في تصريحات حملت رسالة تراجع، قال الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، إنه لو كانت أنقرة على علم بأن الطائرة روسية، لكانت تصرفت حيالها بشكل مختلف و"حذرناها بشكل مختلف"، وتزامناً أعلنت وزارة الدفاع الروسية أنه تم القضاء على (الإرهابيين) المتواجدين في المنطقة التي تم إنقاذ الطيار فيها.


نصر المجالي: قال الرئيس التركي، الخميس، إنه عرض على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عقد لقاء معه في باريس على هامش قمة المناخ في& 30 من الشهر الجاري.

وأضاف في لقاء مع "فرانس 24" أن الجانب الروسي لم يعط موافقته حتى الآن. وفي وقت سابق& أكد المتحدث باسم الكرملين ديميتري بيسكوف أنه لا يجري حاليا التحضير للقاء يجمع الرئيس الروسي بنظيره التركي على هامش قمة المناخ.

وكان أردوغان تحدث في اللقاء نفسه أنه حاول مرارا الاتصال بالرئيس بوتين عقب حادث إسقاط القاذفة الروسية في سوريا، إلا أن محاولاته لم تكلل بالنجاح.

القضاء على إرهابيين

على صعيد متصل، أعلن اللواء إيغور كوناشينكوف، الناطق الرسمي باسم وزارة الدفاع الروسية، اليوم الخميس، أنه تم القضاء على الإرهابيين المتواجدين في المنطقة التي تم إنقاذ الطيار الروسي فيها.

وأكد كوناشينكوف، أن عملية مطاردة ملاح طائرة "سوخوي 24" الذي أسقطت طائرته فوق الأراضي السورية، من قبل مقاتلات تركية، قام بها مقاتلون معهم معدات حديثة.

وقال كوناشينكوف:& "أريد أن أؤكد، بالإضافة أيضاً لمجموعات بحثنا في المنطقة، قامت مجموعات أخرى من المقاتلين، بمطاردة الطيار الروسي، وهي مجهزة بمعدات خاصة حديثة".

عمليات البحث

وذكر كوناشينكوف أن عملية البحث والإنقاذ عن الطيار الروسي التي جرت ليلة 24 الى 25 تشرين الثاني (نوفمبر)، استمرت لأكثر من 12 ساعة.

وأردف قائلاً: "إن كل تفاصيل عملية الإنقاذ هذه، لا يمكننا التعبير أو الكشف عنها لأسباب واضحة".

وقال كوناشينكوف: "فورا بعد أن نقلنا الطيار إلى مكان آمن، قمنا بشن غارات مكثفة بالقاذفات الروسية والمدافع الصاروخية السورية لفترة طويلة على تلك المنطقة".

وأضاف: "لقد تم القضاء على كل الجماعات الإرهابية وحتى تلك التي كانت متخفية في تلك المنطقة".

وقال كوناشينكوف إن القوات الحكومية السورية مدعومة بسلاح الجو الروسي، الذي شن ضربات مكثفة على مواقع المجموعات المسلحة، تمكنت من بسط السيطرة الشاملة على المناطق الجبلية شمال محافظة اللاذقية، الأمر الذي أدى إلى قطع جميع الإمدادات العابرة للحدود والتي قد استخدمت من أجل توريد الأسلحة والذخائر والأنواع الأخرى من المساعدات المادية للإرهابيين في هذه المحافظة.

وأشار اللواء الروسي إلى أن القوات الروسية تسيطر على جميع الإمدادات الأساسية الواقعة في المناطق الشمالية السورية والخاصة بإيصال الأسلحة والذخائر لمسلحي تنظيم "الدولة الإسلامية" الإرهابي.

134 طلعة جوية

وأكد كوناشينكوف أن الطائرات الحربية التابعة للقوات الجوية الفضائية الروسية نفذت في الفترة الممتدة من 23 إلى 25 تشرين الثاني (نوفمبر) 134 طلعة عسكرية وشنت 449 ضربة على مواقع مسلحي كل من "الدولة الإسلامية" و"جبهة النصرة" في محافظات حلب ودمشق وإدلب واللاذقية وحماة وحمص والرقة ودير الزور.

كما أكدت وزارة الدفاع الروسية قطع جميع علاقات التعاون العسكري مع تركيا، وأوضح اللواء إيغور كوناشينكوف أن "هذا لا يخص فقط ما يسمى بالخط الساخن الذي تمت إقامته لتلافي وقوع حوادث محتملة في السماء خلال تدمير منشآت البنية التحتية للإرهابيين في سوريا".

وفي الأخير، لفت اللواء كوناشينكوف إلى أن "أنقرة أبلغتنا أنها لم تسلم وسائل الإعلام التسجيل الصوتي لإنذار الطائرة الروسية".