بيروت: اتهم ناشطون سوريون الاربعاء قوات النظام باستخدام "غازات سامة" خلال قصفها ليلا مدينة معضمية الشام القريبة من دمشق، ما تسبب بمقتل خمسة اشخاص على الاقل واصابة العشرات.

وذكرت "تنسيقية مدينة معضمية الشام" التي تضم ناشطين محليين في المدينة، على صفحتها على موقع "فيسبوك"، "مجددا الأسد يستخدم الكيماوي على مدينة معضمية الشام"، في اشارة الى هجوم سابق تعرضت له المدينة بالسلاح الكيميائي في اب/اغسطس 2013 وتسبب بمقتل المئات وبينهم عدد كبير من الاطفال.

واكدت تنسيقية المدينة مقتل "خمسة شهداء نتيجة القاء طيران النظام اربعة براميل متفجرة تحتوي على الغازات السامة" الثلاثاء على جنوب المدينة، بالاضافة الى اصابة العشرات بحالات اختناق. ونشر ناشطون مقاطع فيديو من داخل احد المشافي الميدانية تظهر اماً تنتحب على ابنها الذي قتل جراء هذه الهجمات وتقول وهي تصرخ "قل لي انك نائم".

وفي مشاهد اخرى، تظهر جثتا رجلين على الاقل، احدهما يرتدي سروالا عسكريا، وتسيل الدماء من فم احدهما. ويقول احد الاشخاص في الشريط انهما قتلا جراء تنشق الغارات السامة رغم عدم تعرضهما لاي اصابة.

ويضع رجل اخر كمامة ليتمكن من التنفس، فيما يستلقي مصاب اخر على حمالة وحوله مسعفون يعمل احدهم على سحب الدماء من فمه بواسطة مضخة موصولة بأنبوب.

وافاد المرصد السوري لحقوق الانسان من جهته عن مقتل "خمسة مقاتلين من الفصائل الاسلامية جراء قصف الطيران المروحي بالبراميل المتفجرة على الاطراف الجنوبية لمعضمية الشام" من دون ان يتمكن من تاكيد استخدام غازات سامة في القصف.

ونفى مصدر امني سوري في دمشق لوكالة فرانس برس استخدام غازات سامة في معضمية الشام. واوضح ان "الجيش يستخدم اسلحته التقليدية" معتبرا ان هذه الاتهامات "لا اساس لها من الصحة".

وقال المصدر "هذه ترهات ودعاية رخيصة واسطوانة مشروخة يحاولون من خلالها تبرير هزائمهم امام مشغليهم".

وتشهد معضمية الشام هدوءا نسبيا منذ نهاية عام 2013 وتعد منطقة مصالحة، وفق المرصد. لكنها تشهد منذ ايام اشتباكات على اطرافها الجنوبية وتتعرض لقصف مدفعي وجوي بالبراميل المتفجرة من قوات النظام.

واتهم الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية، ابرز تشكيلات المعارضة في الخارج، في بيان الاربعاء قوات النظام باستخدام "غاز السارين السام" في معضمية الشام، معتبرا ذلك بمثابة "تحد صارخ لقرارات مجلس الأمن واستهزاء بالشرعية الدولية".

وقتل المئات في اب/اغسطس 2013 جراء هجوم لقوات النظام بالغازات السامة على الغوطة الشرقية ومعضمية الشام، ابرز معاقل المعارضة الواقع في ريف دمشق. ونفت الحكومة السورية حينها استخدام غازات سامة، لكن الامم المتحدة اكدت في ايلول/سبتمبر 2013 ان لديها "ادلة واضحة" على استخدام غاز السارين.

وتم في اللحظة الاخيرة تجنب ضربة عسكرية اميركية على مواقع للنظام بفضل اتفاق مع روسيا، ابرز حلفاء دمشق، حول تدمير الترسانة الكيميائية السورية.

واعلن البنتاغون في اب/اغسطس 2014& تدمير كل الاسلحة الكيميائية السورية على متن سفينة اميركية في البحر المتوسط تنفيذا لقرار مجلس الامن الدولي في 27 ايلول/سبتمبر 2013.