إعداد عبد الاله مجيد: تبحث الأجهزة الأمنية في أوروبا والولايات المتحدة عن قراصنة الكترونيين سرقوا حتى الآن 100 مليون دولار من حسابات مصرفية في أنحاء العالم اخترقوها بفيروس اسمه درايدكس.

وبلغت خسائر بريطانيا وحدها 20 مليون جنيه استرليني على الأقل إثر سلسلة من عمليات السطو على حسابات مصرفية في بريطانيا.

ويشارك في عملية البحث أكبر جهاز أمني مختص بملاحقة مثل هذه السرقات وهو مركز الأمن الالكتروني في المقر العام للاتصالات الحكومية وكذلك فريق الرد في الطوارئ الالكترونية الذي أُنشئ عام 2014.

وفي الولايات المتحدة يشارك في مطاردة القراصنة الالكترونيين مكتب التحقيقات الفيدرالي فيما دخلت على الخط الشرطة الاوروبية "يوروبول" الى جانب الأجهزة الأمنية في المانيا ومولدوفا التي يُعتقد ان للصوص ارتباطات بها.

درايدكس

واستخدم القراصنة الالكترونيون الفيروس درايدكس لاختراق كومبيوترات شخصية. ويسجل الفيروس تفاصيل الدخول على الكومبيوتر وكلمات المرور المستخدمة في العمليات المصرفية على الانترنت وينقلها الى المهاجمين الذين يستخدمونها للسرقة من حسابات مصرفية.

واعربت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا عن خشيتها من ان تكون عملية السطو على الحسابات المصرفية من أسوأ الهجمات الالكترونية حتى الآن. ونقلت صحيفة الغارديان عن متحدث باسم الوكالة ان التقديرات المعلنة للخسائر تقديرات "محافظة" في اشارة الى انها أكبر في الحقيقة.

واوضحت الوكالة "ان الكومبيوترات تتلوث بالفيروس درايدكس عندما يتلقى المستخدون وثائق مفتوحة في مراسلات تبدو مشروعة على البريد الالكتروني. وتقدر الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة ان من الجائز ان تكون هناك آلاف الكومبيوترات الملوثة بالفيروس في بريطانيا غالبيتها من مستخدمي ويندوز".

ويُعتقد بان الفيروس اصاب هواتف ذكية ايضا. ونُصح المستخدمون بتعزيز أمن كومبيوتراتهم.

وقال المتحدث باسم الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة مايك هوليت "ان هذا شكل خبيث بصفة خاصة من الفيروسات ونحن نعمل مع شركائنا في اجهزة انفاذ القانون الدولية ومع شركاء أساسيين في الصناعة الالكترونية للتقليل من الأضرار".

وأضاف "ان تحقيقاتنا مستمرة ونتوقع عمليات اعتقال اخرى". وكان شخص اعتُقل بالارتباط مع السرقات. واعلنت وزارة العدل الاميركية الأربعاء ان المعتقل اندريه غونكول من مولدوفا وصدرت بحقه مذكرة اتهام بارتكاب تسع جرائم.

مجرمون الكترونيون

وقالت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة في بريطانيا ان الفيروس درايدكس صممه "مجرمون الكترونيون ماهرون تقنيا في اوروبا الشرقية لجمع تفاصيل مصرفية على الانترنت واستخدامها لسرقة المال من افراد وشركات في انحاء العالم واستهدفوا بصفة خاصة مؤسسات مالية عالمية وشبكات مختلفة للمدفوعات المالية".

وأكد مساعد مدير مكتبة التحقيقات الفيدرالي روبرت اندرسون ان الذين يرتكبون جرائم الكترونية يكونون في غالب الأحيان اصحاب مهارات عالية ويستطيعون العمل من بلدان وقارات مختلفة. ودعا اندرسون "كل مستخدمي الانترنت لتحديث نظام التشغيل والتأكد من استخدام برمجية أمنية حديثة والتفكير مرتين قبل النقر على روابط أو ملفات في رسائل الكترونية ليست معروفة".

وحثت الوكالة الوطنية لمكافحة الجريمة المستخدمين على زيارة الموقعين CyberStreetWise و GetSafeOnline حيث تتوفر أدوات لمكافحة الفيروسات يمكن تنزيلها من اجل تنظيف الكومبيوترات الملوثة وطلب المشورة والارشاد بشأن طرق حماية انفسهم في المستقبل.