نصر المجالي:&لاحظ مراقبون يتابعون الشأن التركي أن رجب طيب أردوغان المعروف على مدى السنوات الماضية بـ(الأنا) استدار 180 درجة لاستخدام مصطلح (نحن)، بعد فشل حزب العدالة والتنمية من تحقيق أغلبية برلمانية تؤهله لقيادة حكومة منفردة.&
وفي كلمة ألقاها، الخميس، خلال حفل تخريج طلاب أجانب بقصر للمؤتمرات في العاصمة أنقرة، أشار أردوغان إلى أن "على الجميع التخلي عن الأنا، وتشكيل حكومة في البلاد خلال أقصر وقت ممكن، ومواصلة المسيرة".
وأضاف "لا أحد يحق له أن يقول أنا مهما كان انتماؤه السياسي، يتوجب علينا أن نقول نحن".
ودعا الرئيس التركي جميع الأحزاب السياسية في بلاده إلى التفكير بهدوء من أجل تخطي المرحلة الحالية بأقل الأضرار، وتحمل المسؤولية من أجل مستقبل تركيا.
&
إرادة شعبية
وقال أردوغان إن نتائج الانتخابات التي جرت الأحد الماضي "تعكس الإرادة الشعبية، وأن على الجميع أن يبدي احترامه لقرار الشعب".
وأضاف أن النتائج "تشير إلى أن شعبنا أراد مشهدًا سياسيًا لا يتيح إمكانية تشكيل حزب بمفرده للحكومة"، متمنيًّا أن "تقرأ جميع الأحزاب السياسية هذا المشهد بشكل صحيح".
ومضى الرئيس التركي قائلًا: "هذا المشهد، الذي لا يتيح حكم حزب واحد، لا يعني أن تركيا ستبقى بلا حكومة. كانت تركيا، حتى يوم الانتخابات في مواجهة مشهد مختلف، وبدءًا من يوم الاثنين الماضي (عقب يوم الانتخابات) أصبحت في مواجهة مشهد آخر".
واستدرك بأنه "حتى نتمكن من تجاوز هذه المرحلة بأفضل شكل وبأقل الأضرار، أدعو جميع الأحزاب السياسية إلى التفكير بهدوء وتحمل المسؤولية من أجل مستقبل البلاد".
وتابع بالقول "لن نسمح لأي مستجد على الصعيد السياسي بأن يصل إلى حجم يهدد مكتسبات تركيا". وشدد الرئيس التركي على أنه سيؤدي جميع المهام التي ألقاها الدستور على عاتقه كرئيس للجمهورية خلال المرحلة الحالية.
وأعرب عن اعتقاده بأن جميع الأحزاب السياسية الممثلة في البرلمان ستستخدم خياراتها، ضمن الحدود المنصوص عليها في الدستور والقانون، من أجل الحل وليس من أجل إثارة أزمة.
&
لا انتخابات مبكرة&
وإلى ذلك، أوضح زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" في تركيا، صلاح الدين دميرطاش، أن جر البلاد لمناقشة اجراء انتخابات مبكرة بسرعة، لا يعود بالفائدة على أحد.
وأكد دميرطاش في تصريحات صحفية، أن حزبه (غالبية أعضائه من الأكراد) يؤيد تشكيل حكومة ائتلافية، منوهًا أن المباحثات لتشكيلها ينبغي أن تكون بين الأحزاب، وليس تحت سقف رئاسة الجمهورية.
&ولفت دميرطاش أن معارضتهم للانتقال إلى النظام الرئاسي في البلاد، غير نابعة من مسألة شخصية، أو عداوة خاصة تجاه رئيس الجمهورية، رجب طيب أردوغان.
وفي ما يتعلق بالدعوات لحزبه لتوجيه نداء إلى منظمة "بي كا كا" الإرهابية للتخلي عن السلاح، ذكر دميرطاش أن الشخص المخول لتوجيه مثل هذا النداء، زعيم المنظمة عبدالله أوجلان، و"هو مستعد لذلك، ويترقب في جزيرة إيمرالي" ( حيث يقضي عقوبة السجن المؤبد منذ عام 1999).&
وفي الأخير، أكد دميرطاش ضرورة استمرار مسيرة السلام الداخلي (الرامية لانهاء الارهاب وإيجاد حل جذري للمسألة الكردية)، وتبنيها من قبل الحكومة الائتلافية المنتظرة، منوهًا باستعداد حزبه لتقديم كافة أنواع الدعم لانجاح جهود السلام. &
&
التعليقات