حقق حزب الجبهة الوطنية اليميني المتطرف مكاسب كبيرة في الانتخابات الاقليمية الفرنسية يوم الأحد بحصوله على 30 في المئة من اصوات الناخبين الفرنسيين دافعا الحزب الاشتراكي بزعامة الرئيس فرانسوا هولاند الى المركز الثالث، واعلنت زعيمة الجبهة الوطنية مارين لوبان ان نتيجة الجولة الاولى كانت رفضا "للعالم السياسي القديم".
&
كما اسفرت الانتخابات عن تعزيز موقع لوبان تمهيدا لخوضها الانتخابات الرئاسية في عام 2017.
&
ولكن صعود اليمين المتطرف سبب لقلق اوساط واسعة في الغرب. &فان حزب الجبهة الوطنية معروف بعدائه للمهاجرين والمسلمين والاتحاد الاوروبي وله ارتباطات واسعة بسياسة الفاشية الجديدة في اوروبا وخطابها العرقي.
&
وتبين النتائج ان لوبان استغلت مخاوف واحباطات حقيقية لدى الناخبين الفرنسيين. &فان التداعيات المترتبة على اعتداءات باريس رفعت اسهم الجبهة الوطنية التي تخوض منذ زمن طويل حملة شرسة بشأن عدم اندماج المهاجرين المسلمين وخطر اندساس متطرفين اسلاميين مشيرة الى ان هوية منفذي الاعتداءات تؤكد صحة موقفها.
&
واستغلت الجبهة الوطنية ايضا تردي الوضع الاقتصادي في فرنسا حيث دفع ارتفاع نسبة البطالة والتذمر من اداء الحكومة اعدادا كبيرة من البيض في المناطق العمالية على الأخص الى احضان اليمين المتطرف. &كما جرت الانتخابات الفرنسية في اجواء مشحونة بالاسلاموفوبيا.
&
واستخدم حزب لوبان خلال الحملة الانتخابية اعلانات تحذر من خطر سيطرة الاسلاميين المتطرفين. &وكان هذا تكتيكا اثبت فاعليته. &فان استطلاعا اجراه مركز بيو للأبحاث في وقت سابق من العام اظهر ان 67 في المئة من الفرنسيين قالوا انه يشعرون بـ"قلق بالغ" من صعود التطرف الاسلامي.
&
وتتردد اصداء هذه الاتجاهات المعادية للمهاجرين والمسلمين في الولايات المتحدة حيث عمل المرشح الجمهوري دونالد ترامب بصفة خاصة على استثمار مخاوف الاميركيين من خطر التطرف الاسلامي لصالح حملته. &ودعا ترامب يوم الاثنين الى منع سفر المسلمين الى الولايات المتحدة في موقف عدائي وتحريضي لاقى ادانة واسعة ، بما في ذلك من منافسيه على الفوز بترشيح الحزب الجمهوري.
&
وقال البروفيسور كاس مودي المختص بدراسة الحركات السياسية المتطرفة والشعبوية في اوروبا في جامعة جورجيا ان هذا النمط من السياسة ليس جديدا واشار الى اوجه الشبه بين مواقف ترامب واليمين المتطرف الصاعد في اوروبا.
&
ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن البروفيسور مودي قوله "ان الظاهرة شديدة الشبه وان ترامب هو المعادل الوظيفي لليمين المتطرف في اوروبا. &فهو يؤدي الوظائف نفسها في النظام السياسي ويستدرج تأييد الشرائح نفسها من البيض". &وقال ان الشرائح التي تؤيد ترامب تتسم بكونها من البيض ذوي المستوى المتدني من التعليم والناقمين على نظام الحكم.
&
ولكن هناك فوارق مهمة ايضا ، كما لفت البروفيسور مودي قائلا ان ترامب ليس مدعوما بجهاز حزبي مثل مارين لوبان ورغم تصريحاته فانه ليس ملتزما بايديولوجيا جامدة على طريقة حزب الجبهة الوطنية واحزاب اليمين المتطرف الأخرى في اوروبا.
&
واضاف الباحث مودي ان ترامب السياسي لا يشبه مارين لوبان وهو ظاهرة فردية محضة لديه أجندة تعكس شخصيته الاستعراضية المثيرة للجدل. &وقال مودي ان ترامب اقرب الى رئيس وزراء ايطاليا السابق سيلفيو برلسكوني الذي كان ، مثل ترامب، قطبا اعلاميا سليط اللسان ثم احترف السياسة.
&
وأكد مودي ان لسياسة معاداة المهاجرين تقليدا عريقا في الولايات المتحدة ولكن الجديد فيها اليوم هو "طريقة ترامب المبتذلة والتي لا تعرف الحدود تقريبا في التعبير عن أصله". &ويبدو هذا التقييم صحيحا في اعقاب تصريحات ترامب الأخيرة التي اعادته الى دائرة الضوء والجدل مرة اخرى ، وهو ما يريده.