&
&
&
تلقى رئيس الوزراء العراقي دعمًا دوليًا في المعارك التي تخوضها قواته ضد تنظيم "داعش"، حيث تعهد له بايدن بتزويد بلاده بالمزيد من الأسلحة، مثمنًا كسب حكومته للمقاتلين من أهل الأنبار... فيما أكد بان كي مون أن الأمم المتحدة ستساعد العراق في إعادة إعمار مناطقه المحررة وحماية آثاره من التدمير.
لندن: بحث رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي مع نائب الرئيس الأميركي جو بايدن سير العمليات الأمنية والعسكرية في محافظة صلاح الدين (170 كم شمال غرب بغداد) وغرب الأنبار، بالاضافة إلى الاوضاع التي يشهدها العراق والمنطقة، وأشار العبادي إلى أن "التلاحم بين مكونات الشعب العراقي في المعركة ضد تنظيم داعش الإرهابي سيساهم ايجابًا في تحرير المناطق المحتلة وان حركة التقدم لقواتنا الامنية في صلاح الدين وسامراء تسير بوتيرة متصاعدة"، مشدداً على ضرورة الالتزام بالتوجيهات التي صدرت بضرورة المحافظة على القانون اثناء تحرير المناطق وبعدها"، كما نقل عنه خلال اتصالهما الهاتفي بيان صحافي لمكتبه الاعلامي الليلة الماضية، اطلعت على نصه "إيلاف".
&
ومن جهته، اشاد بايدن "بقيادة العبادي، وإشرافه على العمليات في صلاح الدين، وقال إن تحرير محافظة صلاح الدين أمر أساسي لهزيمة داعش"... مثمنًا "نجاح الحكومة في كسب المقاتلين من أهل الأنبار لطرد تنظيم داعش الإرهابي"، مؤكدًا ان الولايات المتحدة ستقدم المزيد من الدعم بالسلاح للقوات الامنية العراقية . وأعرب عن تأييد الولايات المتحدة لجهود الحكومة في محاربة الإرهاب واهمية الاستعداد لتحرير الموصل وما تبقى من محافظة الأنبار بعد تحرير محافظة صلاح الدين.&
وعلى الصعيد نفسه، وحول آخر تطورات المعارك ضد داعش في محافظة صلاح الدين، فقد اكد الأمين العام لمنظمة بدر هادي العامري، احد قادة الحشد الشعبي للمتطوعين، أن القوات العراقية ستلاحق عناصر تنظيم "داعش" حتى خارج حدود العراق من أجل القضاء عليهم . وقال ان العمليات التمهيدية لتحرير كل صلاح الدين تسير وفق ما هو مخطط لها "وقد تقدمنا من محور ديإلى ومحور البو طلحة باتجاه حمرين &وتقدمت قوات أخرى باتجاه جسر الزركة".
&
وأشار العامري إلى أن "العدو قاوم في البداية ولكن لم نواجه اليوم والبارحة أية مقاومة باستثناء مقاومة جزئية في بعض المناطق" .. موضحًا أنه "للمرة الأولى يشارك رجال المناطق المحررة من أبناء عشائر شمر والعبيد والجبور مع القوات التي تخوض المعارك"، كما ابلغ "وكالة "السومرية نيوز". وشدد بالقول "سينال عناصر داعش عقابهم وستكون نهايتهم على يد العراقيين وسنتابعهم حتى خارج الحدود العراقية إلى أن يتم القضاء عليها"، معتبرًا أن "داعش بني بأموال أميركية وأوروبية وخليجية". وأوضح أن "التحالف الدولي لم يشارك ولا بطلعة واحدة بل شارك معنا طيران الجيش العراقي بعمليات تحرير محافظة صلاح الدين".
يذكر أن رئيس الوزراء القائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي أعلن الأحد الماضي عن بدء العمليات العسكرية لتحرير محافظة صلاح الدين من سيطرة تنظيم داعش، وعلى إثرها تمكنت القطعات العسكرية المدعومة بمقاتلين من الحشد الشعبي والعشائر من إحراز تقدم لافت في أكثر من محور وتواصل اقترابها من تكريت عاصمة المحافظة.
&
بان يتعهد بحماية آثار العراق وإعمار المناطق المحررة
وعلى الصعيد نفسه، بحث العبادي، خلال اتصال هاتفي تلقاه من الأمين العام للامم المتحدة بان كي مون الليلة الماضية، الأوضاع السياسية والأمنية في العراق، والمنطقة والحرب ضد تنظيم داعش ومساهمة الأمم المتحدة في مساعدة العراق لمواجهة الإرهاب إلى جانب جهود الحكومة العراقية في حماية حقوق الانسان والمصالحة الوطنية.
وقال العبادي "إن الوضع الأمني والعسكري لعمليات تحرير صلاح الدين وغرب الأنبار أفضل من ما توقعناه، حيث أن القوات المرابطة في جبهات القتال تتقدم ببسالة وبمساعدة المواطنين في تلك المناطق ولم تحصل اية تجاوزات" .. مؤكدًا "ان اية تجاوزات وكما اكدنا سابقًا ستقابل بالعقوبات". واشار إلى إصداره أوامر باحترام حقوق الانسان والحفاظ على ممتلكات المواطنين في محافظة صلاح الدين موضحًا أن المواطنين هناك حريصون على تحرير مناطقهم.
واوضح العبادي، بحسب بيان صحافي لمكتبه، أن الحكومة شكلت لجنة من جميع الوزارات لمتابعة تقديم الخدمات الاساسية والمتمثلة بالماء والكهرباء والأمور الصحية وصيانة بقية القطاعات التي تضررت..&
واعرب عن تمنياته بأن يتم زيادة هذا الدعم خلال المرحلة المقبلة.
&
من جانبه اعرب بان عن ترحيبه بجهود الحكومة العراقية لحماية المدنيين وقيام القوات الأمنية والحشد الشعبي بتسهيل وصول المساعدات الانسانية إلى السكان المحليين، كما ثمن جهود الحكومة للاهتمام بالمناطق المحررة . واكد دعمه لجهود العبادي في المصالحة الوطنية ومشاركة جميع اطياف الشعب العراقي في الحكومة. وعبر عن "تأييده لإجراءات رئيس الوزراء في ما يخص التجاوزات على حقوق الانسان مبينًا أن الأمم المتحدة تدعم العراق لإعمار المناطق التي تم تحريرها بعد تدميرها من قبل تنظيم داعش الإرهابي"، بحسب البيان. .&
كما تطرق بان كي مون إلى قضية الآثار العراقية، مشيرًا إلى أن الأمم المتحدة تتابع تدمير هذه الاثار وتهريبها من قبل تنظيم داعش .. وقال "ان هذه الآثار هي للانسانية جمعاء ونعمل كل ما في وسعنا لحمايتها".&
&
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "يونيسكو" قد طالبت مجلس الأمن الدولي الخميس الماضي بعقد اجتماع طارئ عقب نشر تنظيم "داعش" شريط فيديو يظهر تحطيمه آثارًا بمتحف الموصل.
وقالت مديرة "يونيسكو" إيرينا بوكوفا إن "هذا الاعتداء هو أكبر بكثير من أن&يكون مجرد مأساة ثقافية، إنه أيضا شأن أمني يغذي الطائفية والتطرف العنيف والنزاع في العراق". وأضافت "لهذا تواصلت مع رئيس مجلس الأمن الدولي لأطلب منه عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن حول حماية الإرث الثقافي العراقي &كمكون أساسي من أمن البلاد". وأعربت بوكوفا عن "صدمتها العميقة" تجاه الشريط المصور، مؤكدة "إدانتها لهذا الاعتداء المتعمد على تاريخ العراق وتراثه الذي يعود إلى آلاف السنين".
&
وجاء الطلب بعد ساعات من بث تنظيم "داعش" شريطًا مصورًا يبين تدمير عناصره آثارًا قديمة في متحف مدينة الموصل التاريخي شمال غرب العراق. ويوضح الفيديو ومدته 5 دقائق عناصر ملتحية في متحف الموصل، وهي تهدم تماثيل ضخمة باستخدام المطارق وأدوات الحفر، من بينها تماثيل لآلهة تعود إلى حضارات بلاد الرافدين وتمثال للثور الآشورى المجنح داخل المتحف يعود تاريخه إلى القرن التاسع قبل الميلاد.
كما يوضح الفيديو تدمير ثور مجنح آخر موجود في "بوابة نركال" الأثرية في مدينة الموصل، علماً أن الثور المجنح يعد رمز الحضارة الآشورية التي ازدهرت في العراق وامتدت سيطرتها حتى وادي النيل وهو تمثال ضخم يبلغ طوله 4.42&امتار ويزن أكثر من 30 طنا بجسم ثور وجناحي نسر ورأس إنسان.
وقال خبراء ان الآثار المدمرة تشمل قطعًا أصلية وأخرى أعيد بناؤها من قطع مبعثرة إلى جانب نسخ عن قطع أصلية موجودة في متاحف أخرى. وتشمل القطع آثارًا من الحقبتين الآشورية والبارثية وتعود بعضها إلى فترة ما قبل ميلاد المسيح.
التعليقات