يزور ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، مصر، اليوم، ويلتقي بالرئيس عبد الفتاح السيسي، وكبار مسؤولي الدولة، لبحث مختلف القضايا ذات الإهتمام المشترك، ومنها التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الذي دشنه الملك سلمان بن عبد العزيز، والأزمة السورية، إضافة إلى التعاون المشترك. ويترأس ولي ولي العهد السعودي ورئيس مجلس الوزراء شريف إسماعيل الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق المصري السعودي المشترك.


صبري عبد الحفيظ من القاهرة: تبدأ اليوم في العاصمة المصرية القاهرة أعمال الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق المصري السعودي المشترك، برئاسة المهندس شريف إسماعيل رئيس مجلس الوزراء من الجانب المصري، والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد والنائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع من الجانب السعودي.

يقودان التحالف
وعلمت "إيلاف" من مصادر دبلوماسية أن ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، سوف يبحث مع الرئيس عبد الفتاح السيسي والمسؤولين الأمنيين والعسكريين دور مصر في التحالف الإسلامي ضد الإرهاب، الذي دشنته السعودية. وسيكون الحديث عن التحالف الجديد محوراً مهماً في لقاءات بن سلمان في القاهرة.

وقال السفير مصطفى عبد العزيز، مساعد وزير الخارجية السابق، إن العلاقات المصرية السعودية تتسم بالعمق والأخوة، مشيرًا إلى أن هذه العلاقات تمكن البلدين من إنقاذ المنطقة من المصير المجهول الذي يواجهها.

وأوضح لـ"إيلاف" أن التحالف الإسلامي ضد الإرهاب - الذي دشنته السعودية - سوف يعتمد بالأساس على البلدين، من أجل الحفاظ على الأمن القومي الإسلامي والعربي، لاسيما في ظل التهديدات التي تحاصر جميع الدول الإسلامية، من جانب الجماعات الإرهابية، التي تنتشر الآن في غالبية تلك الدول، وتضرب استقرارها لمصلحة الغرب، الذي يتحيّن الفرص للإنقضاض على ثروات الدول العربية والإسلامية بحجة محاربة الإرهاب.

جزء من كل
ولفت إلى أن الملك سلمان بن عبد العزيز والرئيس عبد الفتاح السيسي يدركان جيدًا أن استقرار كل من السعودية ومصر مهم لاستقرار المنطقة ككل، منوهًا بأن القائدين يحاولان الحفاظ على الدول العربية من الانهيار تحت وطأة الإرهاب أو تغيير الأنظمة السياسية. ونبّه إلى أن هناك شبه تطابق في وجهات النظر بين مصر والسعودية في جميع الملفات، لاسيما الأزمة السورية، والأطماع الإيرانية في المنطقة، وملف اليمن وليبيا، وبالطبع ملف الحرب ضد الإرهاب.

ورحبّت مصر رسميًا بالتحالف الإسلامي بقيادة السعودية، وقال المستشار أحمد أبوزيد، المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية، "إن مصر تدعم كل جهد يستهدف مكافحة الإرهاب والقضاء عليه، لاسيما إذا كان هذا الجهد إسلاميًا أو عربيًا، فهي تدعمه وتكون جزءًا منه".

وحول العلاقة بين التحالف ومقترح إنشاء قوة عربية مشتركة، قال أبوزيد في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط، إن "هناك اختلافًا بين الطرحين، فالتحالف الإسلامي يستهدف مكافحة الإرهاب فقط. أما القوة العربية المشتركة فهي تتعامل مع التحديات التي تواجه الأمن القومي العربي بمختلف أشكالها، وفي النطاق العربي فقط".

وفي ما يخص المجلس التنسيقي، قال السفير حسام القاويش، المتحدث الرسمي لرئاسة مجلس الوزراء، إن مجلس التنسيق يمثل إطارًا للشراكة الحقيقية بين مصر والمملكة، مشيراً إلى أنه يهدف إلى تعزيز أواصر التعاون والتبادل التجاري والاقتصادي، على النحو الذي يعكس خصوصية العلاقة بين البلدين، ومدى الفرص والإمكانيات المتاحة للارتقاء بمجالات أخرى في ظل القيادة الحكيمة في البلدين الشقيقين.

وأضاف المتحدث الرسمي أن المهندس شريف إسماعيل، رئيس مجلس الوزراء، عقد، الاثنين، اجتماعًا موسعًا لاستعراض الترتيبات النهائية لعقد الاجتماع الثاني لمجلس التنسيق المصري السعودي المشترك، والذي ضم وزراء الإسكان، والمالية، والخارجية، والاستثمار، والزراعة، والتربية والتعليم، والنقل، والتعاون الدولي، والثقافة، والقوى العاملة، وممثلي الجهات والهيئات المعنية.

وعقد الاجتماع الأول للمجلس في العاصمة السعودية في الرياض في 2 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، واتفق الجانبان على تشكيل عدد من فرق العمل بهدف إنهاء مراجعة المبادرات ومشروعات الاتفاقيات ومذكرات التفاهم والبرامج التنفيذية المنبثقة من إعلان القاهرة.

بنود إعلان القاهرة
وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي وولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وقعا إعلان القاهرة بتاريخ 30 يوليو/ تموز الماضي، خلال زيارة الأخير لمصر، التي شهد خلالها مراسم تخريج دفعات من قوات الجيش المصري، وينص إعلان القاهرة على ستة بنود، هي:
1- تطوير التعاون العسكري والعمل على إنشاء القوة العربية المشتركة.
2- تعزيز التعاون المشترك والاستثمارات في مجالات الطاقة والربط الكهربائي والنقل.
3- تحقيق التكامل الاقتصادي بين البلدين والعمل على جعلهما محورًا رئيسًا في حركة التجارة العالمية.
4- تكثيف الاستثمارات المتبادلة السعودية والمصرية بهدف تدشين مشروعات مشتركة.
5- تكثيف التعاون السياسي والثقافي والإعلامي بين البلدين لتحقيق الأهداف المرجوة في ضوء المصلحة المشتركة للبلدين والشعبين الشقيقين، ومواجهة التحديات والأخطار التي تفرضها المرحلة الراهنة.
6- تعيين الحدود البحرية بين البلدين.
&