لندن: دعت رئيسة "مجلس المقاومة الإيرانية" مريم رجوي جميع المسلمين وخاصة في فرنسا وأوروبا إلى الإصطفاف في جبهة ضد الإرهاب والتشدد تحت غطاء الإسلام ورفضت دعوات غربية للتعاون مع الاسد للقضاء على تنظيم داعش.

وقالت رجوي خلال حفل تأبين لضحايا اعتداءات باريس بحضور شخصيات فرنسية وزعماء المسلمين في فرنسا وقادة من المعارضة الإيرانية مساء أمس "إن ضمير البشرية جريح من البربرية التي قتلت 130 انسانا فرنسيا اعزل واصابة 350 اخرين بأسم الله والدين مؤكدة أن الشعب الإيراني يرى نفسه شريكا في مصيبة الفرنسيين".

وأضافت أن عناصر منظمة "مجاهدي خلق" الإيرانية بمخيم ليبرتي - الحرية في بغداد قد تعرضوا مؤخرا لقصف صاروخي من قبل عناصر النظام الإيراني ما ادى إلى مصرع 24 من رفاقهم ولايزال مخيمهم شبه مدمر ولم يتم ترميمه ولكنهم أكدوا إن قلوبهم تنبض مع الفرنسيين وقد انشدوا وسط الدمار الحاصل نتيجة القصف بجوار العلمين الفرنسي والإيراني نشيدي "المارسيز" ويا إيران الوطن الذاخر باللآلي".

وأكدت أنه لا أحد في إيران اليوم يشعر بآلام الشعب الفرنسي أكثر من ضحايا المتطرفين الإسلاميين وأبناء الشعب الإيراني وقالت "نحن المسلمون الديمقراطيون الضحايا الرئيسيون لهذه الظاهرة الخبيثة حيث ان نيران التطرف المغطى بالإسلام التي اندلعت في إيران عام 1979 مع وصول خميني للحكم قد حصدت حتى الآن أرواح 120 ألفا من المعارضين السياسيين في إيران".

وأشارت رجوي إلى أنّ الارهابيين لم يستهدفوا أرواح الفرنسيين فقط وانما ايضا تسامح المجتمع الفرنسي والتعايش القائم على الصداقة واحترام أصحاب الثقافات والعقائد المختلفة فهجماتهم أكدت أن هناك اصطفاف يقف في طرف منه الداعون إلى الديمقراطية وفصل الدين عن الدولة وهم مسلمون أصحاب التسامح والديمقراطية وفي الطرف المقابل تقف جبهة الاستبداد والشقاء والتحجر..داعش وبشار الأسد وملالي إيران في هذه الجبهة.

وعن الاوضاع في سوريا قالت ان استمرار حكم الأسد يعني استمرار تشرد المواطنين السوريين وتدفق ملايين اللاجئين إلى أوروبا كما يعني الإبقاء على حاضنة داعش فهناك طرفان يخسران كثيرا من تنحية بشار الأسد: داعش التي تفقد بيئتها الحياتية والطرف الآخر هو نظام طهران الذي تنهار جبهته الاقليمية. واوضحت ان هناك من يقول يجب التعاون مع الأسد للقضاء على داعش ولكن يجب عدم نسيان أن بشار هو الذي قتل 300 ألف سوري ومنذ البداية كان وجود داعش معتمدا على وجود بشار الأسد والنظام الإيراني وفي غضون هذه الأيام قال وزير الخارجية الأميركي جون كيري إن الأسد والمالكي تعمدوا في إطلاق سراح 2500 سجين من المتطرفين لتتشكل مجموعة داعش.

وشددت على أن التطرف تحت لواء الإسلام لا يمت للاسلام بصلة بل هو ضد السنة النبوية والإرهاب والديكتاتورية هي ضد الإسلام وكل شيء ينتهك حرية الشعب وينكر مساواة المرأة مع الرجل فهو ضد الإسلام حيث انه أكبر ظلم بحق الإسلام والمسلمين عندما ينسب القتلة هجماتهم إلى الإسلام ولذلك يجب تجنب شيئين يريدهما داعش: الصاق هذه الهجمات إلى الإسلام والشيء الثاني لامبالاة المسلمين.

ونوهت قائلة "ان نضالنا نحن المسلمين الديمقراطيين هو العامل الأكثر فاعلية لإزالة التطرف الإسلامي كخطر عالمي وعلى هذا الأساس واني وبصفتي امرأة مسلمة وباسم مقاومة الشعب الإيراني أؤكد ان كارثة 13 نوفمبرهي مجزرة بحق أناس عزل باسم الإسلام لكن المسلمين الديمقراطيين يقفون بجانب فرنسا في محاربتها لتنظيم داعش ودعوتها لسقوط بشار الأسد حيث ان محاربة داعش لاتؤدي إلى نتيجة بدون اسقاط الأسد.. فالتطرف تحت لواء الإسلام سواء في رداء الشيعة وولاية الفقيه أو في رداء السنة وداعش هو عدو المسلمين والبشرية وقلبه في طهران في ظل حكم النظام الفاشي الديني".

وحضر هذه المراسم عدد من الشخصيات السياسية الفرنسية والمدافعين عن حقوق الانسان ومنتخبي المواطنين الفرنسيين وشخصيات دينية من المسلمين الفرنسيين حيث تحدث خلال ذلك كل من اينغريد بتانكورد مرشحة الرئاسة الكولومبية السابقة وآلن فيفن وزير فرنسي سابق وسيلفي فاسيه وجون كلود جوغوده وبرونو ماسه من أعضاء مجلس محافظة والدواز ورؤساء مناطق مختلفة وجان بير بيكه عضو سابق في مجلس المحافظة وخليل مرون رئيس جامع ايفري وتوفيق سبتي مساعد رئيس مجلس المسلمين في فرنسا وحليمه بومدين عضو سابق في مجلس الشيوخ الفرنسي وبلال بلي موكونو الشاهد الذي اصيب بجروح هجوم باريس بالاضافة إلى بائولو كاساكا عضو سابق في البرلمان الأوروبي.

وقد تم وضع أكاليل من الزهور على نصب ضحايا عملية13 نوفمبر بباريس وإطلاق رمزي لـ 130 حمامة تمثيلا لـ130 شخص راحوا ضحية التطرف والإرهاب .. كما تم عرض فلم قصير عن حفلة اقيمت في مخيم ليبرتي تخليدا لذكرى ضحايا كارثة 13 نوفمبر فيما قدم محمد شمس قائد اوركسيترا وحميد رضا طاهر زاده من الفنانين الأعضاء في المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قطعاً من الموسيقى احتفاءا بأرواح الضحايا.