كان شو إن لاي وجها حضاريا ومعاصرا وتقدميا، مثَّل الصين في الداخل وفي الخارج على مدى اكثر من خمسة وعشرين عاما عندما كان رئيسا للوزراء. وكان شخصية مهمة ايضا في الحزب الشيوعي الصيني حاله في ذلك حال ماوتسي تونغ، لكن كتابا جديدا يسلط الضوء على ميولاته الجنسية المثلية.


ميسون أبو الحب: تقول كاتبة اسمها تسوي ونغ موي إن شو إن لاي كان رجلا مثليا ولكنه لم يدع احد يعرف سره على الاطلاق.

حمل الكتاب اسم "حياة شو ان لاي العاطفية السرية" وتقول فيه الكاتبة إن شو كان مثليا وكان يعشق طوال عمره صديقا عرفه منذ صباه واسمه لي فوجنغ وكان يصغره بعامين.

وتعتقد الكاتبة ان ميول شو ان لاي الجنسية كما تتصورها كانت وراء برود علاقته مع زوجته دينغ ينغ تشاو.

نشر الكتاب في هونغ كونغ وتتوقع الكاتبة ان يمنع نشره في الصين وسينظر اليه على انه محاولة لتشويه تاريخ شون إن لاي وسمعته.

يذكر ان العلاقة الجنسية بين المثليين ليست ممنوعة في الصين ولكن الزواج ممنوع وليس للصين ساسة مثليون بشكل معلن.

ومن المتوقع ان يعتبر البعض ما يتضمنه هذا الكتاب عن شو ان لاي مجرد تكهنات لا تقوم على ادلة ومستمسكات حقيقية.

وتقول تسوي إنها امضت ثلاث سنوات تدرس تاريخ هذه الشخصية السياسية الصينية بالاعتماد على مصادر عامة اهمها دفتر يومياته التي بدأ بكتابتها في عام 1918 عندما كان يدرس في اليابان وكان في التاسعة عشرة من العمر. وقد نشرت هذه اليوميات بشكل رسمي الى جانب العديد من رسائله واوراقه الخاصة في عام 1998 بمناسبة مرور 100 عام على ولادته.

في اليابان

وتقول تسوي إن شو التقى صديقه لي في مدينة تيانجن في اليابان وكان لي في السابعة عشرة من العمر وكان ابن رجل غني. وهناك ايضا التقى دينغ التي ستصبح زوجته.

وتقول تسوي إنها لم تستطع العثور على ادلة على وجود علاقة جنسية بين الاثنين او اي دليل مكتوب على مشاعر لي الرومانسية تجاه شو.

وتقول الكاتبة ايضا إنها صدمت هي نفسها لما توصلت اليه وقالت "لست مؤرخة انا صحفية فقط وشعرت بالصدمة لان احدا لم ينتبه الى ما انتبهت اليه" واضافت "احيانا اشك في نفسي".

وتقول ايضا إنها اقتنعت بنظريتها بعد الرجوع الى عدد من المصادر بضمنها اوراق خاصة لزوجته دينغ.

لا دليل

ونقلت بي بي سي عن ناشط في مجال حقوق المثليين ومزدوجي الميول اسمه تشاوغانغ وي إن هذا الكتاب سيكون خبرا مهما بالنسبة لهذه الاوساط.

غير ان ستيف تسانغ، مدير مدرسة الدراسات الصينية المعاصرة في جامعة نوتنغهام يقول "لو كان هذا صحيحا فسيؤثر على حياة هذه الاقليات في الصين وعلى هذه الاوساط اليوم" لكنه اضاف إنه لم يقرأ الكتاب ولا يعرف مدى صدقيته.

وقال الخبير الاكاديمي ايضا إن هذه المعلومة لا تشكل امرا مهما بالنسبة للتاريخ السياسي والعام، ثم نبه الى انها لا تقوم على أدلة حقيقية بل على مجرد تكهنات.