خلال بدء مجلس العموم البريطاني مناقشاته لطلب الحكومة التدخل العسكري في سوريا، حذر نائب محافظ عريق من "نشوء قوس من الوحشية والارهاب" يمتد من الشرق الاوسط الى القرن الافريقي".

نصر المجالي: قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الخلاف بين الدول الغربية وروسيا بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد تقلص وسيتقلص أكثر.

وقال كاميرون أمام جلسة لمجلس العموم حيث طلب المواقفة على توجيه ضربات عسكرية ضد (داعش): "كان الخلاف هائلا بين بريطانيا وأميركا وفرنسا وبالتأكيد السعودية (من جهة) وبين روسيا من الجهة الأخرى. نريد أن يرحل الأسد على الفور ويريدونه أن يبقى ربما للأبد".

وأضاف في إشارة لمحادثات من المقرر أن تستأنف في العاصمة النمساوية في كانون الثاني (يناير) المقبل "ذلك الخلاف يتقلص وأعتقد أنه سيتقلص أكثر مع انطلاق هذه المحادثات المهمة في فيينا".

ودعا رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون النواب الى التصويت لصالح توجيه ضربات لتنظيم داعش في سوريا مؤكدا ان على بلاده تحمل مسؤولياتها في دعم حلفائها ضد الجهاديين.

10 ساعات

وقال كاميرون في بداية مناقشات يتوقع ان تستمر نحو عشر ساعات "علينا ان نلبي نداء حلفائنا. التحرك الذي نقترحه قانوني وضروري وهو الامر الصحيح الواجب القيام به من اجل امن بلدنا". وأضاف "يجب ان نتحمل مسؤولياتنا والا نعتمد على الآخرين في أمننا".

&وتابع "لا ادعي ان الرد سهل او انني لا اعرف مخاطر تدخل عسكري" لكنه رأى ان المملكة المتحدة لا يمكنها انتظار التوصل الى حل سياسي في سوريا وان مساهمتها العسكرية يمكن ان تحدث "فارقا حقيقيا".
&
وفي أجواء صاخبة مع مطالبة معارضي الضربات كاميرون بالاعتذار بعدما صرح خلال اجتماع للمحافظين ان معارضي الغارات الجوية في سوريا "متعاطفون مع الارهاب"، قال كاميرون ان "التهديد قائم".

حل دبلوماسي

ومن جانبه، قال زعيم حزب العمال جيريمي كوربن: بنظري، لن يفلح الا حل سياسي ودبلوماسي متفاوض عليه في انهاء الحرب الاهلية الدائرة في سوريا واعادة الأمل للملايين الذين فقدوا مساكنهم واصبحوا لاجئين يفترشون الشوارع في شتى ارجاء اوروبا وهم يحلمون باليوم الذي يعودون فيه الى وطنهم. اعتقد ان هدفنا الاسمى يجب أن يكون انهاء الحرب الاهلية في سوريا وكذلك حماية مواطنينا هنا في بريطانيا.

وطالب كوربن، رئيس الحكومة ديفيد كاميرون بتفسير لقوله إن مشاركة بريطانيا في قصف سوريا ستسهم في "التوصل الى حل سياسي شامل متفاوض عليه" للازمة السورية، قائلا إن هكذا حل هو السبيل الوحيد لدحر تنظيم "الدولة الاسلامية" وينبغي اشراك كل القوى الدولية والاقليمية في التوصل الى هذا الحل.

قوة سوريا

وألقى زعيم حزب العمال بظلال من الشك على ما يقال عن وجود قوات سورية برية ذات مصداقية يمكنها استرداد الاراضي التي يسيطر عليها تنظيم "الدولة الاسلامية"، وذلك في اشارة الى قالته الحكومة من ان قوة سورية قوامها 70 الف جندي موجودة على الارض في سوريا.

وقال كوربن إنه "ما من شك" بأن تنظيم "الدولة الاسلامية" قد فرض "حكما من الارهاب الطائفي" في العراق وسوريا وليبيا، وبأن التنظيم يشكل تهديدا لبريطانيا. ولكن هل سيقلل القصف الجوي من هذا التهديد ام يزيده؟

لا حجة للتدخل

وخلال المناقشات، قال رئيس كتلة الحزب الوطني الاسكتلندي في مجلس العموم انغس روبرتسون يقول إنه لم تقم الحجة التي تبرر مشاركة بريطانيا في الضربات الجوية في سوريا. وتساءل روبرتسون عن نسبة المعتدلين بين المقاتلين السوريين الـ 70 الفا الذين قال بوجودهم رئيس الحكومة وعن نسبة المتشددين.

وقال النائب المحافظ السير آلان دنكان إن سمعة بريطانيا الدولية اصيبت بضرر بعد أن صوت مجلس العموم في عام 2013 برفض المشاركة في التصدي عسكريا لنظام الرئيس بشار الأسد، ولذا "فحلفاؤنا يشككون فيما اذا كان ينبغي لهم ان يعتمدوا علينا".

قوس من الوحشية

وأضاف السير آلان في معرض دفاعه عن المشاركة في ضرب داعش في سوريا إنه من المحتمل جدا "نشوء قوس من الوحشية والارهاب" يمتد من الشرق الاوسط الى القرن الافريقي. وقال "لا يمكننا تجاهل هذا التهديد وتوكيل الآخرين للقيام بالتزاماتنا".

ومع استمرار إدلاء اعضاء مجلس العموم بآرائهم للساعات المقبلة قبل التصويت، عبر النائب العمالي ديفيد لامي عن تحفظات حول امكانية "خلق فراغ قد يملأه جهاديون آخرون" في حال اضعفت "الدولة الاسلامية ما قد ينعكس سلبا على الأمن الداخلي في بريطانيا.