تنادت جماهير غفيرة من الأردنيين للاحتشاد ظهر اليوم الأربعاء في مطار الملكة علياء لاستقبال الملك عبدالله الثاني، الذي قطع زيارته لواشنطن بعد إقدام تنظيم (داعش) على جريمته البشعة بقتل الطيار معاذ الكساسبة حرقاً بأسلوب بربري غير مسبوق.&


نوهت المصادر الأردنية إلى أن الاحتشاد الشعبي لاستقبال الملك يأتي للتأكيد على التلاحم والوحدة الوطنية غداة مقتل الطيار الذي نعاه الملك عبدالله الثاني في خطاب وجهه إلى الأردنيين مساء الثلاثاء.&
&
وتحادث العاهل الهاشمي قبيل قطع زيارته مع الرئيس الأميركي باراك أوباما في البيت الأبيض، وتركز الحديث حول تداعيات قتل الطيار.&
&
وقال مسؤولون أميركيون إن مقتل الطيار الكساسبة على ايدي متشددي تنظيم (داعش) من المرجح ان يقوي موقف الأردن في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة، والذي يوجه ضربات جوية الى الجماعة المتشددة في سوريا.
&
قمة عبدالله الثاني ـ أوباما&
&
ومن جهته، قال مروان المعشر وهو نائب سابق لرئيس الوزراء وسفير الأردن لدى واشنطن، "لا أتوقع على الاطلاق أن ينسحب الاردن من الائتلاف. إنه سيكثف مشاركته".&
&
وخلال القمة الأميركية ـ الأردنية الخاطفة التي خيم عليها مقتل الطيار، أعرب الرئيس الأميركي، الذي حضره الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، والوفد المرافق للملك عن تعازيه الحارة للعاهل الأردني والشعب الأردني، وتأثره البالغ بالحدث، مؤكدًا وقوفه والشعب الأميركي إلى جانب الأردن وقيادته وشعبه، ودعمه في هذه الظروف الصعبة.
&
وكان أوباما قال إن الفيديو الذي يزعم قيام تنظيم داعش بحرق الطيار الأردني الأسير حيًا إذا ثبت صحته سيكون علامة أخرى على "شراسة ووحشية" التنظيم المتشدد.
&
وأضاف أمام الصحافيين: "أيًا كان الفكر الذي ينتهجونه فهو مفلس." وأشار إلى أن الفيديو يضاعف عزم التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة على قتال التنظيم المتشدد في سوريا والعراق.
&
نعي الكساسبة&
&
وخلال وجوده في واشنطن، قبيل توجهه إلى بلاده، وجه العاهل الأردني خطابًا قصيراً، عبر التلفزيون الرسمي، نعى فيه الطيار الشهيد، ودعا فيه الشعب إلى التلاحم والوقوف صفاً واحدًا، وقال في خطابه "لقد تلقينا بكل الحزن والأسى والغضب، نبأ استشهاد الطيار البطل معاذ الكساسبة رحمه الله على يد تنظيم داعش الإرهابي الجبان، تلك الزمرة المجرمة الضالة التي لا تمت لدين الله الحنيف بأية صلة".
&
وأضاف العاهل الهاشمي: "نقف اليوم مع أسرة الشهيد البطل، ومع شعبنا وقواتنا المسلحة، في هذا المصاب، الذي هو مصاب الأردنيين والأردنيات جميعًا" ودعا الأردنيين إلى الوقوف "صفًا واحداً وإظهار معدن الشعب الأردني الاصيل في مواجهة الشدائد والمحن التي لن تزيدنا إلا قوة وتلاحمًا ومنعة".
&
لقاءات الملك&
&
وكان الملك عبدالله الثاني اجتمع، في لقاءين منفصلين، بنائب الرئيس الأميركي جو بايدن، ووزير الخارجية جون كيري، حيث جرى بحث تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط، خصوصًا الجهود الدولية المبذولة لمحاربة الإرهاب والتطرف.
&
كما التقى رؤساء وأبرز أعضاء عدد من لجان الكونغرس الأميركي الجدد، وبحث معهم علاقات التعاون في المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية، إلى جانب تبادل وجهات النظر حيال القضايا الإقليمية والدولية الراهنة، وفي مقدمتها جهود محاربة التنظيمات الإرهابية ومكافحة فكرها المتطرف.
&
كما كان الملك عبدالله الثاني اجتمع في لقاءات منفصلة، برئيس لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ، السناتور بوب كوركر وأعضاء اللجنة، ورئيس لجنة المخصصات في مجلس الشيوخ، السناتور تاد كوشران وأعضاء اللجنة، ورئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس الشيوخ، السناتور جون ماكين وأعضاء اللجنة، ورئيس لجنة الخدمات العسكرية في مجلس النواب الأميركي، النائب ماك ثورنبري وأعضاء اللجنة.
&
ووقعت الحكومة الأردنية، على هامش زيارة العمل الملكية، مذكرة تفاهم مع الحكومة الأميركية تقدم بموجبها الولايات المتحدة، وضمن برنامج الدعم السنوي للمملكة، مساعدات بمقدار 3 مليارات دولار موزعة على السنوات من 2015 إلى 2017، تشمل الجوانب الاقتصادية والتنموية والعسكرية.
&
ووقع مذكرة التفاهم عن الجانب الأردني وزير الخارجية وشؤون المغتربين ناصر جودة، وعن الجانب الأميركي وزير الخارجية جون كيري.&