لم يُعرف بعد إن كان محمد توفيق الأسد قد قتل في معارك دورين الأخيرة، أم تم اغتياله في القرداحة. لكن المعروف حتى الآن أن رجل المافيا الأول في اللاذقية قد رحل.
بيروت: قتل "شيخ الجبل" محمد توفيق الأسد، ابن عم بشار الأسد، فغيرت مجموعة من حسابات عائلة الأسد صورهم الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي "فايسبوك" واضعين صورة القتيل، فيما نعاه سليمان ابن هلال الأسد على صفحته بشكل رسمي.
&
وتضاربت الأنباء حول مقتله بحسب روايتين مختلفتين. الأولى تقول إنه قُتل متأثراً بجراح أصيب بها في قرية دورين في المعارك الأخيرة، بينما تؤكد الثانية تصفيته جسديًا &في القرداحة، خصوصًا أنه رجل مافيوي، شأنه شأن بقية افراد آل الأسد في اللاذقية، ومشهور في التشبيح على أهل اللاذقية، وبأنه رجل التهريب الأول في المحافظة، مختص في تهريب الآثار والأسلحة.
&
البحرية في البر
&
في ريف اللاذقية، مني نظام الأسد وميليشياته الأجنبية بخسائر فادحة خلال المعارك الأخيرة التي دارت في دورين، ما اضطر النظام إلى استنزاف سلاح البحرية، وزج عناصر المشاة الذين يفتقدون للخبرة في القتال بالمناطق الجبلية الوعرة.
&
ونقل موقع "السورية نت" عن الصحافي سليم العمر تأكيده أن عناصر من قوات البحرية بكافة أنواعها شاركت في معارك اللاذقية الأخيرة، "وأول ظهور لبحرية النظام كان في معارك اللاذقية الأخيرة، وهذا الأمر سابقة تدل على أن النظام لم يعد يمتلك قوات برية، رغم أن القوات البحرية لا تملك كفاءة حربية في معارك البر والجبال".
&
ونقلت صفحة "تنسيقية اللاذقية" المعارضة عن منشق عن سلاح البحرية قوله إن النظام يلجأ إلى استخدام جنود اختصاصاتهم في الملاحة، واللاسلكي، والإشارة، والزوارق، والمدفعية الساحلية، وهو زج جنودًا من الكتيبة 509 ضفادع بشرية في معارك اللاذقية الأخيرة، ومعظمهم غير قادرعلى الرمي، وهو لم يعد يمتلك في الساحل السوري سوى الفوج 99 مدفعية ساحلية في عرب الملك بعد جبلة.
وقال العمر: "النظام لا يملك أسطولًا حربيًا، ولا قوة حربية فاعلة، فلديه زوارق صغيرة مع سفينة تجارية حولتها روسيا إلى حربية وتدعى سفينة حطين، ترسو في ميناء اللاذقية القديم المحاذي لحي الصليبة المعارض".
&
هويات سورية
&
هذا النقص الكبير في العديد هو أحد أسباب تعويل النظام الكامل على حزب الله والميليشيات الشيعية العراقية. وهذا ما دفع به إلى تسليم حزب الله بطاقات شخصية سورية لتوزيعها على مقاتليه في سوريا تحمل أسماء وهمية، لاستخدامها أثناء تنقلهم في المناطق السورية.
&
ونقلت تقارير عن عنصر في "حزب الله" يقاتل في منطقة دير سلمان في ريف دمشق ويدعى الحاج رضوان قوله: "الحزب سلم عناصره اللبنانيين في سوريا هويات مدنية وعسكرية سورية، مع الاحتفاظ بهويات تؤكد انتسابهم للميليشيا من دون إبرازها".
&
أضاف الحاج رضوان، الذي يترأس مجموعة قتالية من حزب الله في الغوطة الشرقية: "القيادة أصدرت الأوامر لعناصرها بإبراز الهويات السورية عند المرور على حواجز قوات النظام، وإخفاء هويات الحزب بسبب التوتر الحاصل بين عناصر النظام ومقاتلي الحزب في عدد من المناطق في سورية، إذ يتهم حزب الله قوات النظام بأن ليس لديها نية حقيقية للقتال، بل همها الأول الحصول على الغنائم فقط، بينما تتهم قوات النظام حزب الله بأن عناصره تفرض على أرض المعركة ما تراه مناسبًا من دون تنسيق مع ضباط النظام، وهذا ما حصل في الأشهر الماضية على جبهة المليحة في ريف دمشق، حيث أدى الخلاف إلى انسحاب قوات من الحرس الجمهوري وترك أفراد الحزب وحدهم في المعركة".
&
لكن الحاج رضوان استطاع نقل مقاتلي الحرس الجمهوري الذي انسحبوا إلى جبهات القتال في دير الزور، ما يعكس السلطات الواسعة لحزب الله في سوريا.
&
تمويه وفرار
&
إلى هذه الأسباب، يخاف عناصر حزب الله من وقوعهم أسرى في يد المعارضة، إذ يعتبرون أنفسهم هدفًا مشروعًا لقوات المعارضة السورية للأسر، ومن ثم المبادلة.
&
ونقلت تقارير عن مصادر في حزب الله قولها إنه يعلم أن الأسد لا يهتم لأسراه ولا يسعى إلى مبادلتهم، لذلك تخشى قيادة حزب الله وقوع عناصرها في الأسر، وهذا ما دفعها إلى توزيع بطاقات عسكرية خاصة بالحزب على عناصر سوريين انضموا إلى الحزب، يبرزونها على الحواجز العسكرية، ليكونوا هم هدف المعارضة، قتلًا وخطفًا، في إجراء لحماية عناصرها الأساسيين والتمويه عنهم وتجنب وقوعهم في الأسر.
&
تزامنًا، تزايدت حالات هروب عناصر من قوات النظام وانضمامهم إلى الميليشيات الشيعية العراقية واللبنانية، لأنها تهتم بعناصرها بشكل أفضل من جيش النظام من حيث تأمين الأموال والطعام والملبس، ولأنها تملك سلطة واسعة على الأرض. وجرت العادة أن ترسل قيادة الميليشيات إلى القطعة العسكرية التي فر منها عنصر النظام برقية تفيد بالتحاقه بها، فلا تتم ملاحقته أو معاقبته.
&
فشل الرهان
&
القلمون السوري على موعد جديد مع المعارك بعدما ذهب الشتاء، ويستعد فصل الربيع للحلول، لتستعد معه ميليشيات حزب الله والحرس الثوري الإيراني، ومعهم قوات النظام السوري، لشن هجوم كبير في هذه المنطقة وفي سلسلة جبال لبنان الشرقية.&
&
وقالت وكالة "آكي" الإيطالية إن حزب الله يعترف بفشل رهانه على قسوة الشتاء في القلمون لإنهاك الكتائب المعارضة المسلحة، ناقلة عن مصدر في الحزب قوله إن فشل الرهان دفع "الحزب" و"الحرس" إلى اتخاذ قرار بشن عمليات واسعة النطاق في القلمون لطرد مسلحي المعارضة منها وفرض هيمنة عسكرية على المنطقة والحد من الخسائر التي تكبدتها الميليشيات وقوات النظام.
&
أضاف المصدر: "كلفة الانتظار كانت أقل من كلفة الهجمات المضادة والاستنزاف المستمر، وحزب الله يخشى أن تكون فصائل المعارضة قد زادت من تسلحها وتخزينها الذخيرة، استعدادًا لمعارك الربيع الوشيكة".
&
مقتل 610 أطباء
واتهمت منظمة "أطباء لحقوق الإنسان" النظام السوري بقتل أكثر من 600 طبيب وعامل في المجال الطبي في عمليات قصف وقنص وتعذيب، خلال النزاع المستمر منذ أربع سنوات، من خلال استهداف المستشفيات والعيادات بشكل منهجي وعلى نطاق غير مسبوق في تاريخ الحروب الحديثة، واصفة ذلك بالجرائم ضد الانسانية.
&
وجاء في تقرير المنظمة، الذي صدر في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بعنوان "أطباء أمام التقاطعات: أربع سنوات من الاعتداءات على العناية الصحية في سوريا": "خلال السنوات الأربع الماضية، قتل 610 من العاملين في المجال الطبي، من بينهم 139 تعرضوا للتعذيب أو أعدموا". وحمّل التقرير قوات الأسد مسؤولية 97 بالمئة من عمليات قتل العاملين الطبيين. ووثق التقرير أيضاً 233 هجومًا ضد 183 مستشفى وعيادة جرت في الفترة الأخيرة بواسطة البراميل المتفجرة.
&
وقالت إرين غالاغر، مديرة التحقيقات في المنظمة، إن الحكومة السورية لجأت إلى كل الوسائل: الاعتقالات داخل غرف الطوارئ وقصف المستشفيات، بما فيه بالبراميل المتفجرة، وحتى التعذيب وإعدام الأطباء الذين يحاولون معالجة الجرحى والمرضى".
&
وقالت ويتني براون، مديرة برامج المنظمة، إنها تلقت تقارير عن مئات الأطباء الذين تم احتجازهم أو فقدوا بكل بساطة، غير أنه ليس بوسعها التثبت من هذه الأنباء.
&
التعليقات