ماجد الخطيب: ألغت السلطات البلجيكية الاحتفالات الشارعية العامة بمناسبة رأس السنة بسبب الخشية من "حمام دم" قد يرتكبه الإرهابيون. وفي حين ترسل باريس آلاف الشرطة إلى الشوارع لتأمين الحماية ضد الإرهاب، طالبت نقابة الشرطة الألمانية بتقييد المشبوهين الخطرين ومنع المجاهدين العائدين من سوريا والعراق من الاقتراب من أماكن الاحتفالات.
&
وتنتظر العاصمة برلين مساء اليوم أكبر احتفال عام بمناسبة رأس السنة في ألمانيا يجري بين بوابة براندنبورغ ونصب النصر، ويتوقع أن يجتذب مئات الآلاف من سكان برلين والمدن القريبة. وإذ رفضت الشرطة الألمانية الخضوع للابتزاز، ورفضت الغاء الاحتفالات هذا العام، فإنها تقدمت بمطالب غير مسبوقة على الصعيد الأمني الوقائي.
&
أصفاد ذكية
&
وقال راينر فيندت، رئيس نقابة الشرطة الألمانية: "حينما ترى الشرطة في شخص ما مصدراً للخطر فإن عليها أن تفعل أكثر مما تتحدث". وطالب فيندت، في حديث مع صحيفة "دي فيلت"، بوضع الاصفاد بأيدي الإسلاميين المتشددين، الذين تصنفهم الشرطة كمصادر خطر داهم، ووضع "المجاهدين" العائدين من سوريا والعراق تحت الإقامة الجبرية، ومنع بقية الخطرين منهم من الاقتراب من مناطق الاحتفالات الشارعية العامة.
&
وطالب أيضًا، بمنع الإسلاميين المتشددين المشتبه بهم من الاقتراب من بوابة براندنبورغ، ومراقبة الخطرين منهم بواسطة القيود التي تتقصى حركتهم عبر الأقمار الصناعية. وأضاف ان الشرطة زارت بعض الخطرين من الإسلاميين وأوضحت لهم ان عليهم عدم الاقتراب من أماكن الاحتفالات، لكن ذلك لا يكفي وينبغي مراقبة حركتهم بواسطة الأصفاد الذكية.
&
وأضاف بأنه لا ينبغي، رغم المخاطر، افتعال حالة "ذعر" بين السكان، ولا يمكن لهذه الحال أن تمنع جداً من مرافقة حفيده إلى احتفال برلين، و"لكن علينا الاعتراف بأن العمليات الإرهابية أصبحت خطراً يعيش معنا".
&
إجراءات مشددة
&
ويبدو ان احتفالات برلين بين بوابة براندنبورغ &ونصب النصر ستتحول إلى "حفلة بوليسية" يشارك فيها 2500 شرطي باللباس العسكري، إضافة إلى عدد غير معروف من رجال الأمن بالملابس المدنية. وقد أكد ذلك وزير داخلية برلين فرانك هينكل مشيراً إلى وضع القوات الخاصة ورجال الأسعاف والمطافي في حالة انذار. سيمنع حمل المواطنين للحقائب الكبيرة إلى مكان الاحتفال، وستخضع كافة الحقائب الصغيرة للتفتيش. وقبل ساعات من الحفل سيجري تمشيط كافة المنطقة من قبل رجال الشرطة والكلاب البوليسية المدربة على كشف المتفجرات.
&
يتفق مع فيندت في تقدير حالة "الحياة مع الخطر" بوريس بيستوريوس، وزير داخلية ولاية سكسونيا السفلى، الذي قال ان ألمانيا لم تتعرض إلى عمليات إرهابية كبيرة، كالتي حصلت في باريس، لكن عليها ان تعيش دائماً مع احتمال حصول هذا الخطر. وأضاف أن ألمانيا هدف دائم للإرهاب، لكن ذلك لن يدفع المجتمع الألماني للخضوع للابتزاز.
&
وكان وزير الداخلية الاتحادي توماس دي ميزيير تحدث في منتصف ديسمبر عن خطر داهم يلاحق ألمانيا إلى أمد غير منظور. وقال إن على السلطات التعامل مع منفذي عمليات من طراز آخر، فهم شديدو العدوانية ومزودون بأسلحة ثقيلة ومدربون بشكل جيد. ولم يستبعد الوزير ان يكون المنفذون أفراداً أو مجموعات من"الجهاديين" الذين عادوا إلى ألمانيا بعد مشاركتهم في القتال إلى جانب تنظيم"داعش" في سوريا والعراق.
&
قوة خاصة&
&
إلى ذلك، ستكون احتفالات رأس السنة مناسبة خاصة لاختبار كفاءة واستعدادات وحدة مكافحة إرهاب جديدة تحمل اسم BEF+، وترتبط بوزارة الداخلية. وتختلف الوحدة الجديدة عن وحدة مكافحة الإرهاب في الشرطة الاتحادية، وعن وحدة مكافحة الإرهاب الخاصة GSG9 التي ترتبط بوزارة الداخلية مباشرة، بأنها ستتخصص في التحقيقات والضربات الإستباقية، في حين تتخصص"جي اس جي 9" بالعمليات الهجومية وتحرير الرهائن...إلخ
&
حضر وزير الداخلية دي ميزيير حفل تخرج الوحدة الجديدة في منتصف (ديسمبر) كانون الأول، وقال ان مهمات الوحدة تستجيب للمتغيرات في تكتيكات واستراتيجية الإرهابيين. وعلى هذا الأساس فإنها ستتولى عمليات حصر الأدلة ومطاردة الإرهابيين المتخفين والقاء القبض على المشتبه بهم.
&
وتتشكل فرقة BEF+ &من 50 فرداً، وتتبع لها 5 فرق أخرى تتشكل كل منها من 50 فرداً، وتتخذ مقرات لها في ولايات نوردراين فيستفاليا وهيسن وبافاريا وسكسونيا السفلى.
&
الجدير بالذكر ان 66% من الألمان توقعوا تعرض ألمانيا لأعمال إرهابية، وذلك في استطلاع للرأي أجراه معهد استطلاعات الرأي "يوغوف". واستبعد شمول ألمانيا بالأعمال الإرهابية نسبة 17% ممن شملهم الاستطلاع، وامتنع البقية عن البت برأي حاسم.
&
&
التعليقات