&يأتي اللقاء المرتقب بين نتنياهو واوباما بعد فتور كبير رافق العلاقة بين الرجلين على خلفية توقيع الاتفاق النووي، وفيما تعزز أميركا من تفوق اسرائيل العسكري في المنطقة، تخشى إنزلاق الأخيرة نحو الحرب مع طهران.


إيلاف – متابعة: يستقبل الرئيس الاميركي باراك اوباما في واشنطن، الاثنين المقبل، رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو، في قمة يُنتظر أن تُناقش اتفاقًا دفاعيًا ضخمًا، قد يساعد في تجاوز الخلاف العلني، والذي زعزع تحالفًا عمره عقود، لا سيّما على خلفية توقيع الاتفاق النووي مع ايران.

&
وبعد اشتباك سياسي حاد حول الاتفاق النووي الايراني المدعوم اميركيًا، سيناقش الزعيمان اتفاقية يتوقع ان تبلغ قيمتها 30 مليار دولار، وتشمل مجموعة من انظمة الاسلحة المتطورة، وفقًا لمسؤولين، فيما لن يتم وضع اللمسات النهائية على الاتفاقية خلال القمة، ولن تدخل حيز التنفيذ الا في العام 2017، وذلك بعد انتهاء الاتفاق القائم حاليًا.
&
التفوق العسكري
&
ولكن من المتوقع ان يناقش اوباما ونتانياهو الالتزامات التي قد تسمح لاسرائيل بالحصول على 33 مقاتلة من طراز اف 35 المتطورة، بالاضافة الى ذخائر عالية الدقة، فضلًا عن فرصة لشراء طائرات في 22 اوسبري، واسلحة اخرى مصممة لضمان تفوق اسرائيل العسكري على جيرانها، فمقاتلة اف 35، مثلًا، هي الطائرة الوحيدة القادرة على مواجهة منظومة صواريخ اس 300 ارض جو، التي قد تقوم روسيا ببيعها الى طهران.
&
وفي هذا السياق، أشار بعض المسؤولين الى ان اسرائيل قد تسعى لضمان عدم حصول حلفاء آخرين للولايات المتحدة في المنطقة على اف-35، فيما رفض البيت الابيض، حتى الآن، كل طلبات دول الخليج لشراء تلك الطائرات.
&
الإتفاق النووي
&
كما وعُرضت بعض الصواريخ الخارقة للتحصينات على اسرائيل، فيما حالت الخلافات، حول كيفية التعامل مع طهران، دون التفاوض على صفقة لبيع "مدفع المخترقات الضخم"، الذي يبلغ وزنه حوالى 13 طنا ويمكن استعماله لضرب المنشآت النووية الايرانية.
&
وقال مستشار الرئيس الاميركي، بن رودس: "هذا الامر لم يُثر في سياق مناقشات مذكرة التفاهم"، في اشارة الى الاتفاق النووي، المعروف رسميًا بمذكرة التفاهم.
&
ويقول خبراء عسكريون ان عدم امتلاك اسرائيل لصواريخ خارقة للتحصينات، حدّ من قدرة نتانياهو على شن عمل عسكري منفرد ضد ايران، فيما مُنحت واشنطن حق النقض على اي عمل عسكري من هذا النوع.
&
واوضح رودس ان الزيارة "ستكون فرصة للنقاش بهدف معرفة تقييم اسرائيل لتحدياتها الامنية وما تملكه من احتياجات متصلة، على غرار امور من قبيل اف 35 او امور مختلفة اخرى".
&
وخلال زيارته الاخيرة الى واشنطن في اذار (مارس)، كانت ابواب البيت الابيض مغلقة امام رئيس الوزراء الاسرائيلي، ورفض اوباما استقباله حينها، كما واعرب البيت الابيض عن استيائه، يومها، من قرار نتانياهو القاء خطاب في الكونغرس، بناءً على دعوة من الجمهوريين، وذلك بهدف تحريض المشرعين الاميركيين على التصويت ضد الاتفاق النووي الايراني.
&
هذا وينظر اوباما الى الاتفاق باعتباره انجازًا سيمنع ايران من الحصول على قنبلة نووية، فيما يعارض رئيس الوزراء الاسرائيلي علنًا وبشدة هذا الاتفاق، ويصفه بأنه "خطأ تاريخي صادم".
&
وسيلقي نتانياهو خلال زيارته كلمة في مركز التطوير الاميركي، وهو مركز ابحاث في واشنطن تربطه علاقات وثيقة بالبيت الابيض والحزب الديموقراطي، فيما دعا بعض المعلقين اسرائيل والولايات المتحدة الى وضع آلية تنفيذ مشتركة رسمية، وهي خطوة من شأنها ان تثير غضب طهران.
&
عملية السلام
&
وعلى وقع تصاعد العنف بين الاسرائيلين والفلسطينيين في الآونة الاخيرة، سيسعى اوباما ايضًا الى حض نتانياهو على اعادة الالتزام بعملية سلام تتمحور حول حل الدولتين، وكان البيت الابيض قد رد بحدة على كلام لنتانياهو، خلال حملته الانتخابية الربيع الماضي، عندما رفض بشكل واضح فكرة قيام دولة فلسطينية.
&
وقال منسق مجلس الامن القومي لشؤون الشرق الاوسط، روب مالي، ان اوباما يتطلع الى سماع اقتراحات من اوباما حيال كيفية المضي قدمًا بعملية السلام، واضاف: "الرئيس قال ان علينا الوصول الى تقييم واقعي حول الوضع النهائي الشامل خلال الفترة المتبقية من ولايته، وعلى الارجح قد لا يكون هناك مفاوضات جادة بين الجانبين"، وتابع: "في ضوء هذا الواقع الجديد، كيف سيكون التصور المقبل لرئيس الوزراء؟".
&