&عادت قضية الخلاف بين مصر والسودان حول مثلث حلايب وشلاتين إلى الواجهة مرة أخرى، وذلك عقب تصريحات أطلقها الرئيس السوداني عمر البشير قال فيها إن بلاده تقدمت بشكوى إلى مجلس الأمن ضد مصر، بسبب اجراء الانتخابات البرلمانية في المثلث، فيما قال خبراء ومعارضون سودانيون إن تصريحات البشير لا يمكن فصلها عن محاولات اصطناع التوترات مع مصر.
&
صبري عبد الحفيظ من القاهرة: أثارت تصريحات للرئيس السوداني عمر البشير، قال فيها إن مثلث حلايب وشلاتين السوداني، اثار الكثير من الغضب في مصر، وزاد من الخلافات بين البلدين، وقال البشير خلال لقاء مع قناة "العربية"، إن بلاده رفعت شكوى إلى مجلس الأمن ضد مصر، بسبب اجراء انتخابات البرلمان الأخيرة في حلايب وشلاتين، معتبراً أن هذه المنطقة جزء من الأراضي السودانية، وأضاف: "حلايب كانت طوال الحكم الثنائي جزءًا من السودان"، متهماً "بعض الأطراف"، بأنها "تحاول أن تصعد الأمور بين مصر والسودان".
&
واتهم البشير الرئيس المصري الراحل جمال عبد الناصر باحتلال حلايب، وقال: "قرار استقلال البلاد أكد استقلال السودان بحدوده الإدارية التي تضم حلايب، ففي عام 1958 بعهد الرئيس الراحل جمال عبد الناصر، دخلت القوات المصرية مثلث حلايب، فيما دفعت السودان بقواتها إلى نفس المثلث، وقدمت السودان وقتها شكوى لمجلس الأمن، لكن بعد تدارك الموقف تم سحب القوات المصرية وظلت حلايب سودانية إلى 1995، حتى دخلت القوات المصرية واحتلت حلايب في هذا العام".
&
أزمة مصطنعة
&
وتسببت مطالب السودان باعتبار مثلث حلايب وشلاتين جزءًا من أراضيه، في خلافات مع مصر، لا سيما في أعقاب ثورة 25 (يناير) كانون الثاني 2011، وتصاعدت القضية مرة أخرى في عهد الرئيس الإسلامي السابق محمد مرسي، واتهمته وسائل إعلام محلية بالتنازل عنها إلى السودان، ثم عادت القضية للواجهة مرة أخرى بعد تولي عبد الفتاح السيسي منصب الرئيس، غير أن الحكومة المصرية قطعت الشك باليقين، واجرت انتخابات برلمانية في المثلث، الذي تزعم السودان أحقيتها فيه.
&
ووفقاً للخبير في الشؤون الأفريقية الدكتور هاني رسلان، فإن تصريحات الرئيس السوداني لا يمكن فصلها عن المشهد العام الإقليمي، وقال لـ"إيلاف" إن توقيت التصريحات يجب أن يقرأ في اطار الأزمة المصطنعة &والمزاعم حول اساءة معاملة السودانيين في مصر، بالإضافة إلى أنها يمكن قراءتها في اطار دخول مفاوضات سد النهضة الإثيوبي في مفترق طرق.
&
وأضاف رسلان أن تلك التصريحات لا يمكن فصلها أيضاً عن الحديث عن عودة السودان إلى ممارسات المحور القطري التركي الإخواني، لافتاً إلى أن إثارة موضوع مثلث حلايب بهذا الإلحاح وعلى هذا المستوى، يؤشر على أنها جزء من تحرك أوسع يشمل قضية سد النهضة، والأزمة المقبلة بشأنه، وممارسات المحور الإخواني، بما يضر بالمصالح المصرية.
&
توتير الأجواء
&
وأعتبر أن الشكوى التي تقدم بها السودان ضد مصر، "ليست مقصودة في حد ذاتها"، مشيراً إلى أنها "أداة لصنع أجواء من التوتر بين البلدين"، وأوضح أن الشكوى تعتبر "عملاً روتينياً يقوم السودان بقدر من الصمت كل عام، إلا أنه خرج بها إلى العلن هذه المرة، وتحدث عنها وزير الخارجية وكذلك الرئيس السوداني"، منوهاً بأن "السودان أرسل شكوى إلى مجلس الأمن منذ العام 1958 ويتم ترحيلها سنوياً، ويتقدم بها السودان سنوياً كجزء من حملة التصعيد ضد مصر".
&
وأرجع رسلان& الصمت الرسمي المصري، إلى "وجود ملفات كثيرة متداخلة ومعقدة وتؤثر في بعضها البعض، وأحياناً يكون التأني مطلوباً"، محذرًا من أن البشير يحاول تصدير صورة للعالم عن أن مصر "خصم للسودان"، لافتاً إلى أنه لا يمكن فصل تحالف السودان مع إثيوبيا إلا في هذا السياق.
&
ومن جانبه، يرى بكري عبد العزيز، القيادي بحركة تمرد السودانية، أن "تصريحات البشير لا تمس الشعب السوداني"، مشيراً إلى أن السودانيين ليست لديهم أية خلافات مع المصريين على المستوى الشعبي. وأضاف لـ"إيلاف" أن البشير يحاول تصدير المشاكل الداخلية إلى الخارج، ويعمل على إلهاء المواطن السوداني عن الأزمات الداخلية باصطناع أزمات خارجية.
&
وقال إن "تنظيم الإخوان المسلمين المتواجد بقوة في السودان يسعى لخلق فتن مع مصر، وضرب استقرار البلدين الشقيقين"، معرباً عن رفضه تصريحات البشير، وقال "نحن أشقاء، ومصر والسودان بلد واحد".
&
لهجة حاسمة
&
وتقع منطقة حلايب على الطرف الأفريقي للبحر الأحمر مساحتها 20,580 كيلومترًا مربعًا. وتضم ثلاث بلدات كبرى هي حلايب وأبو رماد وشلاتين، وينحدر أغلبية السكان من إثنية واحدة من البجا وينتمون لقبائل البشاريين والحمدأواب والشنيتراب والعبابدة. وتضم المنطقة أيضاً مركز شلاتين الذي يتميز بخصوبة أراضيه، تتبع له خمس قرى.
&
وأثارت زيارة الرئيس المصري السابق محمد مرسي في إبريل 2013، إلى السودان، &الكثير من الجدل، لا سيما بعد أن صرح مساعد الرئيس السوداني موسى محمد أحمد أن الرئيس مرسي وعد البشير بإعادة مثلث حلايب إلى السودان، وفي أعقاب تلك الزيارة توجه رئيس أركان القوات المسلحة المصرية ( وزير الدفاع الحالي) الفريق صدقي صبحي إلى السودان في أواخر شهر أبريل 2013 وأوصل رسالة بلهجة حاسمة للمسؤولين السودانيين تؤكد أن "حلايب وشلاتين أرض مصرية خالصة، ولا تفريط فيها".
&
التعليقات