تواصل مصر التحقيقات لمعرفة أسباب تحطم طائرة الركاب الروسية، التي كانت تقلّ 224 شخصًا، قتلوا جميعًا في شبه جزيرة سيناء، بينما أعلنت روسيا الأحد يوم حداد وطنيًا في البلاد، تنكّس خلاله الأعلام على كل المباني الرسمية، بموجب مرسوم أصدره الرئيس بوتين.


إيلاف - متابعة: اعلن ضابط مصري أن فرق الاغاثة المصرية عثرت على جثث 163 من ضحايا تحطم الطائرة الروسية في صحراء سيناء ووسعت اليوم الاحد نطاق عمليات البحث عن جثث الركاب ال61 الآخرين، التي ما زالت مفقودة.

واضاف الضابط انه تم العثور على جثث 163 من ركاب الطائرة (217 شخصًا)، وافراد طاقمها السبعة.

وقد تم توسيع نطاق عمليات البحث الاحد الى 15 كيلومترًا، كما قال ضابط في الجيش يشارك في عملية البحث في مقابلة مع وكالة فرانس برس في قاعدة عسكرية في السحنة وسط محافظة شمال سيناء على بعد نحو ستين كيلومترًا عن مكان سقوط الطائرة.

وتابع الضابط الذي طلب عدم كشف هويته، "عثرنا على (جثة) فتاة في الثالثة من العمر على بعد ثمانية كيلومترات عن المكان، الذي سقطت فيه اكبر قطعة من الطائرة".

وفتح تحقيق في روسيا، حيث تمت مداهمة مكاتب شركة الطيران وشركة تنظيم الرحلات السياحية، بينما سيصل محققون من فرنسا والمانيا الى مصر اليوم، في اجراء يطبّق عادة عند تحطم أي طائرة إيرباص، إذ إن البلدين هما أكبر عضوين في الكونسورسيوم الأوروبي المنتج لهذه الطائرات.

ترجيح عطل
وقتل ركاب الطائرة - 217 مسافرًا- وطاقم من سبعة افراد معظمهم من الروس - السبت في تحطم طائرة الايرباص ايه321-200 التي كانت تقوم برحلة تشارتر بين شرم الشيخ وسان بطرسبورغ، في شبه جزيرة سيناء، حيث ينشط الفرع المصري لتنظيم داعش.

وأكد التنظيم انه اسقط الطائرة ردًا على التدخل الروسي في سوريا. لكن وزير النقل الروسي ماكسيم سوكولوف رفض هذا الإعلان، مشيرًا الى ان المصريين "لا يملكون اي معلومات تؤكد هذه الإدعاءات". وشكك خبراء في الملاحة الجوية بإعلان التنظيم، مرجّحين فرضيات أخرى، مثل عطل فني او وجود قنبلة على متن الطائرة.&

ووصل سوكولوف ووزير الحالات الطارئة الروسي فلاديمير بوشكوف مساء السبت الى القاهرة مع فريق من الخبراء لمشاركة في التحقيق الذي سيقوده المصريون. وفي روسيا ستنكس الأعلام الأحد على كل المباني الرسمية. وبموجب مرسوم اصدره الرئيس فلاديمير بوتين، ونشره الكرملين السبت، طلب من كل محطات التلفزيون الغاء البرامج الترفيهية.

الاتصال ظل قائمًا
وقطع الاتصال مع الطائرة التابعة لشركة كوغاليمافيا، المعروفة اكثر باسم ميتروجيت، بعد 23 دقيقة على اقلاعها فجر السبت من مطار منتجع شرم الشيخ على البحر الاحمر، بينما كانت على ارتفاع اكثر من ثلاثين الف قدم (9144 مترًا).

وذكر مسؤولون في الطيران المدني المصري ان قبطان الطائرة اشتكى من خلل فني في نظام الاتصالات. لكن وزير الطيران المدني المصري حسام كمال اكد ان "الاتصالات بين الطيار وبرج المراقبة كانت طبيعية" حتى انقطاع الاتصال، مشيرًا الى ان الطيار لم يطلب تغيير مسار الطائرة. وكانت الطائرة متوجهة الى سان بطرسبورغ ثاني المدن الروسية.

وقالت شركة ميتروجيت في بيان إن الطائرة خضعت لفحوص تقنية كاملة في 2014، ودافعت عن الطيار الذي قام خلال حياته المهنية بـ12 الف ساعة طيران. وذكرت الحكومة المصرية ان 214 مسافرًا من اصل 217 على متن الطائرة هم من الروس. واشارت موسكو الى ان اعمار الركاب تتراوح بين عشرة اشهر و77 عاما.

الصندوقان الأسودان
واعلنت الحكومة المصرية انه تم العثور على الصندوقين الاسودين للطائرة، وانه سيتم تحليلهما. وذكرت السلطات المصرية ان جثث الضحايا وقطع الحطام مبعثرة في دائرة قطرها ثمانية كيلومترات، وربما اكثر من ذلك، في الحسنة المنطقة الجبلية في محافظة شمال سيناء الصحراوية.

وفي بيان على حسابها الرسمي على تويتر، اكدت ولاية سيناء فرع تنظيم الدولة الاسلامية في مصر، ان "جنود الخلافة تمكنوا من إسقاط طائرة روسية فوق ولاية سيناء". اضافت "لتعلموا ايها الروس ومن حالفكم ان لا امان لكم في اراضي المسلمين ولا اجوائهم، وان قتل العشرات على ارض الشام بقصف طائراتكم سيجرّ عليكم الويلات".

لكن العديد من الخبراء العسكريين قالوا لفرانس برس ان ولاية سيناء، التي تعد منطقة شمال سيناء معقلها، لا تملك صواريخ قادرة على استهداف طائرة على ارتفاع 30 الف قدم. الا انهم لم يستبعدوا امكان وجود قنبلة على متن الطائرة او انها اصيبت بصاروخ او بقذيفة اثناء محاولة الطائرة الهبوط اثر عطل فني.

اعتزال أجواء سيناء
من جهته، اكد رئيس الوزراء المصري شريف اسماعيل في مؤتمر صحافي ان وحدهما الصندوقين الاسودين سيكشفان اسباب تحطم الطائرة. واعلنت شركات الطيران الفرنسية اير فرانس والالمانية لوفتهانزا والامارات ان طائراتها لن تحلق فوق سيناء "حتى اشعار آخر" لأسباب مرتبطة بالسلامة.

ويعود آخر حادث تحطم طائرة في مصر الى كانون الثاني/يناير 2004، وادى الى سقوط 148 قتيلاً، بينهم 134 سائحًا فرنسيًا. وقد سقطت حينذاك طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة الطيران المصرية فلاش ايرلاينز، بعد دقائق على اقلاعها من مطار شرم الشيخ. ومنذ الثورة التي اطاحت الرئيس حسني مبارك، يشهد قطاع السياحة تراجعًا في مصر، وتحاول السلطات المصرية انعاش هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المصري بأي ثمن.

وعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسي وهجمات الجهاديين، ما زالت المنتجعات الواقعة على البحر الاحمر في جنوب شبه الجزيرة من الوجهات السياحية الرئيسة للبلاد، ويرتادها السياح الروس او الاوروبيون الشرقيون، الذين يصلون يوميًا في عدد من رحلات التشارتر.