نفى قادة في الجيش السوري الحر زيارة قام بها ممثلون عن الثوار إلى موسكو، وقالوا إن ما يذكر في وسائل الإعلام الروسية عن زيارات جديدة وترتيبات لاجتماع في موسكو هو "محض شائعات"، وأكدوا لـ"إيلاف" أن الروس والنظام السوري ينشرون مثل هذه الشائعات ليثيروا الفتنة بين الفصائل العسكرية المعارضة ولزعزعة صفوفهم، ولفتوا إلى أن للفصائل موقفًا موحدًا من التحركات السياسية الدولية الأخيرة ومن لقاء فيينا المقبل.


بهية مارديني: نفت نغم الحافظ نائب القائد العام لغرفة عمليات دمشق وريفها للشؤون الخارجية "أية زيارة لموسكو أو أي اتصال مع الجانب الروسي". وقالت لـ"إيلاف": "أرفض رفضًا قاطعًا أي حوار مع الروس، لأنهم قتلة أهلنا وشعبنا، وهم الساعد الأيمن للنظام السوري، عبر شقي الفيتو والتسليح". وأضافت "كأن لم يكفهم كل ذلك، بل عمدوا إلى التدخل العسكري المباشر وقتل المدنيين السوريين".

تجميل خارجي
وأشارت إلى أن لغرفة عمليات دمشق وريفها "موقفًا موحدًا وفاعلًا، وينبع من قوتها على الأرض". واعتبرت أن هناك ما يحاك ضد الشعب السوري مجددًا. وقالت إن "الأجندة المشبوهة هي الإبقاء على الدولة العميقة والقبضة الأمنية، ولكن بنكهة أخرى ووجوه أخرى، وهذا الذي نرفضه رفضًا قاطعًا، وأيضًا نرفض منع وصول الأكثرية من شعبنا السوري إلى سدة الحكم في سوريا، وهي الخطة التي تطرق إليها سيرغي لافروف وزير خارجية روسيا& بشكل واضح".

وأضافت "روسيا عدوة حرية الشعب السوري، وليست من يقرر ويحسم اختيار من يحكمه، ونوع الحكم فيه، ومن يمثله، لا للجمهورية الوراثية، لا لعائلة الأسد، وكل من يدور في فلكها".

ورفضت الحافظ القائمة السياسية والعسكرية، التي يحاول الروس فرضها، والتي تم تسريب شقها السياسي أخيرًا. وقالت إن الأسماء الواردة فيها لا تمثلنا، وشددت على أن " هناك أسماء وهامات وطنية شريفة هي التي تمثل شعبنا ومصالح ثورتنا، ويراد لها الإقصاء والتهميش، كي تمرر الأجندات المشبوهة".

قوة الوحدة
من جانبه أكد كرم خليل المنسق في الجيش السوري الحر لـ"إيلاف" أن "الجيش السوري الحر ليست لديه قيادة واحدة، وإنما هو مجموعات منظمة تحت قيادات مختلفة، تتبع ككل مجموعة قائدها الخاص. ونشأت في ما بين هذه المجموعات أنواع من التنظيم والتخطيط والعمل المشترك، وتحول ذلك في ما بعد إلى تحالفات، لتندمج بعض الفرق مع بعضها، لكن من دون إمكان تحقيق قيادة واحدة للجميع. وهنا يقع اللوم على المجتمع الدولي، وعلى وجه الخصوص العربي، وعلى المعارضة السياسية والعسكرية السورية، بأنه يجب عليها أن تتوحد تحت قيادة وتشكيل واحد".

واعتبر خليل أن "ذلك لم يحصل بسبب اختلاف الآراء والإيديولوجيات واختلاف الجهات الداعمة أيضًا، والتي لبعضها مشاريع خاصة بمستقبل سوريا". اجتماعات فيينا الأخيرة بين الفرقاء الدوليين، اضافة الى كل التحركات السياسية، كان للفصائل العسكرية للجيش الحر موقف منها وشروط لها ومحددات.

ويؤكد خليل ان "اجتماعات فيينا والمبادرة الاخيرة التي جمعت الدول الداعمة للثورة والدول التي تقف من النظام كانت مميزة في هذا الطرح، إضافة إلى إجماع المعارضة السياسية والعسكرية للمرة الأولى على موقف موحد بين الشق السياسي وكل تشكيلات الثورة العاملة بشكل فعلي على الأرض، ليكون موقفا واحدا في لقاء فيينا المقبل، لان& الجيش السوري الحر مهمته عسكرية بحتة في حماية الأرض السورية، من التقسيم وحماية المدنيين، لكنه يؤمن في الحل السياسي، لإيجاد مخرج للأزمة السورية وضرورة المرحلة أوجبت توحيد الصف بين السياسيين والعسكريين".

نقاط إجماع
وحول رؤية غالبية الفصائل المقاتلة في الحل السياسي، يرى خليل ان "هناك من الإجماع على بعض الاطر الاولى السياسية". وقال إن "الحل الحالي يتمثل في تشكيل مجلس عسكري وطني ومهني مشترك، يشرف على مراقبة سير العملية السياسية الانتقالية، ويكون حياديًا تجاهها، تخضع له كل القوات العسكرية والامنية من دون استثناء، وضمانات دولية برحيل بشار الاسد والصف الاول، اضافة الى ضمان دولي لتحقيق العدالة الانتقالية، ومحاسبة كل من اجرم بحق الشعب السوري".

ونفى خليل بشكل قاطع أية زيارة الى موسكو، معتبرا أنه من السهل ان تستضيف موسكو أي شخص، وتقول في إعلامها إنه هو من يمثل الجيش الحر، الا ان هناك اجماعا من الفصائل العسكرية على رفض الزيارة، وأكد فشل موسكو في بث الزعزعة بين صفوف الجيش الحر. وشدد على أن "الجيش السوري الحر لم يذهب ولن يذهب الى موسكو، ومن يزورها لا يمثل الا نفسه".