&عاد مسلسل الاحتساب السنوي في معرض الكتاب بالعاصمة السعودية الرياض للعرض مجدداً، بعد يومين هادئين نسبيًا منذ افتتاح المعرض في دورته الحالية.&

عزيزة الغامدي وأحمد العياد:&شهد اليوم الأحد فصلاً جديدًا، حينما اقتحم محتسبون منصة المحاضرات بالقاعة الكبرى في المعرض معترضين على ما فهموا أنه اعتراض المحاضر على هدم آثار الموصل، إذ بادروا بقولهم إن اسمها "أصنام"، وأن الرسول محمد حطمها حين دخل مكة.&
&
ولفظ "المحتسبون" يطلق على جماعة من المتشددين دينيًا ينشطون في شؤون الثقافة والمرأة، ويتواجدون في كل فعالية تتعلق بهذين المنشطين، وخصوصًا المرأة، ويرون أن واجبهم "محاربة التغريب".&
&
وكان المحاضر معجب الزهراني الأكاديمي بجامعة الملك سعود يتحدث في ندوة أقيمت على هامش المعرض بعنوان (الشباب والفنون.. دعوة للتعايش)، وفيما كان يبدي أسفه على ما تتعرض له بلدان عربية من اعتداءات على آثارها، بادره عدد من المحتسبين بشدة وعارضوا حديث الدكتور وذكروا أن هدم التماثيل يطابق ما فعله الرسول في فتح مكة وتحطيمه للأصنام.
&
&وحاول الزهراني توضيح الفارق بين الفعلين لكنّ المحتسبين رفضوا شرحه وحديثه وزاد النقاش واحتد، مما حدا برئيس الندوة إلى إنهائها ودعوة الحضور إلى صلاة العشاء، لكنّ المحتسبين لم يكتفوا بإنهاء الندوة بل قاموا باقتحام المنصة مكان جلوس الضيوف، ونادوا إلى صلاة الجماعة وسط استغراب وذهول الجميع من الموقف، وأدى المحتسبون الصلاة جماعة داخل القاعة وسط عدد من التكبيرات.&
&
وفور انتهاء الندوة التي حضرها أيضًا صالح النصار من وزارة التخطيط ، والدكتور أبو بكر باقادر أستاذ علم الاجتماع بجامعة الملك سعود، ساد صمت بين مسؤولي المعرض ولم يصدر بيان صحافي يوضح الأسباب، فيما أحال كل مسؤول الموضوع إلى آخر، حيث اتصلت "إيلاف" برئيس اللجنة الإعلامية للمعرض أحمد الزهراني، وأفاد بأنه لم يحضر للندوة محيلاً الأمر إلى الدكتور جبريل عريشي، رئيس لجنة البرنامج الثقافي لمعرض الرياض الدولي للكتاب، الذي اعتذر عن الحديث عن هذا الموضوع، فيما لم يرد مدير المعرض الدكتور صالح الغامدي حتى اعداد هذه المادة .
&
وفي حديث مع الدكتور باقادر الذي ظهر في الصورة التي انتشرت، وهو محاط بالمحتسبين، قال في حديث مقتضب لـ"إيلاف"، إن المحتسبين استمعوا للمحاضرة التي قدمها.
&
وأضاف: "الشيخ الذي قدم إلي كان مؤيداً لبعض ما ذكرته، ولكن حين ذكرت أنه في دستور المدينة المنورة كان الأوس والخزرج وبني قينقاع أمة واحدة، اعترض على ذلك، وقال يجب أن تسميهم كفاراً، لأن الله أسماهم كفاراً، وأنهم أهل كفر وشرك وقد أجبته أن هذا الأمر متروك لله عز وجل، ويبدو أن خلافه معي كان بسبب التعبير، فاللغة هي سبب الاعتراض، وهو لم يسِئ لي وكان مؤدباً معي، أما سبب التجمهر فكان لأن اللجنة المنظمة لم ترغب في حدوث أي جدل".
&
وتابع باقادر "أن ما حدث مع الدكتور معجب الزهراني كان بسبب أنهم أساؤوا فهمه حين ذكر أن هناك أجيالاً من المسلمين عاشت في الموصل ولم يحطموا تلك الأثار، كما حدث مع الأهرامات في مصر، لكنّ المحتسبين اعترضوا على حديثه لأنهم اعتبروها أصناماً، وليست آثاراً، وكانت هناك مجموعة معتزة برأيها، وذلك من حقها لأننا هنا نتحدث عن التعايش".
&
وعلق الكاتب وعضو الشورى السعودي السابق وأستاذ التاريخ محمد آل زلفة على ما حدث قائلاً: "أن ما حدث هو أمر مؤسف"، مبدياً تخوفه من انتشار هذا الفكر في المجتمع.
&
وتابع آل زلفة: "يجب الوقف تجاه أصحاب هذا الفكر والتضييق عليهم وعدم اعطائهم فرصة ولا مناصب للحد من فكرهم".
&
وختم مداخلته قائلاً بأن "هذه الآثار موجودة من قبل الإسلام مرت على الرسول وعلى الصحابة من بعده، ولم يقم أي منهم بإزالة أي أثر" .
&