نصر المجالي: أثار فوز حزب&العدالة والتنمية،&التابع&للرئيس التركي رجب طيب إردوغان، الساحق&في الانتخابات التي جرت في أول تشرين الثاني (نوفمبر) الحالي،&مزيجًا من مشاعر الفرح والأمل من جهة، والقلق وخيبة الأمل من جهة أخرى.

ونتيجة للانتخابات، فقد استعاد حزب العدالة والتنمية (الإسلامي التوجه) أغلبيته المطلقة بعد الفوز ما سيمكنه من تشكيل الحكومة بمفرده ويعيد البلاد إلى حكم الحزب الواحد.

وكان الحزب حصل على نسبة 49.4 في المئة، ليشغل 316 من مقاعد البرلمان، البالغ عددها 550 مقعدًا، فيما حصل حزب "الشعب الجمهوري"، برئاسة كمال قليجدار أوغلو، على نسبة 25.22%من الأصوات. وحصل حزب "الحركة القومية" برئاسة دولت بهتشلي على نسبة 11.97% من الأصوات.

كما حصل حزب "الشعوب الديمقراطي" بزعامة صلاح الدين دميرطاش على& 10.34% من الأصوات. في حين حصلت الأحزاب الأخرى والمستقلون على 2.98% من الأصوات.

وأعادت مثل تلك النتائج كما يقول المحلل سونر كاغابتاي في معهد واشنطن للدراسات حالة "الخوف من عدم الاستقرار في تركيا تضاف اليها استراتيجية اردوغان الذي يقدم نفسه على انه الرجل القوي الذي يستطيع حمايتكم فاز".

وكان الوضع في تركيا توتر بشكل كبير من الانتخابات التشريعية التي جرت في السابع من حزيران (يونيو) الماضي، التي تمت اعادتها بانتخابات مبكرة بعد فشل تشكيل حكومة ائتلاف، وسط اتهامات لأردوغان من جانب أحزاب المعارضة بالوقوف وراء هذا الفشل.

استفتاء "إيلاف"

ومهما يكن من أمر، فإن سؤال استفتاء "إيلاف" كان للأسبوع الماضي ما إذا كانت نتائج الانتخابات التركية الأخيرة التي بلغت نسبة المشاركة فيها87.11% من إجمالي من يحق لهم التصويت من الناخبين رسخت (الحزب الواحد) أم أنها كانت (تعددية)، فكانت النتيجة لصالح أنها رسخت (التعددية) حيث صوت ما نسبته 70 % (2750 قارئاً) تأييداً لذلك، بينما قالت نسبة 30 % (1170) إنها رسخت الحزب الواحد.

وكنتيجة للانتخابات، فإن الرئيس التركي رجب طيب اردوغان يستعد لتشكيل حكومة يهيمن عليها بشكل مطلق بعد فوز حزبه الساحق في الانتخابات والطبع سيكون رئيس الحكومة زعيم الحزب أحمد داود أوغلو.

وكان مراقبون أجمعوا على تفسير فوز الحزب الاحد على انه تعبير للناخبين الاتراك عن رغبتهم في الاستقرار في بلد يواجه منذ نهاية الصيف تجددًا لاعمال العنف مع استئناف النزاع الكردي والتهديد (الجهادي) بعد الهجوم الانتحاري الذي اوقع 102 قتيل في انقرة قبل ثلاثة اسابيع.

انقسام

ولكن، يقول مراقبون من جهة أخرى، إنه أيًا كانت الاسباب والنتائج، فقد نجح الرئيس التركي، ونجح حزبه لكن الانتخابات المبكرة خلفت وراءها بلدًا منقسمًا على نفسه، نصف الاتراك يحبون اردوغان ويرون في عودته إلى الحكم نوعًا من&الاستقرار والاستمرار، ونصفهم الآخر يبغضه ويرى فيه مشروع (ديكتاتور) يشكل خطرًا على مستقبل تركيا الديمقراطية يتحتم كبح شططه، كما خلفت الانتخابات وراءها حالة من الاستقطاب الحاد بين الاكراد ومواطنيهم الاتراك، تتجسد في تجدد الحرب الاهلية التركية الكردية التي يسقط بسببها كل يوم المزيد من الضحايا، تعصف بوحدة البلاد، وتعيد قسمة المجتمع التركي إلى اتراك واكراد يشكلون نسبة مهمة من السكان.

ويشار إلى أن الأكراد في تركيا يتطلعون إلى نوع من الحكم الذاتي، كما حدث في العراق، وهم يحظون بدعم أميركي واضح لأنهم حاربوا (داعش) بضراوة وطردوه من مدينتي كوباني (عين العر) وتل الابيض على الحدود السورية ـ التركية.