موسكو: أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الأول من تشرين الثاني (نوفمبر) يوم حداد في روسيا على ضحايا الطائرة التي تحطمت في شبه جزيرة سيناء في مصر حيث ستنكس الأعلام على جميع المباني الحكومية.

وأمر الرئيس الروسي بإرسال فرق إغاثة روسية الى موقع تحطم الطائرة التي كان على متنها 224 شخصًا. وأعلن الكرملين في بيان أن بوتين "أصدر أوامر إلى وزير الاوضاع الطارئة (...) فلاديمير بوتشوف وبالاتفاق مع السلطات المصرية بارسال طائرات على الفور من وزارة الحالات الطارئة الى مصر للعمل في موقع تحطم" طائرة الركاب الروسية.

وأضاف أن بوتين قدم "تعازيه الحارة" الى اقرباء الضحايا طالبا من الحكومة تنظيم "المساعدة للعائلات". وتحدثت سلطة الطيران المدني المصرية عن سقوط عدد كبير من القتلى بينهم 17 طفلا في الحادث.
ومن المتوقع بحسب وكالات الانباء الروسية ان يتوجه وزير النقل ماكسيم سوكولوف ايضا الى موقع الكارثة.

إبلاغ عن عطل
قال مسؤول في شركة الملاحة الجوية المصرية، المسؤولة عن المراقبة الجوية في مصر والتابعة لوزارة الطيران المدني، ان الاتصال قطع مع الطائرة عندما كانت على ارتفاع ثلاثين الف قدم (9144 مترًا)، اي حسب وزارة النقل المدني بعد 23 دقيقة على اقلاعها من شرم الشيخ. واضاف ان قائد الطائرة قال في اخر اتصال اجراه مع برج المراقبة في مطار القاهرة ان "لديه عطلًا في اجهزة اللاسلكي".

قوائم بأسماء الركاب

من جانبه نشر موقع وزارة الطوارئ الروسية قوائم بأسماء الركاب وفتح خطا ساخنا لأقاربهم وذويهم. واعلنت لجنة التحقيق المكلفة التحقيقات الرئيسة في روسيا فتح تحقيق وارسال فريق محققين على الارض. وبحسب "المعلومات الاولية" التي تملكها اللجنة فان الطائرة تحطمت بعد 23 دقيقة على اقلاعها من مطار منتجع شرم الشيخ الذي يلقى اقبالا من السياح الروس على البحر الاحمر جنوب سيناء.

ونقلت بوابة الأهرام عن مصدر في مطار شرم الشيخ أن "المطار تحفظ على كافة الأوراق الخاصة بالطائرة الروسية، والذي يحتوي على جميع البيانات والمعلومات التي تخص الطائرة لتسليمها إلى رئيس لجنة تحقيق الحوادث المكلف بالتحقيق من قبل وزير الطيران الطيار حسام كمال،" لافتا إلى أن "جميع ركابها جنسيتهم روسية بمن فيهم الطاقم". وأضاف تقرير الأهرام نقلا عن مسؤول متواجد في المنطقة أن "الطائرة انشطرت إلى نصفين".

وصرح سيرغي ايزفولسكي مستشار رئيس هيئة الطيران المدني الفدرالية الروسية (روزافياتسيا)، ان "الاتصال قطع اليوم (السبت) مع طائرة ايرباص321 تابعة لشركة الطيران كوغاليمافيا كانت تقوم بالرحلة رقم 9268 من شرم الشيخ الى سان بطرسبورغ" حيث كان يفترض ان تصل عند الساعة 12,20 (9,12 تغ).

واضاف ان "الطائرة اقلعت عند الساعة 6,51 بتوقيت موسكو (3,51 تغ) من شرم الشيخ وعلى متنها 217 راكبا وطاقم من سبعة افراد، وكان يفترض ان تتصل ببرج المراقبة في لارنكا (قبرص) عند الساعة 7:14 بتوقيت موسكو (4:14 تغ) لكن ذلك لم يحدث، واختفت الطائرة من شاشات الرادار".

من جانبه، قال الجيش الإسرائيلي يوم السبت إنه عرض المساعدة على مصر وروسيا بعد تحطم الطائرة. وقال الجيش في بيان "منذ الصباح ساعد جيش الدفاع الإسرائيلي بالاستطلاع الجوي في جهود تحديد موقع الطائرة الروسية التي انقطع الاتصال بها فوق شبه جزيرة سيناء. عرض جيش الدفاع الإسرائيلي على كل من روسيا ومصر مواصلة المساعدة إذا اقتضى الأمر".

انتشال 15 جثة
هذا وأعلنت رئاسة الوزراء المصرية انه تم انتشال 15 جثة من الطائرة الروسية التي تحطمت السبت في شبه جزيرة سيناء وعلى متنها 224 شخصا. وقال بيان صادر من رئاسة الوزراء ان رئيس الوزراء شريف اسماعيل وصل الى مطار مدينة كبريت الواقعة عند المدخل الجنوبي لقناة السويس، حيث "اطلع على اجراءات اخلاء 15 جثة (ونقلها من موقع الحادث الى مطار كبريت) توطئة لنقلها الى مشرحة زينهم في القاهرة". وقالت مصادر امنية انه سيتم نقل الضحايا من موقع الحادث الى مطار كبريت، حيث ستحملهم طائرات عسكرية الى القاهرة.

تراجع السياحة
ويعود آخر حادث تحطم طائرة في مصر الى كانون الثاني/يناير 2004 حين سقطت طائرة بوينغ 737 تابعة لشركة الطيران المصرية فلاش ايرلاينز بعد دقائق على اقلاعها من مطار شرم الشيخ، ما ادى الى سقوط 148 قتيلا بينهم 134 سائحًا فرنسيًا. ومنذ الثورة التي اطاحت الرئيس حسني مبارك، يشهد قطاع السياحة تراجعا في مصر وتحاول السلطات المصرية انعاش هذا القطاع الحيوي للاقتصاد المصري باي ثمن.

وعلى الرغم من عدم الاستقرار السياسي وهجمات الجهاديين، ما زالت المنتجعات الواقعة على البحر الاحمر في جنوب شبه الجزيرة من الوجهات السياحية الرئيسة للبلاد ويرتادها السياح الروس او الاوروبيون الشرقيون الذين يصلون يوميًا في عدد من رحلات التشارتر.

وفي مطار بولكوفو في سان بطرسبورغ، قالت ايلا سميرنوفا (25 عاما)، وهي في حالة صدمة، ان والديها كانا في الطائرة. واضافت "انتظر والديّ. تحدثت اليهما عندما كانا في الطائرة، ثم سمعت الاخبار". وتابعت بينما كان اقرباء ركاب آخرين يبكون "سابقى هنا. آمل حتى النهاية ان يكونا على قيد الحياة، لكن قد لا اتمكن من رؤيتهما بعد اليوم".
وكانت سيارات اسعاف تصل ظهرا الى مطار سان بطرسبورغ، بينما استأجرت السلطات حافلات لنقل العائلات الى فندق قريب، كما ذكرت صحافية من وكالة فرانس برس.
&