طوكيو: دانت اليابان وقادة العالم الاحد اعلان تنظيم الدولة الاسلامية المتشدد اعدام الرهينة الياباني الثاني بقطع راسه، فيما اكد الاردن انه يواصل جهوده لانقاذ الطيار الاردني المحتجز لدى التنظيم.
وفي تسجيل فيديو نشره على الانترنت اعلن تنظيم الدولة الاسلامية السبت انه اعدم الرهينة الياباني الذي خطف في سوريا وهو الصحافي كينجي غوتو (47 عاما) ليكون الياباني الثاني الذي يعدمه التنظيم المتطرف في اسبوع.& الا ان التنظيم لم يات على ذكر الطيار الاردني معاذ الكساسبة الذي هدد بقتله كذلك.
ودان رئيس الوزراء الياباني شينزو ابي اعدام الرهينة ووصفه بانه "عمل ارهابي دنئ ومدان"، مؤكدا ان "اليابان لن ترضخ للارهاب". وقال "لن نغفر ابدا للارهابيين. اليابان عازمة تماما على تحمل مسؤولياتها بالتعاون مع المجتمع الدولي لمكافحة الارهاب" ولاحالة المسؤولين عنه "امام القضاء". ورجحت الحكومة اليابانية صحة الشريط المسجل.
وكانت حكومة شينزو ابي اعلنت سابقا صحة الشريط الذي يعلن قتل هارونا يوكاوا، صديق غوتو الذي كان يحتجزه الجهاديون منذ آب/اغسطس. وقد اعدم في الاسبوع الفائت بعدما رفضت طوكيو دفع فدية بقيمة 200 مليون دولار. وقالت جونكو ايشيدو والدة الرهينة "كينجي رحل. لا يمكنني ان اجد الكلمات حيال هذا الموت المؤلم". واضافت "اعتقدت انه ربما سيعود ولكن وصل هذا الخبر. كنت اتمنى ان يعود حيا لكن هذا لا يمكن ان يحصل ابدا".
واعربت رينكو زوجة غوتو عن المها الشديد لنبأ اعدام زوجها.& وقالت في بيان "بينما اشعر بخسارة شخصية فظيعة، لا ازال اشعر بالفخر الشديد بزوجي الذي نقل اخبار محنة الشعوب في مناطق النزاع مثل العراق والصومال وسوريا".& واضافت "لقد كان يعشق تسليط الضوء على معاناة الاشخاص العاديين خاصة من خلال عيون الاطفال، واطلاعنا جميعا على مآسي الحروب".
ورزق غوتو بطفل ثان قبل اسابيع قليلة من توجهه الى سوريا في العام الماضي لمحاولة العثور على صديقه هارونا يوكاوا. وبعد ساعات، دانت الحكومة الاردنية بشدة اعدام الرهينة الياباني، واكدت انها مستمرة في جهودها من اجل تامين عودة الطيار الاردني معاذ الكساسبة المحتجز لدى التنظيم منذ نهاية كانون الاول/ديسمبر الماضي.
وقال وزير الدولة الاردني لشؤون الاعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد المومني ان "الدولة الاردنية بكافة اجهزتها مستمرة في جهودها للحصول على ما يثبت سلامة الطيار الاردني وانه على قيد الحياة وتأمين اطلاق سراحه وعودته الى الاردن".
وكينجي غوتو من مواليد 1967 وهو صحافي مستقل اسس العام 1996 في طوكيو شركة انتاج تزود قنوات التلفزة اليابانية تحقيقات عن الشرق الاوسط. وفي تسجيل الفيديو الجديد الذي بثه التنظيم المتطرف على تويتر على حساب الفرقان التابع لمجموعات جهادية، ظهر الرهينة بلباس برتقالي جاثيا على ركبتيه والى جانبه رجل ملثم في لباس اسود يحمل سكينا. وحمل الجلاد الحكومة اليابانية مسؤولية مقتل الياباني. وينتهي شريط الفيديو بصورة جثة مع رأس على ظهرها.
وبحسب مركز مراقبة المواقع الاسلامية (سايت)، فان لهجة الجلاد تكشف انه على الارجح الشخص نفسه الذي ظهر في اشرطة اخرى تضمنت قطع رؤوس رهائن غربيين اخرين. ويقول الجلاد ان قتل الصحافي الياباني كينجي غوتو هو رد على "المشاركة غير المسؤولة" لليابان في الحرب ضد الجهاديين.
ولم تتأخر ردود الفعل. فقد دان الرئيس الاميركي باراك اوباما في بيان "القتل الشنيع" للرهينة الياباني. واكد ان "الولايات المتحدة ستواصل الى جانب تحالف واسع من الحلفاء والشركاء، اتخاذ خطوات حاسمة لاضعاف الدولة الاسلامية والقضاء عليها في النهاية". من جهته، رأى وزير الدفاع الاميركي تشاك هيغل ان اعدام الرهينتين اليابانيين "يذكر العالم اجمع بالخطر الذي نواجهه مع الدولة الاسلامية في موازاة تعزيز التزام تحالفنا باضعاف الدولة الاسلامية والقضاء عليها في النهاية".
اما وزير الخارجية الاميركي جون كيري فقد وصف قتل الرهينة الياباني بانه "جريمة همجية". كما دان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعدام الصحافي الياباني مؤكدا ان فرنسا واليابان "ستواصلان العمل معا من اجل السلام في الشرق الاوسط والقضاء على المجموعات الارهابية".
من جهته دان الامين العام للامم المتحدة بان كي مون "باشد العبارات الاغتيال الوحشي" لغوتو، معتبرا انه "يكشف العنف الذي تعرض له كثيرون في سوريا والعراق". ودعا مجددا الى "الافراج الفوري عن كل الرهائن المحتجزين لدى داعش وغيرها". وفي لندن، وصف رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون قتل الياباني بانه "عمل دنيء ومرعب".
ودان وزيرا الخارجية البريطاني والاسترالي اعدام الرهينة الياباني. وقال وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الذي يزور كانبيرا لحضور لقاء سنوي حول مسائل الدفاع مع نظيرته الاسترالية جولي بيشوب ان "الحلفاء مصممون على مكافحة التحدي المتنامي الذي يشكله الاسلام المتطرف الذي يريد تقويض اسس الدول الامم".
من جهتها، عبرت بيشوب عن "تعازيها الحارة لشعب وحكومة اليابان"، معتبرة ان "السلوك الدنيء الذي قاد الى قتل مواطنين يابانيين اثنين يشكل فظاعة لا توصف ونحن متحدون في تصميمنا على مكافحة الارهاب بكل اشكاله". ونددت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل بعمل "غير انساني وشنيع" واكدت لليابان التزامها "الوقوف الى جانبها لمكافحة الارهاب".
اضافة الى الرهينتين اليابانيين، اعلن تنظيم الدولة الاسلامية منذ منتصف اب/اغسطس اعدام خمسة رهائن غربيين هم الصحافيان الاميركيان جيمس فولي وستيفن سوتلوف وعامل الاغاثة الاميركي بيتر كاسيغ وعاملا الاغاثة البريطانيان ديفيد هينز وآلن هينينغ. وجميعهم خطفوا في سوريا. ولم يتطرق شريط الفيديو الى مصير الطيار الاردني الذي كان ايضا محور تفاوض مع تنظيم الدولة الاسلامية، مع انه بث بعدما انتهت الخميس مهلة حددها التنظيم متوعدا بقتله في حال لم يفرج الاردن عن جهادية عراقية حكم عليها بالاعدام.
وابدت عمان استعدادها للافراج عن ساجدة الريشاوي، لكنها طالبت بدليل يثبت ان طيارها الذي احتجز في كانون الاول/ديسمبر بعد سقوط طائرته الاف 16 في سوريا لا يزال على قيد الحياة. وكان الطيار ينفذ غارة على مواقع للدولة الاسلامية في اطار حملة التحالف الدولي.
التعليقات