كييف: شكك حارس انفصالي عند نقطة تفتيش بين أوكرانيا وروسيا في قدرة كييف على استعادة السيطرة على الحدود رغم اتفاق السلام الجديد، قائلًا "لا أعتقد ذلك، سنبقى هنا". ويسيطر المتمردون الموالون لروسيا على 400 كلم (250 ميلًا) من الحدود الأوكرانية مع روسيا، واستعادة كييف السيطرة عليها كانت من أصعب النقاط في المفاوضات خلال قمة مينسك الخميس، التي أدت إلى وضع خارطة طريق لشرق أوكرانيا.

وقال حارس الحدود (43 عاما) الذي يدعى فاسيلي "ان الخطة تنص بوضوح على استعادة كييف السيطرة على الحدود بحلول نهاية السنة، لكن بالاتفاق مع السلطات المحلية، اي نحن. وهذا يعني ان لا شيء سيتغير". واضاف "لديّ اقارب في اوكرانيا. سيواجهون مشاكل". وتنص خطة السلام على استعادة كييف السيطرة على الحدود "في كل المناطق التي تشهد النزاع" بعد اتفاق سياسي شامل يتضمن انتخابات محلية.

ولا تزال بلدة اوسبنكا تحمل آثار المعارك عندما سيطر الانفصاليون عليها في اب/اغسطس. وتتهم اوكرانيا والغرب روسيا بإرسال دبابات وجنود واسلحة ثقيلة الى اوكرانيا لدعم الانفصاليين، وهذا ما تنفيه موسكو. وفي اوسبنكا، التي يقدر عدد سكانها بـ1200، قال رئيس البلدية الكسندر دينيسوف ان اشخاصا شعروا بالخوف بعد اتفاق مينسك. وقال دينيسوف "اتصل بي عدد من السكان. وكانوا قلقين بعدما علموا ان اوكرانيا ستستعيد السيطرة على الحدود".

واضاف "طمأنتهم، وقلت لهم ان شيئًا لن يتغير. اتفاق مينسك لا مستقبل له. ومن السذاجة توقع اي سلام او حتى اتفاق فعلي لوقف اطلاق النار". وشكك مئات الاشخاص الذين كانوا ينتظرون في طوابير لساعات في حافلات وسيارات عبور الحدود الى روسيا، في هذا الامر ايضا.

وقال فاسيلي "أخيرا كان الفان الى اربعة الاف شخص يعبرون الحدود يوميا. ياتون من المناطق التي تشهد اشرس المعارك. من ديبالتسيفي وغورليفكا ودونيتسك". وكان قائد الشرطة الاقليمية التابعة لكييف صرح السبت ان الانفصاليين الموالين لروسيا "يدمّرون" مدينة ديبالتسيفي الاستراتيجية في شرق اوكرانيا التي تتعرّض للقصف قبل ساعات من اتفاق جديد لوقف اطلاق النار.

وقال فياتشيسلاف ابروسكين على حسابه على موقع فايسبوك "ان المتمردين يدمرون ديبالتسيفي. وان اطلاق نيران المدفعية على المباني السكنية والمباني الادارية لا يتوقف. المدينة تشتعل". واضاف ان مركز الشرطة في المدينة اصيب بصاروخ غراد. وتحدث الجيش الاوكراني صباح السبت عن "محاولة هجوم شنها المتمردون بقاذفات صواريخ ودبابات" على مواقعه جنوب شرق ديبالتسيفي، الواقعة بين معقلي المتمردين دونيتسك ولوغانسك والتي تشهد معارك عنيفة.

من جهتها، سئمت سفيتلانا (27 عاما) من التحدث عن اتفاق مينسك والسلام ووقف اطلاق النار، الذي يفترض ان يصبح ساريا في الساعة 22,00 تغ من السبت، اي منتصف الليل بالتوقيت المحلي. وقد تركت منزلها قرب مطار دونيتسك مركز المعارك منذ بدء النزاع قبل 10 اشهر. وقالت "لم اعد اؤمن بشيء". واضافت "بعد كل وقف لاطلاق النار تزداد شدة القصف عادة".

ويبدو فاسيلي واثقا من انه سيبقى يتولى مراقبة النقطة الحدودية ومستقبل اوكرانيا غير الواضح المعالم يعني ان سلطات كييف لن تعود. وقال "نهاية العام لا تزال بعيدة ولا احد يعلم اذا سيصمد وقف اطلاق النار لاكثر من اسبوع او اتفاق السلام". واضاف "نود ان نؤمن بالسلام، لكن ذلك صعب".

والجمعة غلب التشاؤم على فرص نجاح اتفاق مينسك، وخصوصا بعد تحذير الرئيس الاوكراني بترو بوروشنكو من ان هذا الاتفاق المفترض ان يدخل حيز التنفيذ ليل السبت الاحد بات "في خطر كبير"، وذلك في ختام يوم دام في شرق البلاد سقط فيه 28 قتيلا.

وأعلن دبلوماسيون ان مجلس الامن الدولي سيصدر الاحد قرارا يدعو الى "التطبيق الكامل" لاتفاق وقف اطلاق النار في شرق اوكرانيا الذي تم التوصل اليه في مينسك الخميس.
ومشروع القرار الذي اعد بدفع من روسيا "كتب بالحبر الازرق"، ما يعني في قاموس الامم المتحدة انه بات جاهزا للتصويت عليه.