مئات الغارات الجوية أسفرت خلال أول خمسة أيام من الشهر الحالي عن مقتل وجرح نحو ألف مواطن سوري، بينما استمرت المواجهات عنيفة في ريف دمشق.
إيلاف - متابعة: وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان تنفيذ طائرات النظام السوري الحربية والمروحية نحو 647 غارة على مناطق في عدة محافظات سورية، امتدت من محافظة الحسكة في شمال شرق البلاد، حتى القنيطرة في جنوب غربها، ومن حلب شمالًا وصولًا إلى درعا جنوبًا، خلال أول خمسة أيام من شباط (فبراير) الجاري.
350 برميلا متفجرا
فقد قصفت طائرات النظام المروحية بأكثر من 350 برميلًا متفجرًا مناطق في مدن وبلدات وقرى في محافظات ريف دمشق وحلب وحمص وإدلب والقنيطرة والحسكة وحمص ودرعا واللاذقية. فيما نفذت طائرات النظام الحربية ما لا يقل عن 297 غارة، استهدفت محافظات دمشق وريف دمشق وحلب وحمص واللاذقية ودير الزور والرقة وحماة وإدلب ودرعا.
أسفرت هذه الغارات عن مقتل نحو 185 مدنيًا، هم 34 طفلًا دون سن الـ 18، و29 مواطنة فوق سن الـ 18، و122 رجلًا، إضافة إلى إصابة نحو 800 آخرين بجروح، بينهم العشرات ممن أصيبوا بإعاقات دائمة وجروح بليغة. كما أدت الغارات إلى أضرار مادية ودمار في ممتلكات مواطنين. وأدت الغارات إلى مصرع نحو 92 مقاتلًا من الفصائل الإسلامية والمقاتلة ومن تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) وجبهة النصرة.
كرّ وفرّ
ميدانيًا، تمكنت عناصر حزب الله، مدعومة من عناصر النظام السوري، من السيطرة على مرتفعات في منطقة الزبداني، المحاذية للحدود اللبنانية من جهة مدينة زحلة البقاعية، أهمها تل النمرود وتل الهوى، يضافان إلى سلسلة تلال في محيط بلدة معدر، سيطر عليها حزب الله سابقًا. ويحاول الحزب وجيش النظام التقدم نحو حاجز الهوة، الأخير للمعارضة السورية المسلحة في هذه المنطقة.
وتحدثت التقارير عن تصاعد القصف على الزبداني من مرابض في بلدة الكفير، التي سيطر عليها الحزب والجيش أخيرًا، مع استهداف الجبل الغربي وطريق سرغايا. في المقلب الآخر من ريف دمشق، أعلن جيش الإسلام بقيادة زهران علوش عن مقتل 29 عنصرًا من قوات النظام وحزب الله وتدمير ثلاث دبابات وآليتين عسكريتين على جبهة تل الصوان.
كما أعلنت مصادر المعارضة السورية عن مقتل أربعة من عناصر النظام أثناء تصدي كتائب المعارضة لمحاولة قوات النظام التقدم نحو دوما. وتمكن مقاتلون إسلاميون من تفجير مبنى على الجبهة الشمالية لمدينة داريا، ما أسفر عن مقتل أكثر من ثلاثين جنديًا من النظام& ومن عناصر حزب الله.
قصف عنيف
وتعرّضت أحياء في درعا تسيطر عليها المعارضة لقصف عنيف في مختلف أنواع الأسلحة، منها أحياء درعا البلد وحي طريق السد، التي انهمرت عليها عشرات الصواريخ وقذائف المدفعية والهاون، وفق مصادر المعارضة. وطال القصف العنيف مدينة الحراك وبصرى الشام وقرى وبلدات اليادودة والصورة وعلما وجمرين، بالتوازي مع اشتباكات عنيفة بين قوات النظام والجيش الحر في حيي المنشية وطريق السد وفي جبهة عتمان الغربية.
وفي ريف إدلب الجنوبي، ألقت مروحيات النظام السوري الجمعة براميل متفجرة على مدينة خان شيخون وقرية عابدين وحرش القصابية. وفي حلب، أفادت مصادر إعلامية عن مقتل خمسة أشخاص من عائلة واحدة وإصابة عشرات إثر قيام طائرات النظام بقصف بالبراميل المتفجرة على أحد أحياء البلدة القديمة. وأضافت أن فرق الإنقاذ والدفاع المدني هرعت إلى المكان لإنقاذ الضحايا ونقل المصابين إلى المستشفى للعلاج، ولإزالة ركام عشرات من منازل الحي التي سويت بالأرض. وأكد اتحاد تنسيقيات الثورة سقوط براميل متفجرة في أحياء مساكن هنانو وطريق الكاستلو والهلك.
خبز في اليرموك
إلى ذلك، دخلت مخيم اليرموك الجمعة سيارة خبز بعد 581 يومًا من حصار يفرضه النظام السوري، لتوزع منه كميات قليلة على السكان. ونقلت صحيفة "العربي الجديد" عن أيمن فهمي، رئيس الهيئة العامة لشؤون اللاجئين الفلسطينيين في سوريا، قوله: "إن الحصار مفروض على المخيم منذ أكثر من 570 يومًا، وهو خنق شامل تمنع خلاله قوات النظام السوري والميليشيات التابعة لها دخول أي إسعافات طبية أو مواد غذائية سوى سلل المساعدات التي لا تكفي للبقاء، ما تسبب بأكبر مجزرة جوع ذهب ضحيتها نحو 175 شخصًا من سكان المخيم".
أضاف: "طرحت خلال فترة الحصار الطويلة مجموعة من المبادرات التي تدخل فيها وسطاء محليون وقوى فلسطينية لفك الحصار عن المخيم، لكن النظام السوري يراوغ ويحاول شراء الوقت وتضليل الرأي العام بأن لديه استعدادًا لحل جريمة الحصار، لكن الواقع كان إعاقة المبادرات وخرقها قبل أن يجف حبرها، وهذا يؤشر إلى سياسة ممنهجة لدى النظام من أجل استمرار الحصار".
&
التعليقات