سخر عراقيون من كلمة (السيادة) التي تتكرر دائمًا على لسان سياسيي البلاد، بعد أن أعلنت الحكومة العراقية أنها لا تعلم بالإنزال الذي قامت به القوات الأميركية في قضاء (الحويجة) بمحافظة كركوك الشمالية يوم الجمعة الماضي.

بغداد:&أعرب العديد من العراقيين في أحاديث مع "إيلاف" عن استغرابهم لما اعلنته الحكومة العراقية من أنها لا تعلم بقضية الانزال الجوي الذي قامت به القوات الأميركية في مدينة الحويجة في الوقت الذي تتكلم فيه عن السيادة، وهذا ما دعا المواطنين العراقيين إلى السخرية من كلمة السيادة التي قالوا إن الحكومة تتشدق بها هي ومجلس النواب، فيما العراق بلا سيادة وأن أميركا وسواها يتصرفون من دون اعتبار لهذه السيادة او احترامها.
&
فاقدو الوطنية&
&
فقد أكد الشيخ جمال البطيخ، نائب سابق في مجلس النواب العراقي، أن الحديث عن السيادة خداع، وقال: "السيادة فقدت منذ العام 2003 والى حد الان وخير دليل الان أن الطائرات العراقية ممنوعة من الدخول الى مناطق هي في سماء العراق ونحن نخوض حربا مع الإرهاب، وكذلك الدليل في الإنزال الجوي في الحويجة قبل يومين دون علم وزارة الدفاع أو الحكومة العراقية".
&
وأضاف: "إما كون الحكومة تتحدث عن السيادة دائما وتحتفل بيوم خصصته لها، فذلك من قبيل الخداع لأن الموجودين في إدارة الدولة لايعملون لمصلحة الوطن وهذه من ميزات فاقدي الوطنية حيث يعوضونها بالحديث عن الوطن والوطنية وترى اجسادهم في العراق وقلوبهم خارج الحدود".
&
العراق مخترق
&&
أما سمير علي جواد، خريج عاطل عن العمل، فقد اكد ان البلد مخترق ولا سيادة له، وقال: "أصبحت السيادة كلمة فضفاضة وصرنا لا نعرف معناها الحقيقي، لكنني اعتقد اننا بلد بلا سيادة، وان الاميركيين هم من يحكموننا وبيدهم مقدرات البلد ولا اتصور ان احدًا يمكنه ان يعترض على أي سلوك أميركي.
&
وأضاف: "سمعنا عن الإنزال الجوي الذي لا تعرف به الحكومة العراقية، وهذا دليل على أن الحكومة لا تعرف الكثير مما يحدث في البلد، أنا برأيي أن العراق منتهك ومخترق ولا سيادة له".
&
لا عجب من غياب السيادة
&
الموظفة ايمان طه أشارت إلى أنها لا تتعجب من حادثة الحويجة، وقالت : منذ عام 1991 والعراق بلا سيادة وكل منه يريد يدخله و(يلعب) فيه يدخل ويلعب على راحته واصبحنا دولة مفتوحة لكل دول العالم ومخابراتها، والآن نحن كذلك وكثيرا ما سمعنا عن وجود مخابرات اسرائيلية وغربية وشرقية تدخل العراق وتتصرف بما يحلو لها.
&
&واضافت: "لا افهم المعنى الحقيقي للسيادة، ولكنني افهم ان تكون الدولة محترمة من قبل الدول الاخرى، ولا اظن العراق كذلك والدليل انه مرهون بيد ايران واميركا، وهذان البلدان يعملان في العلن على انتهاك سيادة العراق ان كانت هناك سيادة".
&وتابعت: "اما عن قضية الانزال الجوي الاميركي في الحويجة فلماذا العجب فهي دولتهم، ويلعبون بها كما يشاؤون ومن يعترض على هذا فليضرب رأسه بالحائط".
&
ما السيادة صدقا؟
&
الكاتب كريم جخيور اكد انه بات لا يعرف معنى السيادة، وقال:" في الحقيقة انا فقدت القدرة على فهم معنى السيادة واقصد هنا سيادة الدولة وتحديدا الدولة العراقية".
&
وأضاف: "لقد صدع صدام وحزبه الفاشي رؤوسنا بالسيادة حتى وصل به الحال أن لجان التفتيش الأميركية دخلت تفتش غرفة نومه الرئاسية ثم احتلوا العراق وتم اخراجه من حفرته بأسمال رثة ولحية كثة. ثم جاء من جاء وراحوا يتكلمون عن السيادة مرة أخرى فصارت حدود الدولة بابًا مشرعة للشيشاني المفخخ، وسماؤها مفتوحة لكل الجراد والوطاويط. وآخرها الجيش الأميركي يقوم بعملية انزال في الحويجة بالتعاون مع البرزاني دون علم الحكومة ولا أقول موافقتها فأميركا غير معنية بموافقة حكومة كارتونية".
&
وتابع : يقول حاكم الزاملي رئيس اللجنة الامنية في البرلمان ان القوات الاميركية قامت باخراج مجموعة ارهابية من سجن داعشي، وأخذتهم إلى أميركا ومن المضحك جدًا حين سأله المذيع قناة السومرية وماهو اجراؤكم، قال الزاملي نحن من خلال قناتكم نطالب الحكومة الأميركية أن تعيد إلينا الإرهابيين، الذين أخذتهم من السجن فرد عليه الزميل الاعلامي ماذا تفعل قناتنا؟ انتم حكومة وعليكم ان تتحركوا".
&
وختم كلامه بالقول ساخرا: نعود إلى معنى السيادة، صدقا .. مامعنى السيادة؟.&
&
اين اهل السيادة؟
&
المواطنة بشائر ابراهيم، ناشطة مدنية قالت: "عندما نوهت روسيا بالتدخل في مهاجمة تنظيم داعش بالعراق، تهجم الكثير ودافع عن السيادة العراقية .. لكن القوات الأميركية عندما اتخذت من انزالها على سجن في الحويجة وعلى اساس تحرير اسرى ومعتقلين لدى داعش وبمساعدة حكومة كردستان ومن غير اعلام حتى حكومة المركز ..لم يدلِ احد ممن اهتز لشأن السيادة حين القلق على مصير داعش من الاندثار الى حد الآن بتصريح عن السيادة".&
&
وأضافت: "اين البرلمانيون الذين نعقوا عن سيادة العراق؟ أم أنها هذه باللون الازرق وتلك باللون الاسود ولديهم عشو الالوان .. الا يكون خجلا صاحيا ولو قليلا ..؟
&
الانزال مرغ السيادة بالوحل
&
من جهته، أكد الكاتب أياد السماوي من المنتدى الإعلامي الحر في العراق، ان الإنزال الأميركي في الحويجة مرّغ السيادة الوطنية في الوحل.
&
وقال: "بالرغم من كل الادعاءات الكاذبة للحكومة العراقية عن عدد وطبيعة القوّات الأميركية التي عادت إلى العراق بعد نجاح مؤامرة إقصاء نوري المالكي عن استحقاقه الشرعي، إلا أنّ هذه الادعاءات قد سقطت بعد الإنزال الجوّي الذي قامت به وحدة من قوّات العمليات الخاصة (الدلتا) التابعة لوزارة الدفاع الأميركية، وبالرغم من كل الغموض الذي أحاط بهذه العملية العسكرية حتى هذه اللحظة، إلا أنّ المؤكد في هذه العملية العسكرية، هو أنّ الحكومة ووزارة الدفاع العراقية لم تكنا على علم بهذه العملية، وقد سمعتا بها من خلال وسائل الإعلام، وأنّ مشاركة بعض عناصر البيشمركة في هذه العملية ما هو إلا غطاء لإضفاء نوع من الشرعية على هذه العملية، بالرغم من أنّ الولايات المتحدّة الأميركية تعلم جيدًا أنّ هذا ليس من صلاحيات حكومة الإقليم، وهو من الصلاحيات الحصرية للحكومة الاتحادية، وهذا تجاوز فاضح على الدستور العراقي والسيادة الوطنية العراقية.