أثار سقوط الطائرة الروسية في صحراء سيناء الكثير من التكهنات حول أسباب سقوطها، لا سيّما في ظل استبعاد غالبية الاحتمالات المطروحة.&

إيلاف&- متابعة: بعد سقوط الطائرة الروسية، التي تقلّ 224 راكبًا، في منطقة جبلية بشبه جزيرة سيناء المصرية، بدأت التحقيقات لكشف تفاصيل الكارثة، فيما يعتمد المحققون على سيناريوهات متعددة تشمل العمل الإرهابي، بالإضافة إلى الخطأ البشري والتقني، لا سيّما وأنها سقطت بعد وقت قصير من إقلاعها، وبينما كانت تقترب من المستوى الطبيعي لارتفاعها.
&
داعش
&
فور سقوط الطائرة، أعلنت جماعة "ولاية سيناء"، المرتبطة بتنظيم داعش، أنها أسقطت الطائرة ردًا على الضربات الجوية الروسية لمواقع التنظيم في سوريا وقتل مئات المسلمين هناك.
&
لكن الخبراء والمحقيقين لم يولوا اهتماما كبيرًا لهذا الاحتمال، لا سيّما وأن الطائرة كانت تحلق على ارتفاع تسعة آلاف متر (30 ألف قدم)، وقال جيرارد فليدزر، المدير السابق لمتحف الطيران والفضاء الفرنسي: "تنظيم داعش ليس لديه اجهزة واسلحة تمكنه من اسقاط طائرة من ارتفاع تسعة آلاف متر"، موضحًا ان ذلك يتطلب اجهزة مثل نظام رادار متنقل للرصد، وصواريخ طويلة المدى، وهو ما لا يملكه التنظيم المتطرف.&
&
واوضح جان بول تروديك، المدير السابق لوكالة تحقيقات وتحليلات سلامة الطيران المدني الفرنسي، أن الوصول الى طائرة تحلق على هذا الارتفاع "يحتاج الى صواريخ صعبة الاستخدام، ولذلك فان هذا السيناريو بعيد"، وأضاف: "هذا يحتاج الى اشخاص مدربين وأجهزة لا يملكها تنظيم داعش بحسب علمي".
&
كما يستبعد الخبراء نظرية اصابة الطائرة بصاروخ بينما كانت تحلق على ارتفاع منخفض، حيث اشاروا الى ان شن مثل هذا الهجوم يتطلب الكثير من التحضير، كما وسارع وزير النقل الروسي، ماكسيم سكولوف، الى استبعاد هذه الفكرة، وقال: "ليس لدى زملائنا المصريين وسلطات الطيران اية معلومات تؤكد مثل هذه الاحتمالات".
&
هجوم ارهابي&
&
إلى ذلك، يرى خبراء الطيران ان "احتمال تعرض الطائرة لهجوم ارهابي ليس مُستبعدًا"، ويقولون انه ربما تم وضع قنبلة على متن الطائرة، الأمر الذي نفاه خبيرٌ عسكري: "بالنسبة لوجود قنبلة على الطائرة مهما كان حجمها، فانها اذا انفجرت على ارتفاع 10 الاف متر فان الطائرة ستتفكك تماما بسبب الضغط"، وأضاف: "ولكن ربما حدث شيء بينما كانت الطائرة تحلق منخفضة، او ربما كان هناك شخص على متن الطائرة اجبر قائدها على الهبوط، وربما انفجر محرك بينما كانت الطائرة تحلق على ارتفاع منخفض"، فيما يشير خبراء اخرون الى ان المطارات المصرية لا تدقق بشكل كبير في تفتيش الامتعة.&
&
خلل فني &
&
في المقابل، قال مسؤول من سلطة مراقبة الطيران المصرية، ان قائد الطائرة اشتكى من توقف اجهزة الاتصالات، ويرى خبراء انه كان "يعلم بوجود مشكلة" في الطائرة، فيما اكدت شركة كوغاليمافيا للطيران، التي تعمل تحت اسم ميتروجيت، ان الطائرة خضعت لاجراءات فحص السلامة العام الماضي، كما قالت وكالة الطيران الروسي انه "لا يوجد سبب يدعو الى الاعتقاد بان سبب الكارثة هو مشكلة فنية او خطأ من الطاقم".
&
وكانت سمعة روسيا في مجال سلامة الطيران سيئة للغاية بسبب اسطولها القديم من الطائرات، لكن سجلها تحسّن خلال السنوات الماضية، بعد ان حدّثت الشركات الكبيرة، مثل ايروفلوت التي تهيمن على قطاع الطيران الروسية، طائراتها.
&
ومع ذلك فان الشركات المحلية الصغيرة التي تشغل رحلات الى وجهات سياحية، لا تزال تشغّل أسطولًا قديم جدًا من الطائرات.&
&
&خطأ بشري&
&
وبحسب ميتروجيت، فان قائد الطائرة، فاليري نيموف، لديه خبرة تزيد عن 12 الف ساعة طيران، من بينها 3860 ساعة طيران على طراز ايرباص ايه321 التي كان يقودها، كما وأن الاحوال الجوية كانت جيدة، وبالتالي، فإن نظرية الخطأ البشري مستبعدة أيضًا.