يبدي نشطاء الثورة السورية المقيمون في تركيا، خوفهم من تمكن تنظيم "داعش" المتطرف من الوصول إليهم معتمدا على شبكة مخابراتية قوية قام بتأسيسها إنطلاقا من الأراضي التركية، ويضربون مثل ناشطين من حملة #الرقة_تذبح_بصمت، اللذين تعرضا للذبح داخل تركيا مؤخرا.


بهية مارديني: يخشى ناشطون سوريون يعيشون في عدة مناطق على الحدود السورية التركية على حياتهم بعد اغتيال الشابين ابراهيم عبد القادر وفارس الحمادي النشطاء في حملة" الرقة تذبح بصمت" في مدينة أورفا التركية الاسبوع الماضي بدم بارد.

وتحدث أصدقاء الشابين القتيلين من الناشطين السوريين لـ"إيلاف"، بحزن وألم وبكثير من الصدمة عن رفيقيهما واللذين كانا فاعلين في كشف ارهاب الجماعات المتطرفة بحق الأهالي وكشف جرائم النظام& في قصفه مدينة الرقة.

وقال فرحان مطر الاعلامي والمعارض السوري لـ"إيلاف" إنها "ليست المرة الأولى والوحيدة التي يلجأ إليها تنظيم داعش لتصفية خصومه من أبناء الرقة داخل أراضي الدولة التركية، فقد سبق أن جرت محاولة فاشلة لاختطاف واغتيال أبو عيسى قائد لواء ثوار الرقة في مدينة أورفا".

وأضاف: "يعرف جميع الناشطين الهاربين من بطش داعش في الرقة إلى تركيا أن هذا التنظيم الذي يعمل وفق أساليب استخباراتية عالية المستوى موجود بطريقة تكاد تكون علنية وهو ما يعبرون عنه من خلال الخوف الذي يضطرهم للعمل أحيانا بطرق سرية وكأنهم تحت يد هذه العصابة ولم يصلوا يوما إلى الأمان في داخل الأراضي التركية."

وأشار الى أن "أفراد ما يسمون تنظيم الدولة يدخلون ويخرجون من وإلى الرقة من تركيا بكل طمأنينة وراحة وعلاج المصابين من أفرادهم في المشافي التركية ليس سرا".حسب تعبيره.

أما عن الجريمة التي حصلت بحق الشابين وذبحهما داخل الغرفة التي يستأجرانها خلف بلدية أورفا فيقول مطر: "هي القشة التي قصمت ظهر البعير وأثبتت بمنتهى الوضوح أن كل من يخالف هذا التنظيم من وجهة نظره، فهو عدو وهدف محتمل، وبالتالي فإن استهداف الشباب العاملين ضمن حملة #الرقة_تذبح_بصمت، أمر متوقع تماما ذلك أن هذه الحملة كانت سباقة في فضح جرائمهم، وهي رسالة بالتالي إلى كل النشطاء الآخرين".

وأكد أن "توجيه أصابع الاتهام إلى عصابة داعش ليس من قبيل التنجيم، فهو إضافة إلى كونه يحمل بصماتهم الإجرامية، إلا أن التنظيم قد أعلن في إحدى تغريدات أفراده على توتير ما يشبه التبني الرسمي حين قال المدعو سراقة إنهم ذبحوا بصمت بسكين زرقاوية".

وأضاف: "لا أتوقع لمثل هذه الجريمة أن تثني ثوار الرقة عن وقوفهم في وجه عصابة داعش مثلما وقفوا في وجه عصابة الأسد".

الناشط السوري علوان زعيتر قال لـ"إيلاف" إنّ "ابراهيم عبد القادر وفارس الحمادي نشطاء من حملة الرقة تذبح بصمت كانا من اوائل النشاط في الحراك المدني للرقة من ايام تحريرها بعد سيطرة داعش على المدينة عملا في حملة الرقة تذبح بصمت".

وأوضح "تعرض حسابهم للقرصنة اكثر من مرة وتعرضوا للتهديد اكثر من مرة ولم يتوقفا عن نقل انتهاكات داعش في الرقة، آخر تغريدة لهم على التويتر تقول إنهما قد يتعرضان للموت".

وحمل الحكومة التركية مسؤولية ما جرى وحمل ايضا المنظمات الدولية مسؤولية عدم حماية النشاط والصحافيين".

وقال معبرا عن الخوف الذي يعتمره "اليوم ابراهيم وفارس، بتنا نتساءل من التالي غدا ؟".

وأضاف بحزن "ابراهيم عبد القادر الملقب بالباز الفراتي والباز هو نوع من الصقور، استطاع افاعي الدواعش النيل من صقر جرحته الغربة".