&حطت "سولا امبلس 2" في سلطنة عمان كاول محطة لها في جولتها التي تشمل العالم، وتظم مطار مسقط الدولي احتفالية خاصية لإستقبال هذا الإبتكار التقني الفريد من نوعه.

مسقط: هبطت الطائرة الشمسية "سولار امبلس2" في أولى محطات رحلتها التاريخية حول العالم على مدرج مطار مسقط الدولي مساء يوم الاثنين، وذلك بعد انطلاقها من أبو ظبي صباح اليوم نفسه في رحلة استغرقت قرابة 13 ساعة ونصف، متأخرة عن موعدها المقدر بقرابة الساعتين، وذلك بسبب الرياح التي عاكست مسار الطائرة حسب تصريح أندريه بورشبرج، الرئيس التنفيذي للشركة، وكابتن الطائرة في أولى مقاطع رحلتها العالمية.
&
وقد نظم مطار مسقط الدولي احتفالية خاصة لاستقبال هذا الابتكار التقني الفريد من نوعه عالمياً، تحت رعاية صاحب السيد شهاب بن طارق آل سعيد، مستشار السلطان قابوس بن سعيد الذي قام باستقبال الكابتن أندريه على سلم الطائرة فور هبوطها بسلام، وكان برفقته أحمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات العماني وعدد من الوزراء و كبار الشخصيات إلى جانب الدكتور محمد بن ناصر الزعابي الرئيس التنفيذي للهيئة العامة للطيران المدني، والشيخ أيمن بن أحمد الحوسني، المدير العام لمطار مسقط الدولي.
&
هذا وتعتبر السلطنة بمثابة المحطة الأولى لـ "سولار أمبلس "2 في رحلتها التاريخية التي ستجوب العالم قاطعة مسافة 35000 كم، تتوقف خلالها في 12 محطة فقط، ويقود الطائرة الأسطورة بالتناوب الطيارات السويسريان، برتراند بيكارد، وأندريه بورشبرج اللذان يقفان وراء فكرتها منذ البداية قبل ما يزيد عن 13 عاماً، وقد صممت "سولار امبلس2" للطيران ليلاً ونهاراً باستخدام الطاقة الشمسية فقط التي يتم تجميعها من الخلايا الشمسية التي زودت بها الطائرة، والتي تتحول إلى طاقة كهربائية يتم تخزينها في بطاريات خاصة من الليثوم.
&
ومن جانبه تحدث الطيار برتراند بيكارد حول الوصول إلى المحطة الأولى من رحلتهم حول العالم على متن الطائرة الشمسية، قائلا: "استطعنا ان نكمل الجولة الأولى من رحلتنا حول العالم على متن "سولار امبلس2" بنجاح، ونحن نهدف إلى نشر رسالة مهمة وهي أن التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بإمكانها أن تصنع المستحيل،إن استهلاك مئة مليون جالون من النفط كل ساعة لم يعد مقبولاً بعد اليوم، وعلينا جميعاً أن نسعى وراء مصادر الطاقة النظيفة مثل الطاقة الشمسية التي يمكن لها أن تزودنا بنصف حاجتنا من الطاقة إذا ما استغلت بشكل صحيح".
&
وأضاف : "إن سولار أمبلس هي مثال فقط عما يمكن للطاقة النظيفة أن تفعل، فإذا استطعنا الطيران بالطاقة الشمسية فنحن نستطيع بكل تأكيد أن نفعل الكثير بها على الأرض".
&
من جانبه صرح شهاب بن طارق آل سعيد مستشار السلطان قابوس، قائلاً: "نحن فخورون بأن تكون سلطنة عمان هي المحطة الأولى لاستقبال "سولار امبلس2" في هذه الرحلة العالمية، إن هذا الحدث بالغ الأهمية إنما يترجم سعينا نحو تحقيق الاستدامة لمستقبل صديق للبيئة من خلال استخدام الطاقة النظيفة، في الوقت الذي يحمل فيه رسالة هامة جداً على صعيد تحفيز الأجيال الجديدة من العمانيين على التفكير الإبداعي والنظر للمستقبل برؤية تختلف عن السائد النمطي، إن التحدي اليوم أمام الجميع يكمن في تطوير رؤيتنا للمستقبل واقتحام هذه العوالم متسلحين بالعلم والمعرفة والقدرة على الابتكار والإبداع لإثبات حضورنا وتأثيرنا في مسيرة بناء الحضارة الإنسانية، وهذا ما تختصره بصورة مذهلة تجربة الطياران بيرتراند بيكارد، وروجيه بورشبيرج مع سولار امبلس 2، ولهذا يسعدنا استضافتهم هنا في مسقط ليشاركونا تجربتهم الفريدة في خدمة البشرية جمعاء".
&
هذا وستنطلق الطائرة بعد إقلاعها من مطار مسقط فجر الغد باتجاه أحمد أباد و فاراناسي بقيادة بيرتراند بيكارد، ثم ستواصل رحلتها باتجاه الهندو ماندالاي ومينمار، و من هناك يتتجه إلى كل من الهملايا وشمال الصين لتقف في تشونغتشينغ قبل مواصلة رحلتها إلى نانجينغ حيث من المتوقع أن تستغرق الرحلة 20 ساعة، وبعد عبور المحيط الهادي عبر هاواي في رحلة تستغرق 5 أيام، ستواصل سولار امبلس رحلتها إلى الولايات المتحدة الأميركية حيث ستتوقف في ثلاث محطات، وهي فينيكس، وأريزونا، ونيويورك، وبعد عبور المحيط الأطلسي ستكون المحطة الأخيرة في جنوب أوروبا أو شمال أفريقيا قبل عودتها إلى أبوظبي في نهاية يوليو أو بداية أغسطس من العالم الجاري. &&
&
هذا ويتوقع أن تستغرق رحلة سولار أمبلس حول العالم ما يصل إلى 5 أشهر تتضمن 25 يوماً من الطيران، حيث تسير الطائرة الشمسية الأولى بسرعة متوسطة تصل بحدها الأقصى إلى مئة كيلومتر في الساعة، وعلى الرغم من أجنحتها العملاقة التي تصل إلى (72.3 متر) التي تتجاوز من حيث طولها أجنحة طائرة بوينغ 747، فإنها لا تحمل إلا طياراً واحداً ولا يزيد وزن مقصورتها عن وزن سيارة، وبالتالي سيتناوب بيكارد و بورشبيرج على قيادتها في كل محطة.
&
وقد تم الانتهاء من تصميم "سولار امبلس2" في إبريل 2014، حيث تم تزويدها بـ 17,248 خلية شمسية على أجنحتها والتي تزود المحركات الأربعة للطائرة بالطاقة اللازمة، وخلال النهار تقوم هذه الخلايا بشحن بطاريات اللثيوم ما يمكن "سولار امبلس2" من الطيران أثناء ساعات الليل أيضا، ولأن الطائرة تعمل بالطاقة الشمسية، فإن الشمس هي المحدد الرئيسي لوجة الطائرة، حيث يقوم الطياران وفريق الفنيين البالغ عددهم 80 فنياً بتغير وضبط خط سير الطائرة وفقاً لتطورات الطقس حتى أثناء الرحلة، و يبلغ طول مقصورة الطيارة 3.8 متر في مقدمة الطائرة ما يمكن الطيار من البقاء فيها لمدة تصل إلى أسبوع، وعلى خلاف الطائرات الأخرى لم يتم ضغط المقصورة، وذلك للحفاظ على أقل وزن ممكن للطائرة.&
&
كما تحدث كريستيان وينتر، السفير السويسري في سلطنة عًمان، قائلاً: "نحن سعداء بوصول سولار أمبلس 2 إلى أرض السلطنة التي تربطنا وإياها علاقة خاصة جداً، لقد دعمت الحكومة السويسرية والقطاع الخاص في سويسرا هذا المشروع منذ بدايته الأولى قبل 13 عاماً، وذلك انطلاقاً من إيماننا بضرورة تمهيد الطريق أمام الأجيال القادمة للاستخدام الطاقة المتجددة، ونحن فخورون اليوم أن نكون باستقبال نتيجة هذه الجهود التي استمرت لأكثر من عقد من الزمن، وبالتحديد هنا في عُمان، البلد الذي يعي تماماً أهمية البيئة ويدعم كافة الجهود التي تسعى إلى حمايتها".
&
وسيتمكن فريق سولار أمبلس خلال جولتهم التي تمتد على خمسة أشهر من خلال الوقوف على عدد من المحطات المشاركة في الحوارات والنقاشات المتعلقة بالطاقة المتجددة، وحول ذلك أضاف برتراند بيكارد، قائلا: "إن التوقف عبر محطات خلال جولتنا تتيح لنا فرصة التواصل مع الحكومات، ووسائل الإعلام، والمدارس والجامعات في كل دولة من الدول التي سنتوقف فيها، حيث نهدف إلى إبراز أن التكنولوجيا النظيفة والطاقة المتجددة بإمكنها أن تحقق المستحيل".