&يتحضر مجلس العموم البريطاني للتصويت على الخطة التي طرحها رئيس الحكومة ديفيد كاميرون حول توسيع ضربات المقاتلات لتشمل تنظيم داعش في سوريا. وفيما تُشير المعطيات إلى حصول الخطة على موافقة غالبية الأعضاء، برزت بعض الأصوات المعارضة، بالإضافة إلى إحصائيات تؤكد بأن نصف البريطانيين يرفضون توسّع بلادهم نحو سوريا.

نصر المجالي: يُتوقع أن تحوز خطة كاميرون للتدخل العسكري في سوريا وشن غارات ضد تنظيم (داعش) قبول غالبية أعضاء مجلس العموم في جلسة التصويت اليوم الأربعاء.&ويقول رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون إن الغارات ستبدأ في أسرع وقت ممكن حال موافقة البرلمان على المقترح، بينما يرفض زعيم حزب العمال المعارض جيرمي كوربن خطط كاميرون.&
&
وقبل ساعات من جلسة مجلس العموم، كتب زعيم حزب العمال المعارض مقالاً في صحيفة "الغارديان" تحت عنوان: "ديفيد كاميرون فشل في إيضاح أن قصف سوريا سيكون ناجحًا".
&
ويقول كوربن إن حجة كاميرون، التي طالب بمقتضاها قبل أسبوع بتوسيع العمليات العسكرية الجوية التي تقوم بها بريطانيا إلى سوريا، أصبحت مهترئة، ولذا فلا عجب من تعجّله تمرير القرار من مجلس العموم خلال الأسبوع الجاري.
&
ويضيف الزعيم العمالي أن كاميرون يعرف أن حجم المعارضة لتهوره في المشاركة في هذه المعارك يتنامى، مضيفًا أن المقترح لن ينجح لأسباب عديدة منها سوء التخطيط والاستراتيجية ومشاكل في القوات البرية ومشاكل ديبلوماسية علاوة على تهديدات الإرهابيين وازمة اللاجئين والإصابات التي قد تسببها الغارات بين صفوف المدنيين في سوريا.
&
حكم الإرهاب
&
ويقول كوربن إنه بعد هجمات باريس الشهر الماضي لم يعد هناك شك في أن تنظيم الدولة الإسلامية قد فرض حكمًا من الإرهاب على الملايين في العراق وسوريا وليبيا، ولا شك أيضًا في أنه يشكل خطرًا وتهديدًا على المواطنين البريطانيين، لكن السؤال الأن هل توسيع رقعة القصف البريطاني لتصل إلى سوريا سيؤدي إلى تقليل الخطر أو زيادته؟
&
ويستطرد قائلا "هل سيؤدي ذلك إلى تحجيم حملة تنظيم الدولة الإسلامية الإرهابية في الشرق الأوسط أم إلى انتشارها؟
&
ويبرر كوربن موقفه بأن كاميرون فشل في البرهنة على رأيه بأن مشاركة بريطانيا في قصف سوريا ستؤدي إلى تراجع وهزيمة التنظيم، بينما نرى بالفعل أنه يتوسع ويسيطر على مدن كبرى مثل الرمادي في العراق وتدمر في سوريا رغم مشاركة قوى أخرى كثيرة في قصفه مثل الولايات المتحدة وفرنسا وروسيا.
&
ويخلص كوربن إلى النتيجة قائلاً إن كاميرون أعلن أنه يسعى إلى إجماع في البرلمان للمشاركة في قصف سوريا، لكنه لم يتوصل إلى هذا الأمر، مضيفًا أن نواب حزب العمال الذين سيصوتون لصالح القرار عليهم أن يراعوا العواقب الرهيبة التى يمكن أن تترتب عليه.&واختتم كوربين مقاله قائلاً: "فقط التفاوض على تسوية سلمية في سوريا يمكنها أن تقهر تهديد الدولة الإسلامية".
&
موقف البريطانيين&
&
وإلى ذلك، فإن تقريراً صحفياً نشره موقع (بي بي سي العربي)، قال إن "أقل من نصف الناخبين البريطانيين يؤيدون الضربات الجوية على سوريا". وتشير صحيفة (التايمز) إلى أن الدراسة المسحية التي أجريت لصالحها اوضحت تزايد نسبة الناخبين الرافضين لمشاركة بريطانيا في الضربات الجوية على مواقع تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا، بما يوازي نحو 5 ملايين ناخب.
&
وتقول الصحيفة إلى أن الدراسة أوضحت أن نسبة التأييد للمشاركة في القصف تراجعت من 59 في المائة إلى 48 في المائة من الناخبين البريطانيين خلال أسبوع واحد من قيام رئيس الوزراء ديفيد كاميرون بطرح فكرة المشاركة في العمليات العسكرية في سوريا.
&
وأضافت التايمز أن نسبة المعارضين للمشاركة في قصف سوريا زادت خلال الأسبوع 11 في المائة، بعدما كانت 20 في المائة، لتصل إلى 31 في المائة من الناخبين، بينما بقي 21 في المائة من الناخبين دون تحديد رأيهم.
&
وتقول إن نسبة الرجال المؤيدين لقصف سوريا كانت نحو ضعف نسبة الرافضين، بينما انقسمت أصوات الناخبات بما يقارب النصف بين الفريقين. وتشير الصحيفة إلى أن النتائج تصب في صالح زعيم المعارضة جيريمي كوربين، والذي سيستخدمها لتأكيد أن حملته المعارضة لاقتراح الحكومة تكتسب تأييدًا شعبيًا متناميًا.
&
حرب طويلة
&
من جهتها، قال تقرير لصحيفة (إنديبندانت) "بريطانيا على شفا الدخول في حرب طويلة في سوريا بناء على تفكير متفائل ومعلومات فقيرة". وقال مراسل الصحيفة في منطقة الشرق الأوسط باتريك كوبيرن، إن الغارات الجوية البريطانية لن تكون أبدًا بتلك القوة التي تجعلها امرًا يشكل فارقًا كبيرًا ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
&
ويضيف أن الأهمية الأكبر للمشاركة في قصف سوريا هي أنها تشكل بداية لدخول بريطانيا ساحة الحرب مع التنظيم، وهي الحرب التي قد تكون طويلة.&ويوضح كاتب المقال أن أسلوب حكومة كاميرون هو نفس الاسلوب الذي دخلت به بريطانيا حربين صغيرتين، لكنهما غير ناجحتين في العراق وأفغانستان منذ عام 2003.
&
العراق وأفغانستان
&
ويشير كوبيرن إلى أنه تمامًا كما حدث في العراق وأفغانستان، فإن بريطانيا تدخل الحرب في سوريا دون شريك سوري واضح، وهو ما يجعلها أيضا كما حدث في السابق تحت رحمة الظروف التي يشارك في تشكيلها عدد كبير من أطراف الصراع، وكل منهم له مصالح وأهداف تتعارض بشكل كبير مع الأطراف الأخرى.
&
ويخلص كوبيرن إلى أن بريطانيا توقعت في بداية الصراع أن نظام الأسد شارف على الانهيار، لكن حاليًا يعتبر الجيش السوري هو أكبر قوة عسكرية في سوريا، ويحظى بدعم القوات الجوية الروسية.
&
ويضيف أنه رغم كل ذلك، فإن الجيش السوري غير قادر على الفوز بالحرب في سوريا، كما أن نظام الأسد لن ينهار قريبًا، وهذه هي طبيعة الصراع الذي ستشارك فيه بريطانيا، لكن بفهم محدود للمخاطر التي ستواجهها بسبب ذلك.