&أثارت المواقف، التي نُسبت إلى مفتي أستراليا حول اعتداءات باريس، زوبعة من ردود الفعل، وقد وصلت إلى حدود المطالبة بمراقبته أمنيًا، فيما أشارت بعض المعطيات إلى تحريفٍ في ترجمة بيانه من العربية إلى الإنكليزية، لا سيّما وأن المفتي عاد وأكد رفضه وتجريمه لممارسات داعش.&
إعداد عبد الإله مجيد: خرج مفتي استراليا، ابراهيم أبو محمد، عن صمته بعد موجة الانتقادات التي انهالت عليه بسبب موقفه من اعتداءات باريس، مقارنًا نفسه بالأنبياء الذين تعرضوا للسخرية في البداية، وتحديدًا النبي عيسى. &
&
وحاول المفتي أن يوضح تصريحاته التي أشار فيها إلى أن العنصرية والاسلاموفوبيا تتحملان قسطًا من المسؤولية في اعتداءات باريس، كما افادت صحيفة الديلي تلغراف الاسترالية. &
&
واكد المفتي انه أدان مرات متكررة اعمال تنظيم داعش، لكنه يرى ان الوقت قد حان "للتحليّ بشجاعة كافية" وتحليل الأسباب المحتملة التي تدفع الارهابيين الى هذه الأعمال، وليس الاكتفاء بإدانتها. &
&
السخرية والأنبياء&
&
وقال الدكتور ابو محمد، في مقابلة اذاعية أُجريت معه من خلال مترجم، إن ادانة داعش بالأقوال فقط ليس كافيًا، وضحك المفتي على دعوة عضو مجلس الشيوخ الاسترالي، جاكي لامبي، الى ربط جهاز إلكتروني بجسمه لمراقبة تحركاته، وقال ان الأنبياء والرسل العظام، بمن فيهم النبي محمد، تعرضوا لسخرية اقوامهم في زمنهم، وأضاف: "اذا نظرنا الى يسوع عيسى المسيح، فإن قومه أيضًا سخروا منه". &
&
وكشف المفتي انه كان مستهدفًا من داعش، وقال: "انا أيضًا في مرمى داعش، فقد أقدموا على اعلاني مرتدًا، وأعدوا شريط فيديو يحاول تصويري بشكل لا انساني للغاية"، محذرًا من ان نار جهنم تنتظر كل من يقاتل إلى جانب هذا التنظيم، وأضاف: "المسلمون وغير المسلمين في استراليا يعيشون في ظل قيم واحدة، ويحتاجون الى التواصل والعمل في ما بينهم".
&
تحريف
&
وتأتي تصريحات المفتي الأخيرة، وسط اشارات الى ان بيانه الأصلي ترجمه مستشاروه، الذين ربما حرفوا وجهة نظره، فيما يتساءل قادة مسلمون في استراليا عن دور كبار مستشاري المفتي ابراهيم ابو محمد الذين يعتمد عليهم لترجمة تصريحاته وبياناته من العربية الى الانكليزية.
&
وقال الدكتور أمير علي، الرئيس السابق لاتحاد المجالس الاسلامية في استراليا، إن مشكلته مع المفتي هي "انه لا يستطيع التواصل بالانكليزية، وهذا يعني ان عليه الاعتماد على المحيطين به".&
&
&غير الحكيم
&
وكان بيان المفتي الأصلي اثار موجة من الغضب لأنه بدا وكأنه يحمل العنصرية والاسلاموفوبيا قسطًا من المسؤولية عن اعتداءات باريس، ولكن بعد ساعتين على صدور صحيفة الديلي تلغراف الاسترالية صباح الأربعاء بعنوان رئيسي على الصفحة الأولى يشجب "المفتي غير الحكيم"، سارع ابو محمد الى ادانة الاعتداءات على موقع "فايسبوك"، ووصفها بأنها "جريمة بحق الدين"، وأكد في احدث تصريح له أن "لا شيء يبرر ازهاق أرواح بريئة".
&
وكانت عضو مجلس الشيوخ الاسترالي المستقلة، جاكي لامبي، قد دعت الى ربط اجهزة الكترونية على معاصم اللاجئين السوريين القادمين الى استراليا، وقالت إن المفتي "لا يساعد الوضع"، واقترحت ان يكون المفتي من منّ يُربط بجسمه مثل هذه الأجهزة، فيما سخر المفتي من المقترح، وحين سُئل ما رأيه بالمانشيت الذي صدرت به صحيفة الديلي تلغراف، قال: "ضحكتُ وضحكت"، مشيرًا الى السخرية التي تحملها الأنبياء.&
&
مآرب خاصة
&
وأدت الضجة التي اثارها تخلف المفتي عن ادانة الاعتداءات فورًا، الى مخاوف ابداها قادة المسلمين في استراليا من تأثير مستشارين كبار على المفتي المولود في مصر، فيما افادت بعض التقارير بأن المفتي أُصيب بالتسمم نتيجة تناوله طعامًا فاسدًا خلال انتخابات مجلس الأئمة الاسترالي، وانه لم يطلع على البيان النهائي.&
&
وادان المفتي اعتداءات باريس من خلال المجلس وأملى بنص ذلك في البيان الصحفي، لكن مترجمه كان خارج استراليا وأُنيطت ترجمة البيان الى الانكليزية بمستشاريه، الذين ربما "كانت لديهم مآرب خاصة"، بحسب ما أوضح رجل دين كبير.&
&
يُذكر بأن المفتي غاب عن القداس الذي أُقيم على ارواح ضحايا الاعتداءات بسبب المرض، وقد انتدب لهذه الغاية مُمثلًا عنه. &
&
التعليقات