دفعت هجمات الجمعة الدامية في باريس في 13 تشرين الثاني/نوفمبر مجموعة انونيموس الى انتاج عدد من اشرطة الفيديو ونشرها على اليوتيوب، وتوعدت فيها بالانتقام لضحايا الهجمات.

ونرى في الفيديو صورة كرة ارضية بلون اخضر تقريبًا، وهي تدور على خلفية بلون اسود ترافقها موسيقى حربية وحماسية، ثم يظهر على الشاشة شعار انونيموس ونرى بعدها شخصاً يرتدي قناع الجماعة المبتسم الشهير ويجلس الى طاولة، ويقول بصوت حربي، "هذه اهم عملية تنفذ على الاطلاق" ضد ما يدعى بالدولة الاسلامية التي اعلنت مسؤوليتها عن هجمات باريس.

الجماعة

وانونيموس كما هو معروف مجموعة قراصنة على الانترنت ينشطون منذ عشر سنوات تقريبًا، وهم يختارون المعارك التي يريدون خوضها وفقًا لمعايير خاصة بهم.

ومعروف ايضًا عن الجماعة انها منظمة لا مركزية تمامًا، وليس لها متحدث رسمي ومن الصعب جدًا معرفة مصدر اشرطة الفيديو التي تنشرها.

ونشر شريط الفيديو هذه المرة على قناة دارك فادور التي لم تشر في أي وقت سابق الى انها على صلة بالجماعة.

نشر شريط فيديو آخر في 13 تشرين الثاني/نوفمبر على قناة يوتيوب انونيموس فرنسا راح يروي تسلسل احداث يوم الجمعة ويربط بينها والهجوم على مجلة شارلي ايبدو.

اسم صاحب الفيديو Mr18Hocker ويقول إنه من جماعة انونيموس منذ 2012 ووصف الهجمات بالمقززة والصادمة، وقال "لا يمكننا الخضوع" و"من واجبنا التحرك".

عمليات سابقة

قد تبدو عمليات قرصنة وهجمات على الانترنت بسيطة وضئيلة مقارنة بالمجزرة التي وقعت الجمعة غير ان الانترنت تمثل في الواقع احدى دعامات الاتصال بالنسبة لتنظيم داعش الذي يستغل مواقع التواصل الاجتماعي للتجنيد وكسب المتطوعين والدعاية وللارهاب ايضا.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية السابقة هيلاري كلنتون يوم الاحد "داعش هي اول جماعة ارهابية تتغذى على الانترنت".

وليس هذا اول تهديد من انونيموس ضد الدولة الاسلامية، ففي كانون الثاني/يناير الماضي اعلنت الجماعة عن نيتها الرد على الهجوم على شارلي ايبدو والهجمات الاخرى وبدأت عملية تحمل اسم #OPCharlieHebdo

حيث كشفت عن عشرات الحسابات التي يملكها اشخاص قريبون من الارهابيين على موقع تويتر، كما اغلقت مواقع مقربة من الجهاديين لا سيما تلك التابعة لأنصار الحق، والتي كانت تنشر دعاية باللغة الفرنسية. وكان هدف انونيموس تخريب اتصالات الارهابيين حتى لو ادى ذلك الى تعقيد عمل المحققين علمًا ان المجموعة لا تريد التعاون مع هؤلاء على الاطلاق.

وفي آذار/مارس الماضي، تم الكشف عن 9200 حساب على تويتر مرتبط بتنظيم داعش، وكان من المعتقد ان جماعة انونيموس كانت وراء ذلك، ولكن ظهر لاحقا ان المسؤول شخص يدعو نفسه Xrsone وهو غير مرتبط بالمجموعة.

احدى الطرق التي تستخدمها انونيموس ايضًا تعتمد على إغراق قنوات الدعاية الخاصة بتنظيم داعش، وتظهر فيها صورة انثى ترتدي قناعًا وملابس سوداء مثل ملابس داعش وتحمل اسم التنظيم وتقوم بتقطيع بطيخة حمراء والهدف منها التشويش على دعاية داعش ومنعها من استخدام الانترنت.

لكن دراسة صدرت عن معهد بروكنجز في آذار/مارس الماضي، ذكرت أن مثل هذه الاجراءات ليست ذات فعالية كبيرة.

استهدافات أخرى

لا تستهدف جماعة انونيموس الارهاب الاسلامي وحده، بل هناك جماعات اخرى مثل منظمة كو كلوكس كلان (K.K.K) في الولايات المتحدة، وهي منظمة عنصرية تعتبرها الجماعة فاشية هدفها نشر الكراهية. واعلنت انونيموس في 28 تشرين الاول/اكتوبر 2015 ان هذه المنظمة تتصرف مثل تصرف الارهابيين ما يعني انه يجب اعتبارها كذلك.

وخصصت انونيموس عملية تحمل اسم &opKKK لهذه المنظمة، واعلنت نشر اسماء 1000 من اعضائها غير أن اللائحة تضمنت معلومات خاطئة ومضللة ولم يكن لها الاثر المطلوب.

بين اهداف انونيموس الاخرى كنيسة السيانتولوجيا ووزارة الدفاع السورية والانتربول وحتى مواقع حكومية صينية وكنيسة ويستبورو المعمدانية، وهي جماعة دينية اميركية معروفة بمواقفها المناهضة للمثليين والساميين والسياسيين.