تقاطرت الدول الاسلامية إلى الانضمام للحلف العسكري الذي نسجته السعودية ضد الارهاب والتطرف، وقال عادل الجبير إن خيار استخدام القوات البرية عند اللزوم مطروح.
الرياض: أعلنت السعودية الثلاثاء تشكيل تحالف عسكري اسلامي مؤلف من 34 دولة، هدفه محاربة الارهاب. وبحسب بيان نشرته وكالة الانباء السعودية الرسمية، انضم إلى هذا التحالف كل من الدول العربية الآتية: السعودية، مصر، الامارات، الاردن، البحرين، تونس، فلسطين، قطر، الكويت، لبنان، ليبيا، جمهورية القمر الاتحادية الاسلامية، السودان، جيبوتي، الصومال، موريتانيا، المغرب، واليمن؛ وكل من الدول الأفريقية الآتية: بنين، تشاد، توغو، السنغال، سيراليون، الغابون، غينيا، ساحل العاج، مالي، النيجر ونيجيريا؛ والدول الآسيوية الآتية: تركيا، باكستان، بنغلادش، المالديف، ماليزيا. وكل هذه الدول منضمة إلى منظمة التعاون الاسلامي التي انشئت في العام 1969، وتتخذ من مدينة جدة مقرا لهًا.
ولا يضم هذا التحالف الجديد، الذي سينشئ مركز عمليات مشتركًا في الرياض، دولًا اسلامية كإيران، خصم المملكة اللدود على المستوى الاقليمي، والعراق الذي وقعت مناطق واسعة منه تحت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية الذي يحتل ايضا مناطق في سوريا.
المضمون والتوقيت
وسلط مراقبون الضوء على هذا الاعلان المهم، مضمونًا وتوقيتًا، إذ قالوا إن العالم السني، الذي تتزعمه السعودية، متهم اليوم بأنه يسهل على داعش توسع دولته، فكريًا وماديًا، لذا كان هم السعودية أن تضم تحت جناحيها نطاقًا عريضًا من الدول الاسلامية - ليست العربية فقط أو الشرق أوسطية - لتعلن على الملأ أنها ستؤدي قسطها على رأس هذا الحلف في الحرب الدولية ضد التطرف والارهاب، الذي هو مسؤوليتها الأولى كونها زعيمة العالم الاسلامي، وكونها تنتهج نهج الاعتدال والوسطية. هذا يحملها مسؤولية المشاركة فعليًا في الحرب على كل ما يشوه الاسلام الوسطي الذي تنادي به.
وفي التوقيت، يقول مراقبون إن الرياض محور حركة سياسية لا يستهان بها، فقد استضافت في يومين مؤتمر المعارضة السورية وتمكنت من توحيدها، ومؤتمر القمة الخليجية. وها هي اليوم تثبت أنها رقم صعب في أي معادلة إسلامية - إقليمية - شرق أوسطية - عربية، خصوصًا في منطقة تزدحم فيها الأزمات.
ويسأل بعض المحللين إن كان هذا التحالف ترجمة عملية لتهديدات سابقة طرحها وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إذ قال إن السعودية&لا تستبعد تدخلها عسكريًا في سوريا، بعد ما أنذر بشار الأسد بأن لا مستقبل له في سوريا، بالحل السلمي أو بالحل العسكري إن اضطر الأمر. فهل نرى عسكرًا إسلاميًا في سوريا قريبًا، يستهدف داعش والأسد على حد سواء؟ وربما يكون إعلان الجبير في باريس الثلاثاء أن الدول الـ 34 الاعضاء في التحالف العسكري الاسلامي الجديد لمكافحة الارهاب ستنشر قوات برية اذا لزم الأمر.
وقال خلال مؤتمر صحافي، ردا على سؤال حول احتمال ارسال قوات برية الى الدول التي يضربها الارهاب: "القرارات تتخذ حالة بحالة، وليس هناك اي خيار مستبعد".
دعوة أزهرية
ودعا الازهر الشريف الثلاثاء كافة الدول الاسلامية للانضمام الى هذا التحالف الاسلامي العسكري، معربًا عن الامل بأن تنجح جهوده في "دحر الارهاب وتخليص العالم من شروره".
ورحب الازهر في بيانه "بهذا القرار التاريخي الذي طالما طالب به شيخ الأزهر في عدة لقاءات ومؤتمرات"، وقال إن تشكيل هذا التحالف الاسلامي العسكري كان مطلبًا ملحًا لشعوب الدول الإسلامية التي عانت أكثر من غيرها من الإرهاب الأسود الذي يرتكب جرائمه البشعة دون تفريق بين دين أو مذهب أو عرق".
ودعا الأزهر كافة الدول الإسلامية إلى الانضمام لهذا التحالف لمواجهة الإرهاب بمختلف صوره وأشكاله، آملًا أن يكون هذا التحالف نواة لتكامل وتنسيق إسلامي في كافة المجالات". وأعرب الازهر عن تطلعه إلى نجاح جهود هذا التحالف في دحر الإرهاب وتخليص العالم من شروره".
&
التعليقات