بيجي وجبال مكحول بعملية التفاف ناجحة، فيما يواصل الحشد الشعبي قصف ناحية الصينية بالراجمات والمدفعية الثقيلة".

وقد تمكنت القوات لحد الان من تدمير 10 عجلات مفخخة قرب ناحية الصينية غرب قضاء بيجي، فيما تواصل هذه القوات تقدمها لتحرير جميع مناطق شمال صلاح الدين، بحسب مصادر أمنية. ومن جهته، أكد القيادي في الحشد الشعبي هادي العامري ان معركة تحرير بيجي والمناطق المحيطة بها لن تتوقف حتى القضاء على آخر عنصر من داعش في أراضي صلاح الدين.

وكان رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي قد اعلن الاثنين الماضي انطلاق المرحلة الثانية لتحرير كامل محافظة صلاح الدين بما فيها مصفى بيجي. واكد أن الهدف من هذه العمليات تحرير مواطني العراق وارضيهم من العصابات الارهابية.. مشددًا على "أن المعركة حاسمة لتحرير كل محافظة صلاح الدين وتطهيرها وقد شهدنا في الفترة الماضية انتصارات باهرة في المحافظة وسنكمل هذه الانتصارات".

&وأشار العبادي إلى أنّ هذه العمليات والانتصار فيها سيكون دفعة امامية للبدء بتحرير محافظة الموصل من عصابات "داعش" التي بدأت بالانهيار ولا تمتلك قدرة على مسك الارض ولا تستطيع أن تجند الارهابيين وهذا يمثل نجاحًا للقوات العراقية التي تمثل جميع اطياف الشعب العراقي ومرحب بها من اهالي بيجي وصلاح الدين والأنبار.

ودعا إلى توحيد كل الجهود للقطعات العسكرية من جيش وشرطة اتحادية ومكافحة الارهاب والحشد الشعبي وطيران الجيش والقوة الجوية، والتي تمثل رسالة مهمة بتضافر جهود القوات الامنية وابناء الشعب الذين يمثلهم المتطوعون.

وشدد العبادي على اهمية الزخم الاعلامي للانتصارات وعكسها بشكل صحيح، "لان الجهد الاعلامي للحرب على هذه العصابات والانتصارات المتحققة يجب أن يتم عكسها بأفضل ما يكون لأنها معركة الشعب العراقي ضد الارهاب".

وفد للكونغرس يبحث في بغداد سير العمليات العسكرية

إلى ذلك، بحث زعيم الاغلبية الجمهورية في الكونغرس الأميركي في بغداد اليوم مع رئيسي الحكومة والبرلمان العبادي والجبوري تطورات العمليات العسكرية في مناطق مختلفة من العراق ضد تنظيم الدولة الاسلامية "داعش".

فقد ناقش رئيس الوزراء حيدر العبادي مع وفد من الكونغرس الأميركي برئاسة السيناتور ميتش ميكائل زعيم الاغلبية الجمهوربة رئيس لجنة الشؤون الخارجية في المجلس سير العمليات العسكرية والامنية في الأنبار وصلاح الدين والانتصارات المتحققة في ارض المعركة، اضافة إلى حزم الاصلاحات التي اطلقت، وتدريب وتسليح القوات المسلحة العراقية وتقديم الدعم للعراق في العديد من المجالات.

وأبدى وفد الكونغرس الأميركي دعمه للاصلاحات المتخذة بالرغم من الظروف الصعبة التي يمر بها العراق واستعداد واشنطن لتقديم المساعدة في مجال الاصلاح الاقتصادي وتقديم الخبرات اضافة إلى استمرار الدعم الدولي للعراق في جهوده لتحرير اراضيه واعادة النازحين، كما نقل عنه بيان صحافي لمكتب العبادي في بيان صحافي اليوم اطلعت على نصه "إيلاف".

وضم وفد الكونغرس الأميركي ايضًا السيناتور تون كوتن والسيناتور مايك راوندوز والسيناتور جوني ايرنز والسيناتور اندي ابار، اضافة إلى قائد العمليات المشتركة الجنرال مكفارلند والسفير الأميركي في العراق ستيوارت جونز.

كما بحث رئيس مجلس النواب سليم الجبوري مع وفد الكونغرس مجريات الأحداث على الساحتين المحلية والاقليمية خصوصًا ما يتعلق بملف الحرب على داعش والدعم الواجب تقديمه للعراق بهذا الصدد.

وقد أكد الجبوري خلال اللقاء ان المجتمع الدولي اليوم&يعمل بأجمعه مع العراق في مواجهة الإرهاب.. موضحًا في الوقت ذاته أن العراق يأمل بمضاعفة تلك الجهود لأجل الإسراع في القضاء على الإرهاب. وقد أكد الوفد دعم الولايات المتحدة المستمر للعراق في حربه على الإرهاب وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بتسريع تدريب وتجهيز القوات العراقية.

ومن جهتها، توقعت وزارة الدفاع الاميركية "البنتاغون" اليوم أن تبذل القوات العراقية قريباً جهوداً أكبر لتحرير الرمادي، مؤكدًا أن القوات العراقية أصبحت أقرب للمدينة بفضل تحسن الطقس والتدريب والمعدات الجديدة التي ساعدت على اختراق حقول ألغام "داعش"، فيما لفت إلى وجود أربع خطط لاستعادة المدينة.

وقال المتحدث باسم الوزارة الكولونيل ستيف وارن في لقاء خاص مع الصحافيين عبر دائرة تلفزيونية مغلقة من العاصمة بغداد، "نحن نعتقد الآن في ساحة المعركة أن الأوضاع تسمح للعراقيين بمحاولة استرداد المدينة".

وتتواجد القوات العراقية حاليًا في الضواحي الخارجية لمدينة الرمادي، وأحرزت تقدمًا كبيرًا في الاقتراب من وسط المدينة في الأسبوعين الماضيين، وفقًا للمتحدث باسم تحالف مكافحة "داعش" الذي تقوده الولايات المتحدة.

وأضاف وارن أن "القوات العراقية أصبحت أقرب للمدينة بحوالي تسعة أميال، وأصبح ذلك ممكنًا بفضل تحسن الطقس الحار والتدريب والمعدات الجديدة للقوات التي ساعدتهم على اختراق حقول ألغام داعش وتخطي غيرها من العوائق".

وقال "إننا نرغب في رؤية تحرك بأسرع وقت ممكن، ونعتقد أن هذا هو الوقت المناسب للدفعة الأخيرة في الرمادي".. مبينًا أن "القوات العراقية الآن تطوق المدينة ولديها أربع خطط رئيسية لدخول وسط المدينة".

وكان تنظيم "داعش" قد احتل مدينة الرمادي عاصمة محافظة الأنبار الغربية منتصف ايار (مايو) الماضي، فيما كان قد سيطر على مناطق اخرى من المحافظة في مقدمتها قضاء الفلوجة منذ مطلع العام الماضي.