أثار الانزال الجوي الاميركي في شمال بغداد لتحرير 69 عراقيا يعتقلهم تنظيم "داعش" كان على وشك اعدامهم مواقف عراقية متباينة رفضتها القوى الشيعية وايدتها السنية فيما تم الاعلان عن نقل القوات الاميركية عشرين عنصرا للتنظيم الى الولايات المتحدة.


أسامة مهدي من لندن: عبرت فصائل وحركات وميليشيات شيعية وقوى سنية عن مواقف تراوحت بين الرفض والترحيب تابعتها "إيلاف" من عملية الانزال الجوي وأدت الى مقتل عسكري اميركي ونقل 20 عنصرا لداعش الى الولايات المتحدة فيما لم تعلن الحكومة العراقية حتى الآن اي موقف من العملية او تنشر تفاصيل عنها.

قوى شيعية ترفض وتتوعد

طالب زعيم التيار الصدري الشيعي مقتدى الصدر الحكومة العراقية باتخاذ اجراءات لمنع اي تدخل اميركي في أي عمليات عسكرية عراقية في المستقبل.

وقال الصدر في بيان صحافي على العملية التي نفذتها قوة اميركية بانزال جوي في قضاء الحويجة بمحافظة كركوك (225 كلم شمال شرق بغداد) أمس وحررت خلالها 69 معتقلا عراقيا لدى تنظيم "داعش" كان على وشك اعدامهم ان مشاركة الجيش الاميركي مع القوات العراقية في هذه العملية تمثل تعديا على الحكومة العراقية واستقلالها.

وشدد الصدر بالقول "لا نقول ان التدخل الاميركي غير مبرر فقط وانما مرفوض وممنوع ايضا".

ومن جهتها، وصفت حركة عصائب اهل الحق بقيادة الشيخ قيس الخزعلي عملية الانزال الاميركي بأنها سابقة خطيرة ومحاولة من الولايات المتحدة للتغطية على فشلها في العراق.

وقالت انه في ظل الانتصارات الكبيرة التي تحققها قواتنا الأمنية وفصائل الحشد الشعبي المقاوم وفشل ما يسمى بالتحالف الدولي من تحقيق اي مكتسبات عسكرية تذكر وبهدف الخروج من هذا المأزق الكبير نفذت القوات الاميركية عملية عسكرية برية مفاجئة في قضاء الحويجة وبدون إشعار الحكومة العراقية بذلك".

واضافت ان "العملية تعد خرقاً للسيادة الوطنية وسابقة خطيرة ودليلاً على عدم صدق الادارة الاميركية فيما تقول ان دعمها للعراق يقتصر فقط على الدعم اللوجستي والاستشاري".

واشارت الى ان التصرف الأميركي يكرس مفهوم التقسيم كونه جرى دون علم الحكومة العراقية في حين جرى التعامل مع حكومة اقليم كردستان بالرغم من ان الحويجة تابعة للحكومة المركزية وليست ضمن مناطق اقليم كردستان.

ودعت الحركة في بيان اليوم الحكومة العراقية ومجلس النواب الى اتخاذ موقف واضح وصريح مما اسمتها الانتهاكات الاميركية للسيادة العراقية وإجراء التحقيق اللازم لمعرفة ملابسات تلك العملية وأسباب تنفيذها في هذا الوقت بالذات.

وحذرت من أن المرحلة التي يمر بها العراق حاليا هي الاكثر خطورة من كل المراحل السابقة حيث لا تزال المؤامرات الشريرة تحاك ضد العراق من قبل قوى الارهاب والظلام.

وقالت انه يجب على الجميع ان يعلم ان ما قامت به القوات الأميركية في الحويجة ما هو الا مؤامرة جديدة ومحاولة يائسة لمصادرة جهود أبناء فصائل المقاومة الاسلامية والحشد الشعبي المقاوم والايحاء للرأي العام ان ما يسمى بالتحالف الدولي جاد في القضاء على التنظيمات الارهابية.

اما كتائب حزب الله العراقية فقد اعتبرت عملية الانزال الجوي تهدف الى "التغطية على التواطؤ الاميركي مع عصابات داعش الإجرامية".&&&
&
.. وترحيب سني

وعلى العكس من ذلك، فقد رحب تحالف القوى العراقية السنية بعملية الحويجة لانقاذ محتجزين لدة تنظيم& "داعش".

و قال احمد المساري رئيس الكتلة النيابية للتحالف في بيان صحافي "إننا نقدر عاليا الجهود الكبيرة التي بذلتها قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الاميركية في الاعداد والتخطيط لهذه العملية النوعية وما قدمته من دعم لقوات البيشمركه لانقاذ 70 رهينة بينهم 20 من افراد قوات الامن العراقية الذين كانوا محتجزين لدى "داعش".

وعبر التحالف عن اسفه لمقتل احد افراد قوات التحالف الدولي متأثرا بجراحه خلال العملية واصابة 4 من عناصر البيشمركة بجروح.

ومن جانبه قال ائتلاف متحدون للاصلاح برئاسة نائب الرئيس العراقي السابق اسامة النجيفي ان عملية الانزال الجوي التي نفذتها الطائرات الاميركية مع قوة خاصة من البيشمركة في قضاء الحويجة التابع لمحافظة كركوك تعتبر تطورا ينبغي فهمه والوقوف على مدلولاته وبيان الموقف من العملية.

وقدم الائتلاف "الشكر والتقدير" للولايات المتحدة الاميركية على ما قدمته من تضحية من اجل انقاذ عراقيين يواجهون الموت والاعدام المرتقب على ايدي الارهابيين.

كما ثمن دور "قوة الباسلة من رجال البيشمركة الذين قدموا تضحية جليلة عبر عملية نوعية لانقاذ الاسرى في سجن داعش في الحويجة".

واشار الى انه يقدر ايضا تضحية احد الضباط الاميركيين الذي دفع حياته ثمنا لانقاذ مجموعة من البيشمركة حوصروا اثناء العملية "علما ان القوة الاميركية لم تكن مكلفة بالتدخل المباشر وكان تدخل الضابط مبادرة شخصية هدفها انقاذ زملاء سلاح من البيشمركة".

وقال ان الولايات المتحدة ما زالت ملتزمة بعدم التدخل على الارض حيث ان مشاركتها تتضمن تقديم الدعم والمشورة والامور اللوجستية فضلا عن الدعم الجوي في استهداف اوكار وتجمعات تنظيم داعش الارهابي وبالتالي يعد مقتل الضابط حدثا عرضيا لا يمثل تغييرا في نهج الولايات المتحدة العسكري في التعامل مع داعش على الارض العراقية.

واشار ائتلاف متحدون للاصلاح الى ان هذه العملية النوعية المشتركة بين الاميركيين عبر توفيرهم وتجهيزهم طائرات الانزال وبين قوة خاصة من البيشمركة بهدف تنفيذ الواجب واطلاق سراح الاسرى من جنود الفرقة الثانية عشرة وعدد من مواطني الحويجة فضلا عن اعتقال عدد من قيادات داعش&& تستوجب التحية لهدفها الانساني العميق في انقاذ ابرياء من موت محقق وكسر شوكة الارهاب عبر عملية انزال نوعية ناجحة.

القوات الاميركية نقلت 20 عنصرا لداعش

وفي وقت سابق اليوم، اعلن رئيس لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب حاكم الزاملي نقل 20 "إرهابياً" الى الولايات المتحدة الأميركية خلال عملية الإنزال الجوي التي نفذتها القوة ألاميركية في قضاء الحويجة.

وأشار الى أن العراق سيضطر الى الطلب من روسيا تنفيذ ضربات جوية ضد تنظيم "داعش".

وقال الزاملي إن "القوة الأميركية التي نفذت الإنزال الجوي في قضاء الحويجة أمس، لم تحرر جندياً أو ضابطاً عراقياً واحداً كما لم تحرر أي كردي أو عنصر من البيشمركة"، مطالبا الإدارة الأميركية بـ"تسليم الـ70 &الذين أعلنت عن تحريرهم الى العراق إذا كانت صادقة".

وأضاف الزاملي في تصريح لوكالة "السومرية نيوز" أن "العملية قامت بنقل 20 إرهابياً الى أميركا مباشرة"، موضحا أن "العملية لم تتم لا بالتنسيق مع قيادة العمليات المشتركة ولا حتى الكرد أنفسهم& كما لم يكن للقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي علم بها".

وكانت القوات الاميركية نفذت امس عملية عسكرية هي الاولى من نوعها منذ انسحاب القوات الاميركية من العراق نهاية عام 2011& تمكنت خلالها من تحرير 69 شخصا قالت حكومة كردستان انه ليس بينهم اكراد يحتجزهم "داعش".

وقالت مصادر امنية عراقية ان عملية انزال جوي نفذتها قوات اميركية اليوم قرب قضاء الحويجة (55 كلم جنوب كركوك) اسفرت عن مقتل عسكري اميركي واعتقال عدد من عناصر داعش وتحرير حوالى 70 عراقيا من المحتجزين لدى تنظيم "داعش".

واشارت الى ان قوات خاصة اميركية نفذت عملية انزال جوي على مقر لقيادات داعش شرق& قضاء الحويجة بخمس طائرات شينوك& مدعومة بطائرات مسيرة وحربية ما اسفر عن تدمير المقر بالكامل ومقتل عدد من عناصر داعش واعتقال آخرين من بينهم والي الحويجة ومسؤولها العسكري.

وتعتبر الحويجة التي تسكنها غالبية عربية سنية معقلا مهما لتنظيم "داعش" في محافظة كركوك&حيث شكل الانزال الجوي ضربة قاصمة للتنظيم في المنطقة التي عادة ما يقوم بهجمات ضد القوات الامنية العراقية وقوات البيشمركة الكردية فيها.

واضافت ان عملية تحرير الرهائن الاميركية هذه هي الاولى من نوعها التي تنفذها القوات الأميركية في العراق حيث كان سبقها تنفيذ ضربات جوية مكثفة في محيط القضاء.

واوضحت ان العملية كانت صعبة للغاية وتعتبر ضربة قوية للتنظيم حيث ان القوات حررت جميع المحتجزين وسط احد أهم معاقله وهو قضاء الحويجة.

ويقع السجن الذي استهدف خلال العملية العسكرية على بعد سبعة كيلومتر شمال الحويجة التابعة لمحافظة كركوك.

يذكر انه يوجد في العراق حوالى 3500 عسكري اميركي لتدريب وتقديم المشورة ومساعدة الجيش العراقي في محاربة تنظيم "داعش" وهذه هي اول حالة مقتل احد هؤلاء العسكريين بنيران معادية.