أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون ضرورة توحيد الجهود لمكافحة الإرهاب وذلك في أول لقاء بين الجانبين منذ عام تقريبا.


نصر المجالي: قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إنه مستعد للتوصل لحلول وسط مع روسيا من أجل هزيمة ما يعرف بتنظيم "الدولة الإسلامية".

وقال بوتين لكاميرون خلال لقائهما يوم الإثنين على هامش قمة مجموعة العشرين المنعقد في تركيا "إن الأحداث التراجيدية الأخيرة في باريس تثبت أن علينا التعاون وتنسيق جهودنا لمكافحة الإرهاب وهذا الشر كان أمرا ضروريا منذ زمن بعيد، ونضطر جميعا إلى ذلك حاليا".

وشكر بوتين رئيس الوزراء البريطاني في هذا الصدد على تسليم معلومات استخباراتية للجانب الروسي ذات صلة& بحادث تحطم الطائرة الروسية فوق سيناء، نهاية الشهر الماضي، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن العلاقات بين موسكو ولندن لا تعيش أحسن أوقاتها في المرحلة الراهنة.

آلية التعاون

وقال الرئيس الروسي إن المطلوب، في رأيه، إحياء آلية التعاون في مختلف الاتجاهات التي تم استحداثها بين البلدين سابقا، ومنها عبر اللجنة الحكومية المشتركة من أجل رسم خطط تفاعل مستقبلية محددة بينهما.

وقالت وكالة (سبوتنيك) نقلا عن مصادر في الوفد الروسي المرافق للرئيس الروسي إن بوتين وكاميرون تطرقا أيضا خلال لقائهما، اليوم، إلى موضوع التسوية السورية على ضوء التفاهمات التي توصل إليها المشاركون في اللقاء الدولي في فيينا حول سوريا.

يذكر أن مكتب رئيس الوزراء البريطاني ذكر سابقا أن كاميرون ينوي خلال مباحثاته مع بوتين وغيره من زعماء "مجموعة العشرين" مناقشة بحث موضوع أمن النقل الجوي.

خلافات

ودعا كاميرون عقب اللقاء إلى التعاون مع روسيا في المجالات التي يوجد تفاهم بشأنها بين البلدين، مشيرا في ذات الوقت إلى وجود "خلافات كبيرة مع بوتين حول أوكرانيا وسوريا".

وأشار رئيس الوزراء البريطاني في مؤتمر صحافي يوم الاثنين إلى انحصار الخلافات بشأن مصير الرئيس السوري بشار الأسد.

وقال: "كانت هناك خلافات كبيرة بين هؤلاء الذين كانوا يعتقدون بضرورة رحيل الأسد فورا، وأولئك الذين دعموه ويواصلون دعمه مثل الرئيس بوتين"، مضيفا: "أعتقد أن الخلافات قلت. وآمل في أننا سنتمكن من تقليلها أكثر في المستقبل، إلا أن ذلك يتطلب تنازلات من الجانبين".

لا عمليات مشتركة

من جانبه أعلن المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف أن بوتين وكاميرون لم يبحثا خلال لقائهما في أنطاليا إجراء عمليات مشتركة ضد "داعش" في سوريا، مشيرا إلى أن المباحثات تناولت الوضع في سوريا وآفاق التسوية السياسية.

وأكد بيسكوف عدم وجود موقف موحد للغرب بشأن مكافحة الإرهاب، قائلا: "ممكن القول إن هناك تفاهمًا لضرورة التعاون، إلا أنه لا يمكن التوصل إلى اتفاقات بين روسيا والغرب، لأن لا يوجد مثل هذا المفهوم، لأن لكل دولة موقفها بشأن مختلف جوانب قضية مكافحة الإرهاب. وإن كنتم تعتقدون أن الغرب موحد في مواقفه مئة في المئة فإنكم مخطئون".

وأضاف المتحدث باسم الكرملين أن بوتين وكاميرون بحثا كذلك عملية مينسك لتسوية الأزمة الأوكرانية على خلفية سريان مفعول اتفاقية الشراكة بين أوكرانيا والاتحاد الأوروبي.

وأعرب المتحدث باسم الكرملين عن ارتياح موسكو في أن لندن أبدت اهتمامها باستئناف العلاقات الطبيعية المتبادلة النفعة مع روسيا، رغم بقاء الخلافات بين الجانبين.