اعتبر قادة في الجيش الحر أن روسيا فشلت في تدخلها العسكري في سوريا، لذلك تحاول التغطية على هذا الفشل، كما تعمل على شق صف الجيش الحر، وتشويه الثوار أمام الشعب السوري، بالحديث عن زيارتهم الى موسكو، رغم أن كل قادة الجيش الحر أجمعوا على أنها دولة احتلال وطرف في الحرب، ولا تصلح لأن تكون طرفًا في أية مفاوضات أو حوار.


بهية مارديني: نفى أبو الليث الشامي القائد في الجيش الحر عن منطقة القلمون، في تصريح لـ"إيلاف"، ما قيل عن اتصالاته بالجانب الروسي أو الاستعداد لزيارة موسكو. وقال" أنفي هذه الأكاذيب جملة وتفصيلًا".

شائعات ترويجية
وشدد على أن روسيا هي دولة غازية ومحتلة لسوريا، وأكد أنه "لا تواصل بيننا وبين الروس، ولا ننوي التواصل معها على الإطلاق، وهي دولة عدوة للشعب السوري، وتقصف المدنيين، وتدمر سوريا".

وطالب كل وسيلة إعلامية نشرت الخبر نفيه أو تحمل تبعات نقلها للأكاذيب والترويج للروس، ومحاولة إحباط معنويات السوريين. وأكد أن الجيش الحر على الأرض يقاطع روسيا، ورأى أن محاولة إلصاق اسم الثوار الأحرار بموسكو ما هي سوى محاولة فاشلة، لا تكسب تحركاتهم الشرعية، متسائلًا عن سر توقيت نشر هذه الأخبار، ولمصلحة من؟. أضاف" أنا قائد عسكري أدير العمليات على الأرض، ومرجعيتي السياسية هي الجمعية الوطنية السورية، وهي حددت موقفها في بيان واضح من العدوان الروسي".

وأشار إلى أن"هذه التي يسمونها التسريبات هي عبارة عن محض تأليف وتزوير لشق صف الجيش الحر، وفي إطار الحرب عليه، ومحاولة عبثية لتجريده قاعدته الشعبية"، مؤكدًا على مشروعه الوطني، بقوله: "أنا لا أفاوض المحتل".

وفيما قيل إنها تسريبات من مصدر مقرب للخارجية الروسية، نشرت بعض الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي أن "اتصالات روسية أجريت مع& فصائل الجيش الحر وأن روسيا أرسلت مبعوثًا للتفاوض، ومن أجل اﻻتفاق حول فصائل دمشق وريفها التابعين لغرفة عمليات دمشق وريفها، والتي تضم العديد من الألوية والكتائب، وتعمل تحت مسمى الجيش الحر، لأهمية مواقعهم اللوجستية، فهي ذات أهمية لقلب المعادلة".

تسريبات التواصل
وأضافت هذه الصفحات: "طلبت روسيا من غرفة العمليات لدمشق وريفها تشكيل وفد قيادي للتباحث مع روسيا في العاصمة موسكو حول مستقبل العاصمة دمشق وقبول الأسماء التي طرحتها روسيا للمرحلة اﻻنتقالية، وانضمام تلك الفصائل، والعمل مع الفريق الانتقالي، وورد في اﻻتفاق المبرم بين روسيا وغرفة عمليات دمشق وريفها أن غرفة العمليات الممثلة عن فصائل دمشق وريفها ستوافق على اختيار مجلس عسكري عام لإعادة هيكلة الجيش السوري، وتعهدت روسيا بخروج القادة والسياسيين بطريقة آمنة من دمشق إلى موسكو".

واعتبرت أنه "بحسب التسريبات، فإن أسماء المشاركين في التفاوض هم أبو زهير الشامي القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها، نغم علي الحافظ نائب قائد العمليات للشؤون الخارجية، أبو الليث القلموني قيادي لغرفة العمليات، وممثل عن فصائل شمال غرب سوريا، أبوعبيدة قيادي في غرفة العمليات، ونائب القائد العام لغرفة العمليات للشؤون الداخلية، وسبعة قادة لفصائل مسيطرة في ريف دمشق، ونايف أحمد المنسق العام لغرفة عمليات دمشق وريفها".

وتوالت تصريحات النفي من قادة في الجيش السوري الحر في الجبهات كافة، بعد تصريحات مسؤولين روس، واعتبروا أن روسيا طرف في الحرب، وليست وسيطًا للحل، وأن "تصريحات موسكو بزيارات يقوم بها ممثلون عن الجيش الحر" هي عبارة عن دعاية بعد الفشل، الذي منيت به في سوريا، وحتى تظهر نفسها وكأنها تسعى إلى حل الأزمة لتغطي على ذلك الفشل".

عملاء للنظام
وقال محمد الغابي القائد العام لجبهة الشام، لوكالة الأناضول، إن "الشرط الأساسي للجيش الحر لأي حوار هو رحيل (رئيس النظام السوري) بشار الأسد ورموز سلطته، الذين تلطخت أيديهم بدماء الشعب السوري"، لافتًا إلى أن مبادئ جنيف1 وآليات تطبيقها تضمن هذا الشيء.

ونفى الغابي قائد أحد فصائل الجيش الحر العاملة في ريف حماه، أن يكون أي ممثل عن الجيش الحر في الجبهة الشمالية لسوريا قد زار موسكو، مرجحًا أن يكون الأشخاص المعنيون عملاء للنظام السوري أو أولئك الذين يدعون تمثيلًا للجيش الحر، وهم ليسوا كذلك، هذا إن حدثت الزيارة فعلًا.

وقال باسل الأيهم، القيادي العسكري في فرقة صلاح الدين التابعة للجبهة الجنوبية – تشكيل يضم جميع فصائل الجيش الحر في الجنوب، إن الأشخاص الذين شاركوا في اجتماعات مع الروس لا يُمثلّون الجيش الحر، وأنهم لم يشاركوا في اجتماعات مع المسؤولين الروس. وأوضح الأيهم أن "الجبهة الجنوبية أعربت عن موقفها من روسيا باعتبارها طرفًا في الحرب الجارية ضد الشعب السوري، ولم ولن تكون طرفًا للحل أو ساعيًا، لاستمرارها في دعم النظام السوري".

ورفض "تصريحات روسية تقترح التعاون بين الجيش الحر والنظام السوري، والدخول في مرحلة انتقالية، تكون قيادتها أسماء يُمليها الخارج على الشعب السوري". واعتبر أن روسيا "دولة معتدية ومحتلة، وسوف يتم التعامل معها من قبل الثوار السوريين، كما تتعامل مع جيش نظام الأسد وميليشيا حزب الله والقوات الإيرانية".

شرعية للتدخل
كما قال نافع غزال القيادي الميداني في كتائب الفاروق (العاملة في إدلب شمال سوريا)، إن "الذين التقوا مسؤولين روسيين لا يمثلون فصائل الجيش الحر المقاتلة على الأرض"، معتبرًا أن "هذا النوع من الحوار يعطي شرعية للتدخل الجوي الروسي".

وأكد غزال أن روسيا لا تكتفي بقصف مقار الجيش الحر واستهداف قياداته فحسب، بل إن قصفها يطال المدنيين، والنساء والأطفال، مشيرًا إلى أن الجميع رأى نتائج القصف الروسي والضحايا المدنيين الذين سقطوا&من جرائه. وكان وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف، قال إن وفودًا من الجيش السوري الحر زارت موسكو مرات عدة.

وكان سيرجي لافروف وزير الخارجية& الروسي أعرب في تصريحات لقناة "روسيا 1"، السبت قبل الماضي، عن استعداد بلاده لتقديم دعم جوي إلى مقاتلي "الجيش الحر"، والتنسيق مع الولايات المتحدة في مكافحة "الإرهاب".

&