جبل سنجار: استعادت القوات الكردية العراقية (البشمركة) اليوم الخميس عددا من القرى المحيطة بمدينة سنجار، حيث تشن هجوما كبيرا على تنظيم الدولة الاسلامية لاستردادها وقطع خط اساسي لامدادات الجهاديين يصل الى سوريا.

وتقع سنجار على خط اساسي لامدادات تنظيم الدولة الاسلامية يربط بين الموصل معقله في العراق وسوريا، حيث يسيطر على مناطق واسعة. وسيشكل قطع هذا المحور ضربة كبرى للجهاديين في مجال نقل المقاتلين والمعدات بين شمال العراق وسوريا.

وقال اللواء هاشم سيتايا احد ضباط البيشمركة ان "القوات الكردية استعادت عددا من القرى المحيطة بالمدينة من الجانب الشمالي". وتمثل استعادة سنجار التي سيطر عليها تنظيم الدولة الاسلامية قبل عامين، وشن حملة قتل وحشية واستعباد واغتصاب للنساء الازيديات، انتصارا يرتدي طابعا رمزيا كبيرا.

وقال اللواء عز الدين سعدون لوكالة فرانس برس ان "الهجوم بدأ في الساعة السابعة (4,00 تغ) وهناك تقدم لقوات البيشمركة من محاور عدة لتحرير مركز قضاء سنجار".
وتصاعدت اعمدة الدخان من مباني المدينة بعد توجيه ضربات جوية من قبل طائرات التحالف الدولي، وعمليات قصف ترافقها على مواقع الجهاديين، بحسب مراسل فرانس برس.

وقال مجلس امن اقليم كردستان ان عدد المشاركين في العملية يصل الى 7500 مقاتل كردي، موضحا انها تهدف الى "اقامة منطقة عازلة لحماية (المدينة) وسكانها" من القصف المدفعي.

- عملية "لعزل الموصل" -
واوضح& المتحدث باسم التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الكولونيل ستيف وارن ان "هذا جزء من عملية عزل الموصل المعقل الرئيس للتنظيم في شمال البلاد"، مشيرا الى ان "مدينة سنجار تقع على الطريق السريع 47 وهو طريق رئيس ومهم للامدادات" لانه يربط الموصل بسوريا.

واضاف ان "السيطرة على سنجار ستمكننا من قطع خطوط الاتصال، ونعتقد ان ذلك سيسمح بتحجيم قدرتهم على الحصول على الامدادات (...) وسيشكل خطوة مهمة في نهاية المطاف لتحرير مدينة الموصل".

لكن طرد المقاتلين ليس العائق الوحيد الذي يقف امام العملية، اذ يتوجب عليهم ازالة المئات من العبوات الناسفة والتعامل مع المنازل المفخخة ضمن شبكة دفاعية اقامها التنظيم منذ اكثر من عام للسيطرة على المدينة. وتاتي عملية سنجار بينما يواجه تنظيم الدولة الاسلامية ضغوطا في في مناطق اخرى في العراق وكذلك في سوريا.

وقال وارن ان العمليات المتفرقة ضد التنظيم في البلاد "ستشل العدو، وتجعله امام قرار صعب في توجيه تعزيزاته". ويشير الضابط الاميركي الى تعدد الجبهات القتالية ضد التنظيم في الوقت الحالي، والتي تشمل الرمادي وبيجي، التي تعرض التنظيم فيها الى هزيمة كبيرة. وبعد سيطرة التنظيم على مدينة الموصل توجه جنوبا الى بغداد في حملة واسعة في منتصف العام الماضي. كما هاجم قوات البيشمركة، ما دفعها الى الانسحاب الى داخل اقليم كردستان العراق.

واستولى تنظيم الدولة الاسلامية على سنجار في آب/اغسطس 2014 وارتكب تجاوزات عديدة بحق الاقلية الايزيدية الدينية التي كانت تعيش فيه. وفر الاف الازيديين الى جبل سنجار، الذي يطل على المدينة، وواجهوا حصارا من قبل مقاتلي تنظيم الدولة الاسلامية.

وشكل هجوم التنظيم ضد الايزيديين في صيف 2014، احد الاسباب المعلنة لبدء الضربات الجوية الاميركية ضده في العراق، والتي توسعت لاحقا لتشمل مواقعه في سوريا ضمن ائتلاف يضم دولا غربية وعربية.

واتاح الدعم الدولي لقوات البشمركة استعادة السيطرة على اراضي واسعة من الجهاديين، وتمكنوا خلالها التمركز في جبل سنجار الواقع على طرف المدينة لاشهر عدة، والتي يفصلهم عن المسلحين نحو خمسين مترا. وقال وارن "هذا في الواقع ما نسعى الى تحقيقه. لدينا قوات للعدو تتمركز في البلدات الواقعة جنوب سنجار، ونحن سنعمل على عزل هؤلاء بالنيران"، مشيرا بذلك الى الغارات الجوية.