نصر المجالي: هدد تنظيم في رسالة على الانترنت، الثلاثاء، بأنه سيذبح الرهينة الياباني كينجي غوتو والطيار الأردني معاذ الكساسبة في أقل من 24 ساعة.
وطالب التنظيم مجدداً بإطلاق سراح ساجدة الريشاوي، وهي امرأة عراقية حكم عليها بالإعدام في الأردن لتورطها في هجوم إرهابي طال ثلاثة فنادق أردنية العام 2005 حيث قتل 63 شخصاً وجرح أكثر من مائة.
وكانت رسالة فيديو مماثلة أصدرها (داعش) خلال عطلة نهاية الأسبوع، طالبت بتسليم الريشاوي مقابل الرهينة الياباني غوتو، بينما ظهر على الشريط ذاته الرهينة الياباني الآخر هارونا يوكاوا مذبوحا.
وتعهدت اليابان بالعمل مع الأردن لتأمين الافراج عن الصحفي الياباني المحتجز لدى (داعش)، لكنها أكدت مجددا أنها لن ترضخ للإرهاب.
نعمل معاً
وقال وزير الدولة الياباني للشؤون الخارجية ياسوهايدي ناكاياما للصحافيين في عمان، في وقت متأخر من مساء يوم الاثنين "نود أن نعمل مع الحكومة الأردنية لتأمين الافراج عن غوتو".
وأضاف: "آمل أن نتمكن من العمل بكل حزم وجد ونتكاتف لنرى الطيارين الأردني والياباني غوتو، عائدين بأمان إلى بلديهما مع ابتسامة على وجهيهما".
وكان الصحافي الياباني المستقل اعتقل من جانب مسلحين متشددين في سوريا في أواخر تشرين الأول (أكتوبر) 2014 في سوريا. كما كان تنظيم (داعش) أسر الطيار الأردني الملازم أول معاذ الكساسبة بعد تحطم طائرته أثناء قصف لقوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة لأهداف تابعة للتنظيم قرب الرقة في شرق سوريا في كانون الأول (ديسمبر) 2014.&
ومثلت أزمة الرهينتين اختبارا لرئيس الوزراء شينزو آبي الذي تولى السلطة عام 2012 متعهدا تعزيز دور اليابان الأمني العالمي.
وأدان آبي يوم الأحد مقتل الياباني هارونا يوكاوا على يد المتشددين واصفا إياه بالأمر "الشائن" ودعا إلى إطلاق سراح الرهينة الآخر الصحافي كينجي غوتو.
قال آبي للبرلمان اليوم الثلاثاء إن اليابان ستبذل قصارى جهدها لإنقاذ غوتو. وأضاف "التصرف الإرهابي المروع لتنظيم داعش شائن وندينه تماما."
وتابع "الوضع صعب للغاية ولكننا سنبذل قصارى جهدنا من أجل إطلاق سراح كينجي غوتو بأسرع وقت ممكن... لن نذعن للإرهاب".
لا فدية
وتخلى المتشددون عن طلب فدية ويقولون الآن إن الإفراج عن غوتو يرتبط بالإفراج عن ساجدة الريشاوي من سجون الأردن.
وكانت وسائل إعلام ذكرت أن المتشددين يطالبون بالإفراج عن متهم آخر صدر عليه حكم بالإعدام في الأردن، ما أثار تكهنات بسلسلة من المبادلات تتضمن غوتو والطيار الأردني.
وقال الملك عبد الله الثاني عاهل الأردن لرؤساء تحرير الصحف الأردنية، الإثنين، إن المملكة تولي قضية الطيار الملازم أول معاذ صافي الكساسبة اهتماما بالغا.
ويشار الى ان ساجدة الريشاوي كانت اكتسبت سمعة سيئة في عام 2005 بعد اعترافها على شاشة التلفزيون الأردني أنها حاولت تفجير نفسها مع زوجها في هجوم تنظيم القاعدة في عمان، الأردن.
&
ساجدة الريشاوي
وتعد الريشاوي أهم متهمة بالإرهاب في الأردن، ومحكوم عليها بالإعدام منذ نحو تسع سنوات لمشاركتها في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، حسب تقرير لـ(فرانس برس).
وساجدة مبارك عطروس الريشاوي (44 عاما) انتحارية عراقية شاركت في تفجيرات فنادق عمان الثلاثة في 9 تشرين الثاني (نوفمبر) 2005، لكنها نجت عندما لم ينفجر حزامها الناسف، ولجأت بعدها إلى معارفها في مدينة السلط (30 كلم غرب عمان) حيث ألقت القوات الأمنية الأردنية القبض عليها بعد عدة أيام.
ووجهت محكمة أمن الدولة عام 2006 للريشاوي تهمتي "المؤامرة بقصد القيام بأعمال إرهابية" و"حيازة مواد مفرقعة من دون ترخيص قانوني بقصد استخدامها على وجه غير مشروع" وحكمت عليها بالإعدام شنقا.
وحكم الإعدام، الذي لم ينفذ حتى الآن، يمكن أن ينفذ بأي لحظة، مع استئناف المملكة العمل بعقوبة الإعدام بتنفيذها في 21 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، أحكام إعدام بحق 11 مدانا بجرائم قتل.
والريشاوي، التي تقضي عامها العاشر في السجن، هي أرملة علي حسين علي الشمري الذي نفذ تفجيره الانتحاري في حفل زفاف في فندق "راديسون ساس" والذي أوقع 38 قتيلا.
وعندما ألقي القبض عليها روت الريشاوي، التي كانت ترتدي حجابا أبيض، كيف أخفت المواد المتفجرة حول بطنها تحت معطفها الأسود الطويل.
ووفقا لاعترافات الريشاوي للتلفزيون الأردني حينها، فإنها سافرت إلى الأردن بصحبة زوجها الذي دخل الأراضي الأردنية بجواز سفر مزور، مشيرة إلى أن زوجها أعطاها حزاما ناسفا وعلمها كيفية استخدامه، وأضافت "زوجي نفذ وأنا حاولت أن أنفذ ما عرفت، وجدت الناس تجري فلحقت بهم".
وقالت إنه كان عليها وعلى زوجها أن يفجرا نفسيهما كل في زاوية من زوايا الفندق.
وأوقعت تفجيرات فنادق عمان الثلاثة "راديسون ساس" و"جراند حياة" و"دايز ان" التي يطلق عليها في الأردن اسم أحداث "الأربعاء الأسود"، 62 قتيلا وأكثر من 100 جريح.
وتبنى زعيم تنظيم القاعدة في العراق آنذاك الأردني أبو مصعب الزرقاوي تلك الهجمات الدامية. وقتل الزرقاوي في السابع من حزيران (يونيو) 2006 في غارة نفذتها القوات الأميركية على مخبئه في محافظة ديالى شمال شرق بغداد.
&
التعليقات