اشتعلت في الأيام الأخيرة الدعوات المطالبة بمقاطعة الانتخابات البرلمانية قبل&تنظيم المرحلة الأولى منها في مصر، خلال الساعات القليلة المقبلة، حيث يأمل الإخوان وأنصارهم أن تكون تلك الدعوات ورقة ضغط جديدة ضد السيسي.


القاهرة: أعلنت مؤخرًا عدد من القوى السياسية وبعض الأحزاب الموالية لجماعة الإخوان المسلمين مقاطعتها للبرلمان القادم، مثل الائتلاف الذي سعى حزب مصر القوية برئاسة -الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح لتشكيله، ويضم كل القوى الرافضة للانتخابات وقوانينها، ويستند الداعون للمقاطعة إلى أن المشاركة الواسعة في التصويت تعني وجود حالة من الرضا من أغلبية الشعب عن المسار السياسي القائم.
&
في حين أن ارتفاع نسبة المقاطعة تعني وجود غضب من قبل الشعب إزاء العملية السياسية، فضلًا عن إعطاء الأدلة على عدم وجود ظهير شعبي للنظام القائم، وهو ما يصب في صالح جماعة الإخوان المسلمين بالداخل والخارج ويمثل ورقة ضغط سياسية كبيرة على الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الجانب الآخر يراهن &أنصار السيسي وثورة 30 يونيو على سعي الشعب المصري للمشاركة في الانتخابات والمضي قدمًا نحو تنفيذ خارطة طريق ثورة يونيو، وأن الناخب المصري لن يسمح بسقوط الدولة على يد جماعة الإخوان وأنصارهم المطالبين بمقاطعة الانتخابات.
&
&دعوات للمقاطعة&
وكانت مجموعة من الأحزاب والقوى السياسية قد قاموا بنشر مجموعة من الملصقات التعريفية بكيفية المقاطعة، في محافظات القاهرة والجيزة والإسكندرية والغربية والشرقية وكفر الشيخ وأسيوط وبني سويف "، ويتزعم تلك الحملات حزب مصر القوية برئاسة الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح ، المرشح الرئاسي الأسبق، وحزب "الاستقلال" الذي دشن حملة عبر صفحته على موقع التواصل الاجتماعي فايسبوك؛ لتعريف المصريين بمساوئ برلمان العسكر، وكيف يكرس لترسيخ أركان دولة الفساد والظلم من خلال انتخابات هزلية، وتعبير أيضًا عن موقف الحزب حول مقاطعة الانتخابات البرلمانية.
&
كما دشن عدد من النشطاء حملة موسعة لمقاطعة الانتخابات بعنوان "قاطع الانتخابات"، مؤكدين أنه لن تنجح انتخابات في ظل عسكرة الدولة والديكتاتورية، وانعدام العدالة والأمن والأمان، وانهيار الاقتصاد، وتحت حكم عسكر انقلب على الشرعية، ويعتقل علماء ومشايخ وطلاب الأمة في سجون الانقلاب، ويولي الفسدة والفسقة وفلول مبارك ولواءات الجيش والشرطة مقاليد الحكم بالبلاد، بحسب بيان صادر عنهم.
&
"6 أبريل" والبرادعي&
&
كما قررت &حركة شباب "6 إبريل" &مقاطعة الانتخابات، وقامت &بتفعيل حملة "ضدك" التي أطلقتها منذ الانتخابات الرئاسية الماضية، كما خرجت دعوات للمقاطعة من سياسيين أيضًا على رأسهم الدكتور محمد البرادعي، نائب رئيس الجمهورية الأسبق، حيث قال إن مقاطعة صور الديمقراطية الشكلية - بحسب وصفه - وسيلة فعالة للتغيير، ومن جهته وصف القيادي في الجماعة الإسلامية طارق الزمر الانتخابات الآتية بـ"المهزلة".
&
فشل المقاطعة
وعلقت مارجت عازر، عضو مجلس الشعب السابق ومرشحة قائمة في "حب مصر"، على دعوات مقاطعة الانتخابات والبرلمان القادم، مشيرة إلى أن الجميع يتطلع إلى مستقبل أفضل من خلال إجراء الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق، مؤكدة أن القوى السياسية والأحزاب التي طالبت بمقاطعة الانتخابات تعمل لصالح جماعة الإخوان المسلمين ولا تريد الاستقرار لمصر، وهو ما يدركه الشعب المصري جيدًا، متوقعًة عدم التفاف الناخبين لتلك الدعوات، حيث إن هذه القوى السياسية والأحزاب أصبحت غير فعالة، وليس لها تواجد وقبول لدى المواطن المصري.
&
وقالت مارجت عازر، ﻟ إيلاف: "إن الانتخابات البرلمانية ستشهد إقبالًا كبيرًا من جانب الناخبين،وينتظر أن يشارك ما يزيد عن 20 مليون ممن لهم حق التصويت في الانتخابات وهي نسبة كبيرة جدًا تؤكد فشل دعوات المقاطعة".
&
تأثير ضعيف &
&
من جهته، اعتبر الدكتور صلاح حسب الله، أستاذ العلوم السياسية، &أن القوى السياسية المقاطعة للبرلمان القادم وانتخاباته لن يكون لها تأثير كبير، وأضاف "حسب الله "أن كل من يقاطع الانتخابات البرلمانية، يعمل ضد دعم مصر في تحقيق الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة الطريق وعبور هذه المرحلة الحرجة.
&
وقال ﻠ إيلاف: " إن الانتخابات البرلمانية القادمة ستشهد نزاهة وشفافية كبيرة ولن يسمح بالتزوير لصالح قائمة أو مرشح بعينه، وهو ما يشجع المواطنين للخروج للتصويت في الانتخابات وسيكون المشهد مفاجأة للعالم أجمع".
&
مشهد متخبط
&
من جهته، اعتبر الدكتور وحيد عبد المجيد، نائب رئيس الأهرام للعلوم السياسية والإستراتيجية، أن السبب وراء استبعاد ومقاطعة هذه القوى هي اعتراضهم على بعض القوانين التي تحكم العملية الانتخابية، وترشح &فلول الحزب الوطني المنحل، وهذا المشهد المتخبط كان متوقعًا لرفض الحكومة أي نوع من الحوار مع المعارضة.
&
مؤكدًا ﻟ إيلاف أن القوى المعارضة والرافضة للأوضاع السياسية سوف يكون لها تأثير مستقبلًا ومن الغباء التقليل منها حتى لا نكرر أخطاء مبارك ومرسي، لتفادي المشاكل التي قد تحدث، ولأنها سوف تشكل جبهة ضغط كبيرة على الدولة والنظام.